سورة الاستجابة !

2
0
كنت أسمع أن سورة الأنبياء معروفة بين أهل العلم بأنها سورة "الاستجابة
لكنني لم أبحث عن السبب !


إذ أنها السورة القرآنية الوحيدة التي ورد فيها لفظ "فاستجبنا له" أربع مرات
هذا اللفظ لم يرد في أي موضع قرآني آخر ما عدا سورة "الأنبياء" و السؤال كم ورد فيها من مرة و في أي سياقات ؟

أول مرة : " وَنُوحًا إِذْ نَادَىٰ مِن قَبْلُ {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ} فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ" آية رقم 76

و ثاني مرة عن سيدنا أيوب عليه السلام :
" {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ} فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ ۖ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ" آية رقم 84

و ثالث مرة عن سيدنا يونس عليه السلام :
" {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ} وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ" آية رقم 88

رابع مرة عن سيدنا زكريا عليه السلام : " {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ} وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ" آية رقم 90

نأتي الآن إلى : "فاستجبنا له" في السياقات القرآنية هل هي قاصرة على الأنبياء فقط ؟!

علماء تفسير القرآن بالإجماع قالوا لا و استشهدوا على هذا بأن الله بعد ما قص في القرآن أنه استجاب لسيدنا أيوب
ماذا قال ؟!
"رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ"
... كل العابدين ،
كل الذين يعبدونه سبحانه و تعالى قريب من رحماته كسيدنا أيوب .

و بعد إجابته لدعاء سيدنا يونس
ماذا قال : "وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ"
كل المؤمنين بالله ليس فقط نبيه يونس

هنا فسرها علماء تفسير القرآن أنها تجمع مفاتيح استجابة ربنا سبحانه و تعالى للدعاء ، و يدلك على المفتاح الذي استخدمه كل نبي حتى ينال مطلبه من الله ، و لكن ما هي هذه المفاتيح ؟!

مفتاح سيدنا نوح كان " الصبر " ، 950 سنة من الصبر على دعوة قومه الكافرين لله ، طبعا نحن لا نصبر 950 سنة ، لكننا نصبر إذا كنا على يقين ، صبر جميل لا يفهمه من سخط على أقدار الله

مفتاح سيدنا أيوب كان " الأدب الشديد في مخاطبة الله " لما قال : " أنِّي (مَسَّنِيَ) الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ"

مفتاح سيدنا يونس كان " الدعاء :"أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ "

أما مفتاح سيدنا زكريا فسورة الأنبياء قالته لنا بالنص : "فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ ۚ "

لماذا ؟
"إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ۖ وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ"
إذن هذه الآيات يمكن أن نتعامل معاها كشفرة مختصرة ، نحفظ أرقامها و نلجأ لها عندما تقفل الأبواب بوجوهنا ، في الوقت الذي نحتاج فيه بابا واحدا من السماء يفتح لنا ...
76 ـ 84 ـ 88 ـ 90 | فاستجبنا له

 

إضافة منذ 6 عام
غير محدد
تعديل منذ 5 عام

التعليقات

لا يوجد
zedony.com - A mmonem.com production. Privacy Policy