قدر الله أن تُحَرَّر فلسطين .. وعام 2020 ليس ببعيد كنت قد أشرت في مقال سابق إلى أن أزعر البيت الأبيض دونالد ترامب وسائر فريقه يفقدون التخطيط الجيد، وهو ما ينتهي بهم سريعاً إلى الفشل، كما كنت قد سجلت في مقال سابق استفساراً مفاده من الذي بهت على الآخر في فقدان القدرة على التخطيط، أميركا الترامبية أم المملكة؟ وقد وصلت إلى قناعة تامة بأن الفشل بات قريناً لكليهما،
فقد استقبلنا بترحاب وإعجاب قرار الأزعر ترامب سحب القوات الأميركية بأسرع ما يمكن، فقد امتدحنا ذكاء الرجل حين أدرك مبكراً أن مبادرة الانسحاب الآن ستغني الجيش الأميركي مذلة مثلما واجه في حالة خروج المارينز من بيروت، وحالة خروج آخر الدبلوماسية الأميركية من فوق سطح السفارة في سايغون، أو حالة هروب آخر أرتال الجيش الأميركي من العراق! لكن قدوم مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون وكذلك مايك بومبيو سكرتير الخارجية إلى منطقتنا وبتصريحاتهما الساذجة واللامنطقية حقق كل منهما فشلاً لا مثيل له سواء على مستويي الحجم والسرعة، فعلى سبيل المثال لم يستطع بومبيو وبولتون إعادة الطمأنينة لكيان العدو حتى على أساس وجوده، كما لم يستطع طمأنة أدواته و أميركا تحضر لتجميع أدواتها في وارسو عاصمة بولندا، الهدف من من هذا التجمع التحشيد ضد إيران والدفع بإنشاء حلف عسكري على نمط الناتو يكون قادراً على الوقوف بوجه العسكرية الإيرانية،
هل الفشل واضح في خطة وارسو هذه؟ أعتقد بأنه واضح جدآ، فمن الناحية العملية هل سيكون الجيش البولندي مثلاً عضواً في هذا الحلف؟ ولو كان ذلك صحيح فسوف يستعيد حلف وارسو الذي انحل بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، وهو ما يعني أن حلف وارسو ذاك قد أخفق في حماية دول المعسكر الشرقي من الانهيار، وهو فال سعيد للناتو العربي الذي سينشأ في وارسو! إعلام الزفتوريال الذي يطنطن لمؤتمر وارسو وكأنه سينجح في وقف التقدم الإيراني ينسون فشل العديد من تجمعات أدوات أميركا في وقف عجلة نمو الدول الحرة والتي تقودها زعامات حرة، كوريا الشمالية وإيران أحدث نماذج هذا التحدي للخط الاستكباري الأميركي!
ويرد أن على العواجل سيل من التصريحات صادرة عن الخارجية الأميركية تتعلق بضرورة إعادة الوحدة لمجلس التعاون الخليجي بما ينهي الأزمة القطرية كي تستطيع دول محور صد التمدد الإيراني في الدول العربية أو الشأن العربي، تزامنت هذه التصريحات مع وصول مايك بومبيو للخليج وكأنها تهدف إلى عقلنة دول الخليج بينياً كي يوحدوا رؤيتهم مع رؤية أميركا الترامبية، حتى على هذه الأزمة المفتعلة والسخيفة فسوف يواجه بومبيو فشلاً ذريعاً كالعادة، وسيبقى الحال على ما هو، قد يحقق نجاحاً في دفع التحالف العربي العدواني على اليمن لوقف عدوانه الذي يستنزف قدراته المالية التي باتت محدودة بعد تهاوي سعر برميل النفط، هذا التهاوي خفض من تدفق البترودولار للبنوك الأميركية في مقابل نفط رخيص للصين يبقي على وتيرة النمو الاقتصادي العالية، فسذاجة ترامب بدفع السعودية لإغراق أسواق النفط للضغط على الأسعار ضربت هدفه في إبطاء النمو الاقتصادي للصين،
ليس هناك من قراءة لمعاودة الطيران الإسرائيلي قصف ذات مواقع ريف دمشق وضمن مساحة مطار دمشق إلا أن تكون الغارات السابقة قد فشلت في تحقيق إصابات كما يدّعي جيش الكيان الإسرائيلي، كما ليس هناك من قراءة لبقاء المواقع والمستودعات العسكرية السورية أو الإيرانية أو التابعة لحزب الله على حالها قرب مطار دمشق إلا أن تكون هذه المواقع محمية ومحصنة تحصيناً جيداً سواء في بُنيتها الانشائية أو الطبوغرافية أو بالدفاعات الجوية، كما وليس هناك من قراءة لعدم الرد الصاروخي الردعي الأرض_أرض من قِبَلِ الجيش العربي السوري وحلفائه وهو رد يملكه الجيش العربي السوري والقوات الرديفة إلا وجود رغبة لمحور المقاومة في استمرار العدو الإسرائيلي بالقيام بعمليات ساذجة كهذه فلا يسمح بقيام حرب محدودة حتى وصول محور المقاومة لنقطة رد شامل وقاصم!
تجليات:
• روسيا الاتحادية تحوِّل 100 مليار دولار أميركي من أرصدتها إلى عملتي اليورو الأوروبية واليوان الصينية!
• تمهيد معركة تحرير إدلب وأرياف حلب وحماة من الإرهاب قد بدأت، إعلام الجيش السوري يحصرها بالرد على محاولات تسلل!
• البنتاغون حذّر إسرائيل من صعوبة صون مساعدات عسكرية لها بالتوازي مع استمرار تعاونها مع الصين، هناك شك في التسريب!
• إنكم ملاقون أعظم نصرٍ لأعظم صبرٍ في التاريخ، قالها الزعيم أنطون سعادة في الشعب الفلسطيني في جُمَع مسيرة العودة!
فايز إنعيم
zedony.com/fayezeneim