قدر الله أن تُحَرَّر فلسطين .. وعام 2020 ليس ببعيد أتفق تماماً مع استغراب ناصر قنديل أن يتوقع أي كاتب سياسي -سواء كان محسوباً على محور المقاومة أو على محور أميركا، أو أن يكون باحثاً يدَّعي الحيادية- أن يفرِّط منتصرٌ ما بانتصاره مجاملة لآخرين! المعنيون يبالغون جداً بمجاملة روسيا الاتحادية لإسرائيل ولتركيا منزلقين إلى خطأين؛ الأول يتمثل في غياب التقييم القويم للارتباط الاستراتيجي ، فما بالك بروسيا الاتحادية التي قفزت بوقوفها مع سورية الشرق أوسطية إلى موقع قطبي خلال فترة زمنية قصيرة جداً لم تحققه بعد حرب جورجيا المتجاورة مع الاتحاد الروسي! هؤلاء نسوا وقفة روسيا عسكرياً في مواجهة أميركا الأوبامية التي حشدت خلال آب/أغسطس 2013 على نية إسقاط الدولة السورية بتدخل عسكري مباشر، وأستغرب أن يتوقع هؤلاء تخاذلاً روسياً عن مواجهة إسرائيل التابع فيما لو بات التهديد الإسرائيلي من الخطورة بحيث يهدم الدولة السورية وهي التي قدمت بصمودها سُلَّم صعود الاتحاد الروسي لموقع القطبية!
ولا يعني ما ذكرت عن اللحمة الاستراتيجية مع روسيا مشاركة محور المقاومة في تحرير الأراضي العربية التي تغتصبها الدولة العبرية منذ نشأتها في عام النكبة، فمهمة التحرير مقتصرة على محور المقاومة من جمهورية إيران الإسلامية، مروراً بالعراق، وصولاً إلى ساحل المتوسط، ويمكنني أن أعمم هذا الموقف على الرد على العدوان الإسرائيلي المتكرر على سورية، وبتفصيل أعمق أقول بأن علينا أن نفهم أن الدولة القطبية بعد تجارب أميركا الفاشلة في كافة حروبها للسيطرة على بلدان ضد إرادة شعوبها من ڤيتنام مروراً بأفغانستان وانتهاءً بالعراق باتت لا تدخل مباشرة في حرب مع أي شعب، فما بالكم بالاتحاد الروسي الذي عاد للقطبية تحت شعارات المحافظة على القانون الدولي ومنع الدول الكبيرة من العبث بأنظمة الدول الصغيرة، وأمامنا ردة فعل روسيا تجاه إسقاط تركيا للسوخوي، وكذلك ردة فعلها على تخفي طائرات إسرائيلية في ظل الطائرة العسكرية الروسية لاتقاء الدفاع الجوي السوري!
تهديد غير مباشر أطلقه د. بشار الجعفري أسد الدبلوماسية السورية من منصة مجلس الأمن الدولي في وجه الثلاثي الغربي إن كانوا في انتظار قصف سوري لمطار تل أبيب رداً على قصف إسرائيل لمطار دمشق، قنوات الزفتوريال نقلت مشاهد لاستنفار عسكري إسرائيلي في الجولان، وقد رددت هذه القنوات أن جيش الاحتلال قد استدرج بذكاء الجيش الإيراني الموجود في سورية كي يطلق صاروخا باتجاه الجولان المحتل، فقد بنت رئاسة أركان الجيش الإسرائيلي قصفها لسورية بأنه رد على الصاروخ الإيراني اليتيم،
عاد السلطان الأزعر الأحمق المكفهر المحبط المنكوس الموكوس رجب طيب أردوغان من موسكو بكثير من الفوائد الاقتصادية المتبادلة من سياحة الروس إلى أنابيب الغاز العابرة لأوروبا، لكنه عاد بخفي حنين فيما يخص إدلب والمنطقة الآمنة، السلطان أكَّد على متانة علاقات وتفاهمات ثلاثية الدول الضامنة لمسار آستانا، كما أكد على الجانب الآخر انحيازه للعلاقة مع روسيا وإيران، والابتعاد قليلاً عن أميركا الترامبية! بالنسبة لإدلب صرح فلاديمير بوتين رئيس اتحاد الروسي بأنه لا يمكن المحافظة على خفض التصعيد على حساب محاربة الإرهاب، وبالنسبة لشرق الفرات السوري فقد أضاف بوتين بأن روسيا تؤيد تفاهمات الدولة السورية مع الكرد!
الجنرال باتريك كاميرت رئيس فريق مراقبة تنفيذ اتفاق ستوكهولم قد اصطحبه مبعوث الأمم المتحدة لليمن مارتين غريفيث معه في زيارته للرياض قادما من صنعاء، حكومة صنعاء أعلنت بأنها لم تعد تثق بباتريك كاميرت و بقدرته على تنفيذ اتفاق ستوكهولم، وقد أُشيع بأن باتريك كاميرت سيستقيل من منصبه، زيارة غريفيث الإنقاذية لصنعاء أوصلته لقناعة أن حكومة صنعاء مصممة على عدم الدخول في جولات مباحثات جديدة قبل التنفيذ التام لاتفاق ستوكهولم حرفياً، وبأن على الأمم المتحدة أن تثبت أنها تستطيع ضمان تنفيذ اتفاقات تشرف عليها! الجيش اليمني واللجان الشعبية قابلا تصعيد التحالف العربي العدواني على اليمن بتصعيد مضاد على أكثر من جبهة!
تجليات:
• تمهيد معركة تحرير إدلب وأرياف حلب وحماة من الإرهاب قد بدأ، إعلام الجيش السوري يحصرها بالرد على محاولات تسلل!
• البنتاغون حذّر إسرائيل من صعوبة صون مساعدات عسكرية لها بالتوازي مع استمرار تعاونها مع الصين، هناك شك في التسريب!
• إنكم ملاقون أعظم نصرٍ لأعظم صبرٍ في التاريخ، قالها الزعيم أنطون سعادة في الشعب الفلسطيني في جُمَع مسيرة العودة!
فايز إنعيم
zedony.com/fayezeneim