الذاكرة كالعضلة إذا مرنتها واهتممت بها تكونت لديك ذاكرة قوية، وإذا أهملتها أصبحت ذاكرتك عادية أو ضعيفة تخونك في كثير من المواقف والاحداث. ان الذاكرة القوية وسيلة من وسائل الإبداع الشخصي، لأنه من الصعب أن تكوني إنسانة مبدعة وخلاقة بذاكرة ضعيفة، وقد اعد خبراء العلاقات الإنسانية أكثر من مائة تدريب غير نمطي مبتكر يمكن من خلاله تقوية الذاكرة وتأهيلها للإبداع الفكري. إليك بعض التدريبات التي تساعدك على تقوية ذاكرتك وتؤهلك لأن تكوني مبدعة.
التدريب الاول: حاولي أن تتذكري تفاصيل ما يحدث في يومك من مواقف وأحداث، كما لو كنت تستعرض أحد الأفلام التي تشاهدينها، ويمكنك ممارسة هذا التمرين قبل النوم مباشرة وأنت في حالة استرخاء تسبق النوم بعشر دقائق.
التدريب الثاني: إذا كان التدريب السابق يجعلك تتذكرين الأشياء خلال يومك، فهذا التدريب يجعلك تختزنين الأحداث أو الأشياء التي تشاهدينها أو تفعلينها أو تمر بك لحظة وقوعها، وهذا الأمر يجعلك في حالة أكثر وعيا وانتباها لما تفعلين دائما في كل الأوقات. يتطلب منك هذا التمرين التركيز في كل شيء تفعلينه والانتباه لكل شيء حولك وان تختزني الأفكار والأحداث في ذاكرتك بانتباه وتركيز.
التدريب الثالث: هذا التدريب يجعلك قادرة على تذكر الأشياء بمجرد ان تغمضي عينيك.. ويمكن أن تبدئيه فورا، انظري إلى اقرب شيء يمكن أن تريه أمامك بوضوح الآن، وركزي نظرك إليه ثم أغمضي عينيك وخلال عدة ثوان حاولي ان تتذكري ذلك الشيء بتفاصيله الدقيقة وأنت مغمضة العينين
من أسباب النسيان:
عدم تركيز المعلومة في الذهن
تخيل المعلومات في ذهنك مثل ورقة معلقة على إحدى اللوحات ، فإن لم يتم تثبيت هذه الورقة جيداً سقطت وإن كانت ثابتة لفترة معينة ، وكذلك حال المعلومات في العقل البشري بحاجة إلى تثبيت وتركيز حتى لا تضيع ، وذلك ما سوف نأتي عليه بالتفصيل في قسم : طرق وأفكار لتقوية الذاكرة
تزاحم المعلومات وعدم ترتيبها إضافة إلى الإرهاق وكثرة المسئوليات
يشترك هذا السبب مع سابقه في نقطة عدم التركيز ، ولكنه يختلف من حيث كم المعلومات الهائل الذي قد يؤدي عدم ترتيبه إلى تشابك الأفكار وبالتالي صعوبة استرجاعها . ومما قد يزيد في صعوبة الاسترجاع الإجهاد الذهني الناتج عن تدفق الكم الهائل من المعلومات الغير مرتبطة أو نتيجة الإرهاق البدني الذي يؤثر بطبيعة الحال على قدرة الإنسان الذهنية
عدم ربط المعلومات بقرائنها
من أهم ميزات العقل هو الوصول العشوائي للمعلومات حيث أنه مثل صفحات الإنترنت تستطيع الوصول لأي معلومة مباشرة بالضغط على الوصلة المناسبة حيث لا يجب عليك قراءة جميع الصفحات مثل الكتاب مثلا للوصول إلى ما تريد ، وبما أن العقل البشري يحتوي على ملايين المعلومات التي تتشارك في معطيات معينة ، فقد يلتبس الأمر عند استحضار أحد المعلومات بالوصول إلى معلومة خاطئة ! لذلك تحتاج إلى عمل ربط قوي ومحكم لكل معلومة مع التصنيف التي يتبعه كمثل آيات القرآن التي قد تتكرر في أكثر من سورة حيث يجب عليك ربط كل آية بالتي بعدها أو قبلها لمعرفة أي سورة تتبع لها تلك الآية
عدم تثبيت المعلومات بالكتابة
إذا رجعنا بذاكرتنا للوراء لعلنا نتذكر أيام دراستنا الابتدائية وكيف أنه كان يطلب منا تكرار كتابة أي مقطع عشر مرات على الأقل !!! وذلك لأن كتابة العلم يرسخه في الأذهان وينطبق ذلك أيضا على تدوين المواعيد والمعلومات العامة حيث أن لها أثرا سحرياً على قدرة التذكر والاستحضار
وبالإضافة إلى ما سبق توجد العديد من الأسباب التي قد لا يلقي لها الإنسان بالاً مثل :
النظام الغذائي والصحة العامة .
كثرة الأعمال والمسؤوليات.
تزاحم المعلومات في الذهن
فقدان الأمن والأمان
غياب الراحة في المنزل ومحل العمل
الصدمات الخارجية والداخلية
العجلة في الأمور
الاستخفاف بالأمور
عامل الوراثة
التقدم في العمر
طرق وأفكار لتقوية الذاكرة
توالت عدة أبحاث واكتشافات ومؤلفات في كيفية تقوية الذاكرة كما لم يخلو عالم الإنترنت من مواقع إرشادية وطبية ومعلوماتية حول هذا الموضوع ومن أشهرها موقع www.Brain.com الذي يوفر وصفات طبية وعشبية إضافة إلى أبحاث ومعلومات حول تقوية الذاكرة ، ومع كل ذلك تظل بعض الأمور البديهية والبسيطة التي يستطيع الإنسان تطبيقها في حياته اليومية لتقوية ذاكرته وبالتالي تحسين شخصيته واستفادته من أوقاته
الربط الذهني
يعتبر الربط الذهني من العمليات التلقائية للعقل البشري حيث انك قد تتذكر شخصاً معيناً بمجرد شم رائحة عطره مثلاً ، لذلك نستطيع الاستفادة من هذه العملية لتثبيت المعلومة وبالتالي تقوية الذاكرة ، فمثلاً اربط معلومة معينة كارتفاع الكعبة التي يبلغ ارتفاعها 15متراً بصورة ذهنية كأن تواظب فترة على تخيل القمر في ليلة 15 وهو يضئ على الكعبة كما أن الربط العددي مفيد أيضا للمواعيد ومتطلبات الحياة اليومية فمثلا إن كان ينبغي عليك أثناء خروجك للعمل أخذ مجموعة من الأشياء معك تذكرها عدديا .. ورسخ هذا العدد في ذهنك وسوف تجد نفسك تتأكد من أخذ جميع الأشياء عن طريق التأكد من عددها الصحيح
الكتابة وتدوين المعلومات
الكتابة ليست فقط لحفظ العلم وتداوله بين الناس ، إذ أن الكتابة تساعد أيضاً في ترسيخ المعلومة في ذهن كاتبها ولا أدل من ذلك أن المواظبة على كتابة المواعيد تجعل الإنسان يتذكرها حتى بدون الرجوع إلى ما كتبه !! لماذا لا تجرب بنفسك لتتأكد من صحة هذا الأمر ! حاول كذلك وأنت تكتب أن تعطي لنفسك بعض الدقائق لتتخيل تلك المعلومة أو هذا الموعد وما يسبقه أو يرتبط به من أحداث حياتك اليومية وسوف يكون ذلك مفيداً لك للتذكر التلقائي مع مرور الأيام
الغذاء
تكاد المكونات الغذائية السليمة تنعدم في ما نتناوله يومياً ، فمع ايقاع الحياة العصرية وانتشار الوجبات السريعة والابتعاد عن الغذاء المطبوخ جيداً بدأت الأعراض الصحية والعقلية في الانتشار وقد خلصت دراسة اجراها مركز ( Centers for disease control and prevention )بأن نقص أحماض اوميغا3 له دور أساسي في ضعف تغذية الدماغ وبالتالي ضعف الذاكرة بشكل عام ، وتتوفر هذه الأحماض بشكل مكثف في اسماك السلمون والجوز والبيض ، وبشكل عام فإن الغذاء السليم والمتنوع له دور أساسي في الحفاظ على توازن الجسم بما في ذلك العقل
صحة الجسم
وما ينطبق على الغذاء ينطبق أيضا على المحافظة العامة على صحة الجسم وراحته وبخاصة النوم ، حيث تشير أحد الدراسات إلى النوم هو من حاجات العقل وليس البدن ، فالإنسان يحتاج للنوم وإن لم يتحرك طوال يومه ! لماذا ؟ مع أنه أراح عضلاته ولم يجهدها .. يرجع السبب إلى أن العقل يعمل جاهدا ولا يكف عن التفكير وحفظ كل ما تراه العين وتسمعه الأذن وخلاف ذلك ، وبالتالي فهو يحتاج لفترة لا تقل عن 8 ساعات من الراحة
موضوع صحة الجسم موضوع متشعب ، ويكفي هنا أن نشير إلى أهمية رياضة المشي ، قم بالحوار مع أي شخص يمارس رياضة المشي واكتشف حيويته وقدرته المتميزة على التذكر ، وإن اقتنعت بالنتائج ابدأ منذ الغد وأعطي جسمك المسكين الذي لا تهتم به نصف ساعة على الأقل من المشي ولاحظ الفرق بنفسك سواء في حيويتك العامة أو في قدرتك على التذكر
العلاجات اللازمة:
التركيز على المعلومات حين التعلم والحفظ:
وذلك من خلال الانتباه والتوجه الجاد عند التعلم والحفظ وكذلك الممارسة والتمرين من خلال الواقع العملي لتثبيت المعلومات في الذهن.
عدم تحمل المسؤوليات الكثيرة والتنظيم في الحياة:
إن المسؤوليات الكثيرة تسبب حالة من الارباك والتعب البدني والذهني وهذه القضية تخلق أرضية مناسبة للنسيان فمن الأفضل التقليل من هذه المسؤوليات للتقليل من حالة النسيان.
الإنسان الذي ينظم حياته يعيش حالة هادئة ومرتبة في إدارة الأمور وهذه القضية تنعكس على قوة التفكير وقوة الذاكرة ايجابياً بحيث يكون النسيان نادراً جداً لديه.
تقييد العلم بالكتابة.
البحث عن الهدوء بأي ثمن
البحث عن الأمن والامان.
عدم التعجّل في الأمور.
المطالعة حتى آخر العمر.
الالتزام بالقرآن والدعاء والروحيات والمناقبيات.
تفادي الاطعمه الدسمه
أن استهلاك كميات كبيرة من الأطعمة الدسمة والغنية بالدهون باستمرار يضر بالدماغ ويسرّع فقدان الذاكرة ويضعف القدرة على الفهم والتعلّم.
المحافظة على الصحة العامة :: كأعطاء الجسم حقه في النوم وعدم الاجهاد والسهر ، ممارسة الرياضة والموظبة عليها ، وهنا لا اطالب برياضة عنيفة وبذل مجهود اكثر من الطاقة ، ولكن يكفي تنشيط الجسم ، وكلا حسب قدرته وعمره ، والمشي مهم جدا
السباحه الخ
الاكثار من اكل الخضروات والفاكهة الطازجة وهي مهمة جداً لصحة الانسان عامة وكذلك (الخميرة البيرة) لوجود (فيتامين ب مركب) بها وتأخذ كملعقة كبيرة تذاب في كوب ماء ، والاكثار من الماكولات البحرية، ومحاولة التنوع في الاكل وعدم التركيز على نوع واحد، والابتعاد قدر الامكان عن الاطعمة الجاهزة والمعلبة
إن هناك العديد من الأطعمة الغنية بمضادات التأكسد والتي يمكن تناولها بشكل يومي وباستمرار للحصول على النتائج المبتغاة، من أهمها:
عصير التفاح وعصير العنب
وما علينا إلا أن نتذكر هنا مقولة أن تناول تفاحة في اليوم يبعد شبح المرض وبالتالي الطبيب،
أما تناول الأثنين معا فيفتح أمامنا طريق الصحة والحيوية.
المفيد في عصير التفاح إذا تم تناوله مع أي وجبة غذائية أنه يساعد على مقاومة الضرر خاصة إذا كان الطعام به مواد دهنية فهو يجعل الدهون لا تتحول في الطعام إلى كوليسترول خطير يهدد الصحة، كما ان عصير التفاح مفيد جدا لمرضى القلب ويساويه في قدر الإفادة عصير العنب.
السبانخ والفراولة
يؤكد العلماء أن المواد الكيميائية المضادة للتأكسد الموجودة في الفراولة والسبانخ أيضا قادرة على زيادة كمية السائل في أغلفة الخلايا مما يسمح للمزيد من المواد الغذائية بسرعة الوصول إلى الأنسجة الدماغية فتحمي الدماغ من الضعف والوهن وفقدان الذاكرة (مرض الزهايمر) المرتبط بالتقدم في السن.
السمك والكبده والجوز واللوز والفستق
إن تناول هذه الأطعمة بصورة منتظمة يعطي الجسم ما يحتاج إليه من السيليونيوم وهو معدن أساسي مضاد للتأكسد، ومما أكدته نتائج الأبحاث الطبية أن نقص السيلينيوم في الجسم يؤدي لخطورة الإصابة بمرض السرطان في حين أن اتباع نظام غذائي غني بالسيلينيون يساعد في الحماية من الإصابة بالسرطان وعلى مقاومة المرض ومكافحته إذا تمت الإصابة به.
الجزر
يعد من أغنى أنواع الخضراوات بعنصر “البيتاكاروتين” المعروف بكونه مضادا للتأكسد وواقيا لجهاز المناعة بالجسم. وقد أكدت دراسة أميركية أن الناس الذين يأكلون الجزر بكثرة وبصورة يومية أقل عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية من أولئك الذين يأكلون الجزر مرة واحدة في الشهر مثلا. ويعتبر عنصر البيتاكاروتين المصدر الطبيعي لفيتامين (أ) وهو مهم جدا للصحة.
الشاي الأخضر
يعتبر الشاي الأخضر من أغنى مضادات التأكسد، التي تتغلغل في بلازما الدم وتساعد في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب.
ويأتي بعده في الإفادة الشاي الاسود وان كان تاثيره اقل وخصائصه الصحية أقل.
الشوكولاتة
كما أثبتت العديد من الدراسات ان الشوكولاتة غنية بمضادات التأكسد لاحتوائها على ما يعرف باسم (كاتشين) وهي مضاد لتأكسد هام جدا
ومفيد للجسم، لكن يجب تقنين تناوله لما يحتويه على سعرات حرارية عالية أيضا.
إذا أردت أن تحفظ القرآن تذكر السبانخ والكبدة والجوز والفستق
واجعل في فاكهتك الفراولة والجزر وعصير التفاح والعنب ..
ولا تنس الشاي الأخضر ..
وقطعة شوكولاتة احتياطية بعد ساعتين من تناول الوجبة