التلوث البيئي خطر يهدد الشعوب

0
0
التلوث البيئي يعتبر قضية أصبحت ذات أهمية بالغة على الصعيدين الإقليمي و العالمي، و غدت مشكلة حقيقية في كثير من بلدان العالم. فهي ليست مشكلة صحية أو أخلاقية أو إنسانية أو سلوكية فحسب بل أصبحت قضية تعيق النمو الاقتصادي السليم للدول. إن تلوث الهواء و الماء و الغذاء و ما نتج عن ذلك من آثار سلبية في كثير من بقاع العالم خير دليل على غطرسة الإنسان وسلوكه التخريبي في بيئته التي ائتمنه الله عليها، وإن الله استخلفه في الأرض ليعمرها لا ليدمرها. ومخالب التلوث البيئي عديدة وحادة تتمثل في الهواء الذي نتنفسه و التلوث بالمبيدات الحشرية في الأغذية و المياه و التلوث بالفضلات والمواد المشعة والقمامة والمخلفات الصناعية، كما أصبحت حياة الطحالب التي هي أوفر غذاء للإنسان مهددة في البحار، التي هي الأخرى أصبحت ميتة بيولوجياً بسبب النشاط الصناعي التدميري(7).
كما أدى التلوث إلى انقراض الكثير من أنواع النباتات و الحيوانات المائية، و أصبحت المياه غير صالحة للشرب بسبب المجاري. و لا حتى صالحة للزراعة، وأصبح خوف الإنسان من أن يموت عطشاً لا جوعاً بسبب تلوث المياه ومن أن يموت اختناقاً ويأساًً بسبب تلوث الهواء. أو يموت قلقاً بسبب الضجيج ، وتسمماً بسبب تناول الأسماك والأحياء البحرية الملوثة. وإن عبث الإنسان في البيئة أدى إلى فقدان الكثير من المناطق الخضراء بسبب التوسع العمراني و أصبح معدل موت الأشجار في الغابات كبيراً. و زحف التصحر في كثير من القارات و الدول مما جعل الناس لاجئين بسبب تخريب الغابات والرعي الجائر والصيد المجنون ونزوح الناس إلى الريف بسبب اختناق المدن وحركة المرور الجنونية. لقد آن الأوان أن ندرك و بجـــدية أن الإنسان متغطرس على البيئة، وأن إساءته وتخريبه لها، يحتم علينا أن نعالـج ذلك ونمنع امتداده، وذلك بتحـقيق الانسجام بين أنشطة الإنسان وموارد البيئة ووضع المفاهيم البيئية في خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
تعريف التلوث (Pollution): يعرف التلوث البيئي في أبسط صوره على أنه خلل في أنظمة الماء أو الهواء أو التربة أو الغذاء ينتج عنه ضرر مباشر أو غير مباشر بالإنسان أو الكائنات الحية أو يلحق الضرر بالممتلكات الاقتصادية. أو هو إلقاء النفايات بما يفسد جمال البيئة و نظافتها(4). فالتلوث قد يحدث طبيعياً و يتمثل ذلك في العواصف الغبارية و الفيضانات الطبيعية و حرائق الغابات وحبوب اللقاح والأحياء الدقيقة الموجودة في الجو أو قد يكون بشرياً وهذا ما ينتج عن عمل الإنسان التخريبي بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
أنواع التلوث و أشكاله: -
ملوثات البيئة متعددة وعلى أنواع وأشكال مختلفة ولكنها تشترك جميعها في تأثيراتها الضارة . وقد تكون ملوثات البيئة ذات طبيعة فيزيائية كالتلوث بالإشعاع والتلوث بالضجيج .أو ذات طبيعة بيولوجية كالتلوث بمسببات العدوى مثل البكتريا والفطريات والفيروسات والحشرات وحبوب اللقاح؛ أو قد يكون ذات طبيعة كيميائية كملوثات الهواء الغازية (كعوادم السيارات) وملوثات المياه.
1) تلــــوث الهــــواء:
يتكون الهواء غير الملوث من عناصر رئيسة هي الأكسجين (21%) والنيتروجين ( 78%) و ثاني أكسيد الكربون( 0.03% ) والهيدروجين وبخار الماء. كما يحتوى الهواء على نسب ضئيلة من الهيليوم والنيون والكريبتون والنشادر والأوزون وأول أكسيد الكربون و أكاسيد الكبريت وجسيمات الغبار ودقائق الأملاح عضوية وغير عضوية(2)(3). وكل هذه المكونات لها نسب ثابتة تجعل الهواء نقياً. ويمتاز الهواء النقي بأنه عديم اللون والرائحة ويوجد في الطبقة السفلى من الغلاف الجوى، المحيطة بالكرة الأرضية. وأن أي اختلال في توازن وطبيعة ملوثات الهواء يصبح عرضة للتلوث، وتشمل ملوثات الهواء :
أ) الغــــازات: من أشهر الغازات الملوثة للهواء غاز أول أكسيد الكربون ، ثاني أكسيد الكربون ، ثاني أكسيد الكبريت ، ثاني أكسيد النيتروجين ، كبرتيد الهيدروجين وغاز النشادر .
ب) الجسيمات: كجسيمات الغبار والدخان والعناصر المعدنية والاسبستوزات وجسيمات المبيدات.
ج) المواد المشعة.
د/ الملوثات الثانوية: مثل الضباب الدخاني والمطر الحامضي.
أولاً: مصادر تلوث الهواء بالغازات ومخاطره
المصادر:
1. الاحتراق غير الكامل للوقود في السيارات ومحركات الديزل ووسائل النقل الأخرى واحتراق النفط والغاز الطبيعي .
2. احتراق المواد العضوية في القمامة .
3. تنفس النباتات والحيوانات وكذلك الصادره من تحللها بعد موتها.
4. المصادر الطبيعية كالبراكين.
5. تخمر الفضلات البشرية والحيوانية وتحللها.
6. صناعة الأسمدة الكيميائية وصناعة إطارات السيارات .
مخاطرالتلوث بالغازات :
1. يتحد بعض الغازات مع هيموجلوبين الدم مكونةً كربوكسيل الهيموجلوبين، الذي لا يستطيع نقل الأكسجين إلى أعضاء الجسم. وينتج عن ذلك تأثيرات صحية تتفاوت في خطورتها ما بين الصداع والإعياء وحتى الموت.
2. يؤدى التلوث بها إلى ارتفاع حرارة الهواء ومن ثم حرارة الأرض.
3. تؤدي الغازات إلى تخريش الأغشية المخاطية المبطنة للعين وصعوبة التنفس وتشنجات للإنسان وقد يصل ذلك إلى وقف التنفس .
4. تضر بالنباتات عندما تترسب على هيئة كبريتات، تؤدى إلي إحباط عملية البناء الضوئي.
5. تسبب تشويه للدهانات، خاصة المحتوية على الرصاص تؤدى إلى اسودادها.
6. يعتقد أن التعرض لبعضها لفتره طويلة يسبب العقم(5).
ثانياً: مصادر تلوث الهواء بالجسيمات
وتشمل الجسيمات الغبار، الرصاص، الاسبستوزات والمبيدات.
أ/ الغــــبار:
مصادر التلوث بالغبار: وتشمل:
1. الرياح .
2. النشاطات العمرانية.
3. البراكين .
4. وسائل النقل.
5. النفايات والقمامة.
6. مداخن التدفئة.
مخاطر التلوث بالغبار:
1. يؤدى تلوث الهواء بجسيمات الغبار إلى إعاقة حركة مرور المركبات، وإن تجمع الكثبان الرملية على الطرق الصحراوية يغلق تلك الطرق تماماً. كما يؤدى الغبار إلى إعاقة حركة الملاحة الجوية والبحرية في المطارات والموانئ.
2. يسبب للإنسان أمراض الحساسية والربو والتحجر الرئوي، كما يترسب بعضها على الجلد(1).
3. يؤدى الغبار إلى تعطيل الكثير من الأجهزة والمعدات الدقيقة مثل مكيفات السيارات، الراديوهات ، والتلفزيون وغيرها.
4. يؤدى ترسبها على السيارات مع الرطوبة إلى تآكلها وتشويه منظرها.
5. يعوق عمليات البناء الضوئي في النبات بترسبه على الأوراق.

ب/ الرصــــاص:
مصادر تلوث الهواء بالرصاص:
تُلوث جسيمات الرصاص ومركباته المناطق المكتظة بوسائل المواصلات كالسيارات والبصات خاصة التي تستعمل الوقود المحسن، المضاف إليه رابع إثيل أو مثيل الرصاص الذي يضاف إلى الوقود من أجل تخفيف صوت احتراقه. وتتحول هذه إلى مركبات رصاص غير عضويه تنبعث من عوادم السيارات، ثم لا تلبث أن تتساقط على أوراق النباتات وتلوث التربة.
مخاطر التلوث بالرصاص:
1. يسبب التلوث بالرصاص القلق الليلي والأحلام المزعجة واضطرابات نفسيه واضطراب العادة الشهرية وقد يسبب الإجهاض.
2. يقلل الرصاص من الهيموجلوبين في الدم.
3. يترسب الرصاص في العظام ويؤدى إلى الالتهاب المزمن في الكلى.
ج/ التلوث بالاسبستوزات:
الاسبستوزات عبارة عن ألياف صناعية معدنية تنطلق إلى الهواء بفعل العمليات الصناعية.
مخاطرها:
1. تستطيع هذه الألياف أن تخترق الجلد وتسبب تقرحات به.
2. تدخل إلى الحويصلات الهوائية مسببة ضيقاً في التنفس.
3. تسبب سرطان الرئة والمعدة.

د/ التلوث بالمبيدات الحشرية:
التلوث بالمبيدات الحشرية سببه الاستخدام غير المنضبط لمبيدات الحشرات والقوارض، حيث يترسب المبيد المتبقي في الثمار واللحوم والألبان والبيض. وعندما يتغذى الإنسان على هذه المنتجات الزراعية يسـبب له أمراض الرئة والسرطان وآلام المعدة .
ثالثاً: تلوث الهواء بالمواد المشعة:
المواد المشعة تشمل أشعة ألفا وبيتا وجاما. أشعة ألفا هي جسيمات تحمل شحنة موجبة وتتكون من بروتونين ونيوترونين. بينما أشعة بيتا هي جسيمات تحمل شحنة سالبة وتتكون من إلكترونات ذات شحنة عالية. أما أشعة جاما فهي عبارة عن إشعاعات كهرومغناطيسية ولها من الصفات مثل الأشعة السينية (X-Ray).
مصادر الاشعاع:
1. يتلوث الهواء بالإشعاع من محطات المفاعلات النووية وأثناء الانفجارات الذرية ومن مناجم الذهب وأثناء عمليات التكرير والتعدين.
2. تستخدم الأشعة السينية في مجال الطب والصناعة والزراعة والتصوير والطب النووي لعلاج السرطان والأورام وفي فحص عضلة القلب. كما يستخدم الكربون المشع (C14 ) في صناعة حبر الشيكات والصكوك المعدنية.
مخاطر التلوث بالإشعاع:
عندما يتعرض الإنسان أو الحيوان للإشعاع، فإن الخلايا الحية تموت وخاصة كريات الدم الحمراء، مما يعرض الإنسان للإصابة بأمراض خطيرة مثل سرطان الجلد والدم والجهاز الهضمي وتكوين المياه البيضاء في العين، ونقص القدرة على الإخصاب. إضافة إلى الأثر الوراثي الذي يظهر في الأجيال المتعاقبة والتالية. ومن أخطر الكوارث التي كانت بسبب تلوث الهواء بالإشعاع، هي كارثة مفاعل تشيرنوبيل المستخدم في توليد الطاقة الكهربائية في جمهورية أوكرانيا السوفيتية(7). حيث شب حريق في العام 1986للميلاد، وانطلقت على إثره سحب ملوثة بالنظائر المشعة مثلاليود 131والسيزيوم-137. و اجتاحت هذه السحب الدول المجاورة فوصلت إلى معظم الدول الأوروبية. وفي روسيا وحدها توفي 31 شخصاً وأصيب 304 آخرون. حيث كانت الوفاة بسبب الحروق الناتجة عن الإشعاع وتلف أنسجة الدماغ. ويعتقد الباحثون أن التأثير في منطقة الحادث سيكون التلوث بالإشعاع على مدار30 عاماً القادمة. ومن المتوقع أن تظهر أمراض الدماغ والكلى والكبد وجهاز المناعة والتناسل وظهور السرطانات.
2) التلوث بالضجيج :
ينتقل الصوت إلى آذاننا عبر الهواء محدثا ًترددات على هيئة موجات. والأذن السليمة تميز الأصوات التي تتراوح شدتها ما بين 16-20000 ذبذبة/الثانية. ويعد الضجيج ملوثاً بيئيًّا ذا طبيعة فيزيائية، ويعرف على أنه الصوت غير المرغوب فيه، أي عبارة عن أصوات ينقصها الانتظام والتناسق، ولا تقل تأثيراتها على تأثيرات ملوثات البيئة الأخرى(6)(7). ويقدر معدل الضوضاء بوحدة تسمى الديسبيل ((Decibil وهى وحدة مطلقة تقدر بها شدة الصوت أو مستوى ضغط الصوت. وتستطيع أذن الإنسان السماع إلى 130 ديسبيل(7).
مصادر التلوث بالضجيج:
1. البيوت والمساكن الممتلئة بآلات التنظيف الكهربائية، الغسالات، التلفزيون، الثلاجات، الخلاطات، أجهزة التكييف وآلات الموسيقى.
2. المناطق الصناعية وعمليات البناء والإنشاءات المختلفة.
3. السيارات في الشوارع وآلات التنبيه ووسائل النقل المختلفة.
4. الطائرات والدراجات النارية والقطارات.
5. أماكن العمل والدوائر الحكومية.
مخاطر التلوث بالضجيج:
1. القلق والتوتر وعدم الانسجام.
2. انخفاض القدرة على الاستيعاب ونقصان القدرة علي العمل والحد من نمو الأطفال.
3. سماع طنين في الأذن و انخفاض في حاسة السمع و فقدانه.
4. تحدث الضوضاء تأثير في الجهاز العصبي وقد تصل إلى الجنون.
5. ارتفاع ضغط الدم وعدم انتظام النبض واضطرابات الدورة الدموية.
3) تلـــوث المــــياه:
أي تغيير يحدث في المياه سواء كان ذلك في درجة حرارته أو تغيير في لونه أو رائحته يعد تلوثاً فيها. ويعد تلوث المياه من أخطر أنواع التلوث، إذ إن تلوث المياه يتداخل مع عناصر التلوث البيئي الأخرى، الأمر الذي يؤدى حتماً إلى حدوث خلل في النظام أو التوازن البيئي بكامله(4).
مصـــادر تلـــوث المــياه:
تشمل مصادر تلوث المياه كل من:
1. فضلات الإنسان ومخلفات الصناعة (مياه المجارى أو المياه العادمة) التي تحتوي على:
أ . مسببات العدوى مثل البكتريا، الفطريات، و الفيروسات.
ب . المنظفات (المخلفات السائلة).
ج . المواد المستهلكه للأكسجين .
2. المواد الكيميائية مثل:
أ- المواد الكيميائية العضوية.
ب-النفط ومشتقاته.
ج-المخلفات الصناعية.
3. المواد المشعة.
4. تلوث المياه بالحرارة.
مخاطــــر تلــــوث المــياه:
1. تسبب البكتريا، الفطريات، الفيروسات و الطفيليات أمراضاَ خطيرة لجميع الأحياء. ففي الإنسان مثلاً تسبب المياه الملوثة بالبكتيريا في حدوث الكوليرا و الإسهالات و غيرها.
2. المياه الملوثة في البحار، تتأثر بها الأسماك فتحدث لها أضراراً تؤثر بدورها على الإنسان.
3. التلوث المائي يؤدي إلى القضاء على الأحياء البحرية.
4. حدوث خلل في عمليات البناء الضوئي التي تقوم بها النباتات البحرية.
5. المياه الملوثة تفقد أهميتها الجمالية و الترفيهية في الشواطئ و المنتجعات.

4) تـلــــوث الغــــــذاء:
تتلوث الأغذية خلال مراحل الإنتاج وعمليات التجهيز والتصنيع وأثناء إعدادها للاستهلاك، وأثناء التخزين وتشمل مصادر تلوث الغذاء كل من:
1. التلوث البكتيري للحليب والأغذية: يمثل ذلك معظم حالات التلوث المسجلة كتلوث غذائي . حيث يمثل هذا النوع من التلوث أكثر من 70% من حالات التفشي و أكثر من 90% من حالات الإصابة المرضية للإنسان من إجمالي حالات التلوث الغذائي. و أهم أنواع البكتريا الملوثة للماء والحليب الجنس (Salmonella spp.) ثم (Staphylococcus spp.) وClostridium spp.). بينما تعتبر الأنواع (Vibrio spp.) و (Bacillus spp.) أقل حدوثاً. و يتلخص تأثير هذه الأنواع في حدوث أعراض مرضية عديدة مثل الإسهال و القيء و الحمى، و في الأطفال و بسبب فقدانهم الشديد للسوائل يؤدي ذلك إلى الجفاف، كذلك التأثير على الجهاز العصبي مما يؤدي إلى الوفاة.

2. التلوث بالسموم الفطرية: السموم الفطرية هي نواتج أيضية ثانوية طبيعية تنتج بواسطة الفطريات و لها تأثير سام على الحيوان و/أو الإنسان، إذا ما دخلت إلى الجسم بالطرق الطبيعية مثل الفم أو الجلد أو الاستنشاق. و التلوث الغذائي الناتج من السموم الفطرية ينتج عن تناول غذاء (عن طريق الفم) ملوث بالسموم الفطرية. و تُنتج السموم الفطرية بواسطة العديد من أنواع الفطريات مثل الأجناس (Aspergillus spp.), (Fusarium spp.) و النوع (Penicillium spp.). و ينتج عن ذلك أمراض خطيرة تؤثر على الإنسان و النبات و الحيوان. ففي الإنسان مثلاً يتسبب تلوث الغذاء بالسموم الفطرية في تضخم الكبد وتليفه وحدوث أورام سرطانية فيه وكذلك في الرئتين، كذلك إعاقة الجهاز العصبي المركزي و سرعة خفقان القلب وحدوث غثيان وقيء وصعوبة في التنفس وأضرار في الكلى. بالإضافة إلى الخمول و الصداع و عدم القدرة على العمل أو حتى الموت.
3. تلوث الغذاء بالطفيليات و الديدان: الطفيليات والديدان هي كائنات حية تتبع المملكة الحيوانية مثل طفيل الأميبا أو الدودة الشريطية وديدان الإسكارس وتسبب كلها أمراضاً خطرة مثل الدسنتاريا الاميبية، البلهارسيا المعوية والانيميا الحادة .وينتج الضرر عن تلوث الغذاء بالبيض لهذه الطفيليات، وعندما يتناوله الإنسان أو الحيوان مع الغذاء الملوث ويصل المعدة، يفقس ويكمل دورة حياته على حساب صحة الإنسان.

4. تلوث الغذاء بالكيماويات: ويشمل ذلك:
أ- تلوث الغذاء بالمواد المضافة Additives)) وهي مواد ليس لها قيمة غذائية، وإنما تضاف بغرض تحسين الطعم أو الرائحة أو المظهر أو اللون والنكهة.
ب- تلوث الغذاء بالمواد الحافظة مثل حمض البنزويك وحمض السوربيك وكحمض الكبريتوز.
ج- تلوث الغذاء بالمبيدات الحشرية.
د- تلوث الغذاء بالعناصر المعدنية ومركباتها مثل عنصر الكادميوم والرصاص والزئبق والكوبالت وغيرها.
5. تلوث الغذاء بالإشعاع:
ويقصد به تعرض الغذاء ومنتجات الألبان إلى الإشعاع كالأشعة الصادرة عن العناصر المشعة مثل أشعة ألفا وأشعة بيتا. كذلك من الغذاء والحليب المحتوي على نظائر مشعة لبعض العناصر مثل السيزيوم- 137والكربون- 14 واليود-131 والاسترنشيوم-90 وغيرها، وكلها تعرض حياة الإنسان للخطر.
بعض المقترحات للحماية من التلوث :
1. استعمال الأجهزة التقنية المتطورة لضبط التلوث بكافة أشكاله وتشجيع البحوث العلمية التي تخدم البيئة .
2. نشر الوعي البيئي بين المواطنين باستمرار من قبل وسائل الإعلام والمنشآت التعليمية والجامعات ، للحدّ من التلوث البيئي .
3. وضع التشريعات الصارمة لمكافحة تلوث الهواء وزراعة الاشجار التي تصفي البيئة وتنقي الهواء من الملوثات ، ومنع انتشار الغازات السامة في المراكز الصناعية واستخدام أجهزة للتحكم في ذلك باستعمال مرشحات ومرسبات إلكترونية .
4. المعالجة المتواصلة للنفايات الصلبة والسائلة والغازية قبل التخلص منها .
5. إصدار القوانين الصارمة وتطبيقها بحذافيرها والتي تمنع استعمال منبهات السيارات وإبعاد المطارات عن مراكز المدن . وإحاطة المستشفيات والوحدات الصحية بأحزمة من الاشجار لتخفيف الاصوات الصادرة . وإصدار النشرات الإعلامية التي تمنع رفع أجهزة التسجيل والراديوهات .
6. المراقبة الصحية الدقيقة للإجراءات الصحية فيما يتعلق بالأطعمة وحمايتها من الحشرات وسموم التلوث البكتيري .
7. تنقية المياه من الملوحة والتلوث وجعلها صالحة للشرب باستعمال تقينات عالية .
المـراجع :
1) عبد العزيز طريح شرف:1972،البيئة الجغرافية وعلاقتها بأمراض السودان ومشكلاته الصحية، مجلة الدراسات السودانية، مجلد 3، العدد2: 5-56.
2) عبد العزيز طريح شرف :2000م، التلوث البيئي حاضرة ومستقبله، مركز الإسكندرية للكتاب، 178ص.
3) فهمي حسن أمين: 1974م، تلوث الهواء، مصادره، أخطاره، علاجه، دار العلوم للطباعة و النشر، الرياض.
4) فياض سكيكر، محمد سليمان، ناظم عيسى: 1997م، مقدمه في الثقافة البيئية، مطبعة الصفا، دمشق.
5) محمد إبراهيم الحسن، إبراهيم صالح المعتاز: 1995م، ملوثات البيئة، أضرارها، مصادرها، و طرق كافحتها، دار الخريجي للنشر و التوزيع، الطبعة الثانية، 176 ص.
6) محمد منير سعد الدين: 1997م، التلوث الضوضائي و التربية البيئية، المكتبة العصرية، صيدا، لبنان، 112 ص.
7) نوري طاهر الطيب، بشير محمود جرار: 1988م، قياس التلوث البيئي، دار المريخ للنشر، الرياض.

 

المصدر

موقع تربيتنا
الدكتور / عبد المنعم محمد عبد الرحمن سعدابي

التعليقات

لا يوجد
zedony.com - A mmonem.com production. Privacy Policy