كنت أسمع أن سورة الأنبياء معروفة بين أهل العلم بأنها سورة "الاستجابة
لكنني لم أبحث عن السبب ! إذ أنها السورة القرآنية الوحيدة التي ورد فيها لفظ "فاستجبنا له" أربع مرات هذا اللفظ لم يرد في أي موضع قرآني آخر ما عدا سورة "الأنبياء" و السؤال كم ورد فيها من مرة و في أي سياقات ؟
أول مرة :
" وَنُوحًا إِذْ نَادَىٰ مِن قَبْلُ {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ} فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ" آية رقم 76
و ثاني مرة عن سيدنا أيوب عليه السلام :
" {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ} فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ ۖ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ" آية رقم 84
و ثالث مرة عن سيدنا يونس عليه السلام :
" {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ} وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ" آية رقم 88
رابع مرة عن سيدنا زكريا عليه السلام :
" {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ} وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ" آية رقم 90
نأتي الآن إلى :
"فاستجبنا له" في السياقات القرآنية هل هي قاصرة على الأنبياء فقط ؟!
علماء تفسير القرآن بالإجماع قالوا لا و استشهدوا على هذا بأن الله بعد ما قص في القرآن أنه استجاب لسيدنا أيوب
ماذا قال ؟!
"رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ" ... كل العابدين ،
كل الذين يعبدونه سبحانه و تعالى قريب من رحماته كسيدنا أيوب .
و بعد إجابته لدعاء سيدنا يونس
ماذا قال :
"وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ" كل المؤمنين بالله ليس فقط نبيه يونس
هنا فسرها علماء تفسير القرآن أنها تجمع مفاتيح استجابة ربنا سبحانه و تعالى للدعاء ، و يدلك على المفتاح الذي استخدمه كل نبي حتى ينال مطلبه من الله ، و لكن ما هي هذه المفاتيح ؟!
مفتاح سيدنا نوح كان " الصبر " ، 950 سنة من الصبر على دعوة قومه الكافرين لله ، طبعا نحن لا نصبر 950 سنة ، لكننا نصبر إذا كنا على يقين ، صبر جميل لا يفهمه من سخط على أقدار الله
مفتاح سيدنا أيوب كان " الأدب الشديد في مخاطبة الله " لما قال :
" أنِّي (مَسَّنِيَ) الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ" مفتاح سيدنا يونس كان " الدعاء :"أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ "
أما مفتاح سيدنا زكريا فسورة الأنبياء قالته لنا بالنص :
"فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ ۚ " لماذا ؟
"إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ۖ وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ" إذن هذه الآيات يمكن أن نتعامل معاها كشفرة مختصرة ، نحفظ أرقامها و نلجأ لها عندما تقفل الأبواب بوجوهنا ، في الوقت الذي نحتاج فيه بابا واحدا من السماء يفتح لنا ...
76 ـ 84 ـ 88 ـ 90 | فاستجبنا له