قدر الله أن تُحَرَّر فلسطين .. وعام 2020 ليس ببعيد قد وصلنا في مقال الأحد الماضي إلى أن أزعر البيت الأبيض دونالد ترامب قد وضع نفسه في تبييت ملك رقعة الشطرنج في ركنها الضيق، وباتت نقلات الأحجار الفاعلة لميدان الخصوم سبباً في تآكل حزام أمن الملك، كما وصلنا الى الإشارة بأن مهمة خصوم أميركا باتت أبسط وتقتصر على اختيارين؛ الأول إبادة عنصر الغزو، والثاني الاكتفاء بإرغامه على التراجع وسحب عنصر الهجوم، وأضيف هنا بأن التبييت ينطبق على حال رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو وعلى صبي العهد السعودي محمد بن سلمان، وكل إخفاق أو فشل للأزعر ترامب ينسحب بالتالي عليهما بشكل أو بآخر!
فقد استفزَّ أزعر البيت الأبيض وعلى رغم استثمار أميركا ما يقترب من 7 تريليون دولار -طبقا لما ذكره الأزعر- في منطقة الشرق أدنى أي من سوريا إلى أفغانستان فقد أُحيطت زيارته لقاعدة عين الأسد في العراق ومكوثه فيها لساعات قليلة ثم مغادرته وزوجته لها بسرية تامة كجزء من تأمين على حياة الرجل، وقد كان واضحاً على الرجل أن درجة السرية هذه تعبر عن ضياع الهيبة الأميركية، وبأنه يعتبر استعادة الهيبة من صميم أمنيات العظمة التي فرَّط بها الرئيس السابق باراك أوباما، وأظن أن هذه الواقعة كانت من ضمن أسباب قرار "
تبييت الملك" تجهيزاً لنقلة مباغتة ومقدامة تحقق إنجاز ما،
وعلى نقيض سرية زيارة رئيس الويلات -الولايات- المتحدة الأميركية لقاعدة عسكرية في العراق جاءت زيارة رئيس جمهورية إيران الإسلامية الشيخ حسن روحاني إلى العراق المعلن عنها مسبقاً ووصوله إلى مطار بغداد الدولي طبقاً لبروتوكول دبلوماسي تام بمشاركة وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف الذي وصل بغداد أيضاً وفي وضح النهار يوم الأحد الماضي، ولا أشك في أن يقوم أحد مستشاري الأزعر ترامب السُّذَّج الخبثاء -وكلهم كذلك- بإبلاغه بزيارة الرئيس الإيراني، وقد يدعوه لمتابعة فيديو مراسم استقبال القيادة العراقية لرئيس جمهورية إيران الإسلامية التي يتوهم بأن بأستطاعته تصفير مواردها،
زيارة رئيس جمهورية إيران الإسلامية الشيخ حسن روحاني للعراق قد وجهت ضربتين قاصمتين لأميركا الترامبية؛ الضربة الأولى موجهة لهدف المقاطعة الاقتصادية اللاشرعية التي تحاول أميركا الترامبية إحكام تطبيقها على إيران بقصد تبديدها، أما الضربة الثانية فهي الموجهة لمحاولة شرعنة الوجود العسكري الأميركي في العراق والذي بات مؤكداً خروجه من العراق، والضربتان القاصمتان اللتان أصابتا أميركا الترامبية قد امتد أثرهما لتصيبا أداتيها المتمثلتين حصراً في المملكة وإسرائيل نتنياهو، فالحصار يزداد إحكاماً، الأزعر ترامب ومع انقضاء الربع الأول من العام الثالث من رئاسته قد فقد أوراق إنجاز أعدها لتدفع به إلى حصة رئاسية ثانية في انتخابات 2020 الأميركية، فالعام الرابع من حصة الرئاسة الأولى لأي رئيس أميركي يكون مقيد اليدين بالخشية من أية نقلة قد تسقطه تماماً من التاريخ الأميركي إلا من جملة "
الرئيس الذي نجح في إفقاد الدولة الأميركية ثقة العالم في التوقيع معها"،
عاد رئيس الجزائر عبدالعزيز بوتفليقة للجزائر واتخذ مجموعة من القرارات كان أهمها تأجيل الانتخابات، وعدم الترشح لولاية خامسة، والبدء في تشكيل دستور الجمهورية الجديدة عبر حكومة انتقالية تشرف على انتخابات يقوم بعدها لتسليم السلطة للفائز في انتخابات نزيهة مضمونة بالجيش الذي التزم رئيس أركانه بالوقوف مع إرادة الشعب الجزائري،
تجليات:
• بشأن اليمن أقول ربَّ ضارَّة نافعة، وزير خارجية بريطانيا يبحث عن بيع ذخائر وأسلحة لالمملكة،
• حملة راجعين ونص على قناة الميادين، الجملة التي يرددها الفلسطينيون من كافة الأعمار،
• جماح أميركا الترامبية ضد ڤنزويلا قد تم كبحه! ويزداد عجزها عن شن حرب على ڤنزويلا واجتياحها،
• إنكم ملاقون أعظم نصرٍ لأعظم صبرٍ في التاريخ، قالها الزعيم أنطون سعادة في الشعب الفلسطيني، نراها في جُمَع مسيرة العودة!
فايز إنعيم
zedony.com/fayezeneim