نغفوا على انتصار ونصحوا على انتصار .. لنفرش هذا العام طريق تاج انتصاراتنا .. تحرير كل فلسطين*
التصعيد الأميركي الفجائي الذي تناولته في مقالي السابق بعنوان "الصراخ" وأرجعته لحشرة أميركا وتحالفها في ركن مسلسل الفشل في سوراقيا قد طال روسيا الاتحادية وجمهورية إيران الإسلامية والعراق وسورية وحزب الله مجتمعة، فهذه الدول تعاونت على تبديد الوهم الأميركي بقرن يكون على رأس العالم قطبٌ وحيدٌ، البيت الأبيض الترامبي قد وقع في حالة إنكار لحقيقة تبدد الانفرادية، ويتوهم مع الكونجرس القدرة على الحفاظ على الأحادية بتمرير البيت الأبيض الترامبي للكونجرس قائمة بالشخصيات والمنظومات الروسية المستهدفة بإجراءات المقاطعة التي شملت هذه المرة مصانع منتجات عسكرية!
لا أستبعد أن يكون تزايد طلب أدوات أميركا على الـ إس 400 هو السبب الرئيسي لشمول قائمة المستهدفين منظومات الصناعات العسكرية، ومن الجدير بالذكر هنا أن البنتاغون والناتو قد أبديا ممانعتهما لشراء المتحالفين معهما أسلحة روسية لا تتوافق مع منظومات السلاح الغربي، ولست متأكداً كذلك إذا ما كان قرار المقاطعة سيشمل استيراد أميركا للمحركات الصاروخية الروسية والتي من المخطط أن تنتج المصانع الأميركية مثيلها عام 2022، وإذا ما كان سيشمل المعادن الثمينة والنادرة التي تستوردها أميركا من روسيا! فقد سبق لأميركا أن استثنت مادة الصمغ العربي من حظر التجارة مع السودان قبل تقسيمه! بل لعل الرد الروسي على حماقة المقاطعات الأميركية بأن تمنع تصدير المعادن النادرة ومحركات الصواريخ إلى أميركا!
المشترك بين أميركا وإسرائيل أنهما تستهدفان كل الدول المذكورة وتنفرد أميركا باستهداف الصين وكوريا الشمالية، ويلاحظ دخول بعض الدول الغربية على خط التصعيد الأميركي الذي قد يطال بعض المستهدفين بالتصعيد وليس جميعها، يلاحظ مثلاً إعلان بعض الدول الغربية عن وقف مساعداتها العسكرية للجيش العراقي بحجة اشتباكاته مع أكراد البرزانية وهذه الدول لم تكبح جماح مسعود البرزاني في تعدياته بالبلطجة على الدستور وعلى الإثنيات الأخرى في العراق، ولعل الملاحظ الأهم كان تخلُّف دول أوروبا ومنظومة الاتحاد الأوروبي عن مجاراة أميركا وإسرائيل في معاداة إيران سواء بالتمسك بالاتفاق النووي أو بفتح مجالات الاستثمار المشترك مع الشركات الأوروبية!
ارتدادات استفتاء استقلال كردستان العراق على البرزانية عموماً والتي نراها على الواقع جاءت كما توقعناها في عدة مقالات قبل إجراء الاستفتاء، وما توقعته تثبَّت على صدور قرارات تطبيق الدستور العراقي بالتمام و الكمال وقد أشرت لذلك في مقال، وأشرت كذلك إلى الزلزلة التي أصابت أميركا وإسرائيل والعربان عن قدرة العقل الإيراني والإقدام العراقي حسم محافظة كركوك خلال ساعات! وأهدف من هذا الاستعراض إلى التماهي مع نداء الوطني المبدع ناصر قنديل الذي يؤلمه أن يبقى بعض نخب فريقنا تحت وهم أميركا القطب الأوحد الذي تأمر فتطاع، وهو ما يجعلهم يرتعدون على أصوات ما وصفته بالصراخ العالي والأجوف الذي ظهر خلال اليومين الأخيرين وعلى صور شرحناها باختصار في مقال أمس! سقوط البرزانية تحذير لكل العربان الذين يلهثون للسقوط في حضن إسرائيل المتدحرجة إلى ساحق سحيق!
تجليات:
• مسعود البرزاني يطلب من برلمان كردستان العراق ألَّا يجدد رئاسته! يستبق إسقاطه التام من المعادلة الكردية!
• هل يتصور أحد أن النعاج تتهاوش؟ هذا ما حاول النعجة حمد بن جاسم إقناعنا به! قد تصدقه النعاج!
• الحكومة السورية لا تعتبر أي أرض محررة إلا بدخول قوات الجيش العربي السوري إليها!
• المثل العربي "المؤمن لا يُلدغ من جحرٍ مرتين" لا ينطبق على دول الاعتدال العربي!
فايز إنعيم
zedony.com/fayezeneim