أيام الانتصارات .. الاثنين 21/8/2017

2
0

نغفوا على انتصار ونصحوا على انتصار .. لنفرش هذا العام طريق تاج انتصاراتنا .. تحرير كل فلسطين

بعد رفع مقال الأمس طرأ على فكري بخل الرئيس الرجل بشار الأسد الوحيد المتمثل في خطاباته القليلة، ولا زلت أذكر خطاب هذا الشاب الذي خلف الرئيس القائد المرحوم حافظ الأسد في قمة شرم الشيخ والذي لم يكن مكتوباً بل انطلق من عقل راق ووطنية عروبية شبابية راسخة وثقة بالنفس والشعب الذي يقود بلا تردد! وكذا كانت وصفته الشهيرة أثناء حرب تموز 2006 لقيادة الدول العربية الذين غطَّوا العدوان الإسرائيلي، "أنصاف الرجال" كان وصف قادة الدول العربية الذي لا زال ليس فقط نافذاً حتى الآن بل وحظر على عيون هؤلاء القادة التلاقي مع عيونه! في خطابات الرئيس الرجل بشار الأسد القليلة جملٌ كثيرة ترسخ في ذاكرتنا أعود لها في كتاباتي فيما أكتب من مقالات في متابعتي للحرب على سورية! بل لم أكن الوحيد الذي يشير في مقالاته لجمل جاءت في أحد خطاباته القليلة!
صباح أمس الأحد وبدون إعلان سابق انتقل تلفزيون الميادين لبث مباشر لكلمة الرئيس الرجل في مؤتمر وزارة الخارجية والمغتربين السورية السنوي بحضور كبار موظفيها وكذلك بحضور أقطاب البعثات الدبلوماسية للحكومة السورية! كعادة خطاباته كانت الكلمة شرحاً تفصيليا ودقيقاً لأسباب الصراع الدولي للسيطرة على سورية والتي ينتهي على شواطئها طريق الحرير! وعبر التاريخ ولهذا الوقت تبقى سورية مطمعاً!
تحدَّث الرئيس الرجل عن التبدلات في تصريحات الدول الغربية وأكّد بأنها ليست بدافع إنساني وإنما تعود لصمود القوات المسلحة السورية ودعم الأصدقاء، وحصر أسباب فشل مسار جنيف السياسي بأن وفد الحكومة السورية كان يتحاور إما مع محاور إرهابي أو مع محاور عميل لدولة ما أو مع محاور يحمل الصفتين كليهما! كما تطرق الرئيس الرجل إلى أن موافقة سورية على إعادة فتح سفارات الدول الغربية مرتبط بالقطع المؤكد لأي علاقة للدولة الغربية التي ترغب في إعادة فتح سفارتها في دمشق بالإرهاب! وعن الدور التركي في مسار أستانا فقد اعتبر الرئيس الرجل أن مشاركة السلطان الأزعر المكفهر المحبط المنبوذ في المسار هو في الواقع غطاء لأردوغان الذي أصبح متسولاً للسياسة التي يحاول بها إخفاء الأعمال الإجرامية التي اقترفها في سورية، وأحد أسباب إبقائه في السلطة هو دوره التخريبي في سورية والذي لا زال مطلوباً من الغرب!
وتحدث الرئيس الرجل عن المعنى الحقيقي للمصالحة التي تجري الآن في سورية! وقال بأن المصالحة الوطنية الحقيقية هي التي تنهي الوجود المسلح تماماً وعودة الجغرافيا لسلطة الدولة واستعادة خدمات الدولة الإنسانية والأمنية والحياتية! وقد أجمل الرئيس الرجل أن انتصارات الجيش هي لغزة الحرب وهي لغة السياسة! وبدون انتصارات الجيش العربي السوري ما استطعنا إقناع البعض القليل من الشعب بالمصالحة والعودة للوطن!
وأعادنا الرئيس الرجل إلى مئات أو آلاف المنشقين الذين باعوا أنفسهم للغرب وأدواته وأوضح أن هؤلاء كانوا في مراكز حكومية وظهرت شكوكٌ في فسادهم، وكانت السلطة محرجة في إقصائهم خوفاً من الاتهام بالاضطهاد، فقد أراحنا الغرب من حرج إخراج الفاسدين عن مراكزهم بأن شجَّعهم على الانشقاق فأخرجهم من الوطن وليس فقط من موقعه الرسمي كطابور خامس يلعب ضد إنجازات الدولة!
واختتم الرئيس الرجل كلمته الرائعة بالاتكاء على ثوابت سوريا المستقبل والتي تتصدرها القرار السياسي السوري المستقل، ثمَّ وحدة الأراضي العربية، ثمَّ الانتماء إلى العروبة بالمعنى الحضاري والثقافي وليس بالمعنى العرقي، ثمَّ الدولة العلمانية المصالحة مع الأديان، وكذلك الثبات السوري على القضية الفلسطينية وعلى تعريف العدو الواحد وهو إسرائيل وعلى تحرير الأراضي المغتصبة،
بعض المحللين السياسيين بدأ بالتهويل من حالة إدلب! وأنا لا أهون منها لكني أعترض على هذا التهويل من أمرها، لعلي أُحذِّر بأمر هام للغاية وهو حقيقة أن إدلب باتت المستودع الذي توجهت له الجماعات المسلحة التي ذاقت مرارة الهزيمة! ليس ذلك فحسب بل أظنُّه يتابع مسلسل انتصارات الجيش العربي السوري وحلفائه وفي أماكن وجغرافيا جبلية صعبة! ليس ذلك فحسب بل ربما يصل لهم مخاوف الجيش الإسرائيلي كذلك!

تجليات:
سيُكتَب في التاريخ فصولٌ عن دعم الصين وروسيا وإيران وحزب الله لصمود الجيش العربي السوري! الرئيس الرجل بشار الأسد!
كبير المستشارين الاستراتيجيين للبيت الأبيض ستيف بانون يقول أن رئاسة دونالد ترامب لأميركا والتي قاتل اليمينيون من أجلها قد انتهت بالفعل!
المتعوس العربي ينتظر الفرج في المشكلة الفلسطينية من خائب الرجاء الأميركي!
د. مضاوي الرشيد حذرت الملك سلمان وصبي العهد من مغبَّة خلق انشقاقات عائلية ضمن آل ثاني، فبيت آل سعود من زجاج!
من يستدرج التفريع والتوبيخ والازدراء والإهانة من البشر بالجعجعة ويعتاد عليها نطلق عليه في قطاع غزة صفة "وِشْ مَسْخَة"!
شعب الجبَّارين كسر عناد بنيامين نتنياهو واستعاد الأقصى من الإسرائيليين ومن السُرَّاق العرب والمسلمين!
عندما يَجبُنُ أحد عن المواجهة يلوِّح للسفهاء للقيام بأعمال قذرة لا طائل استراتيجي للجبان منها! والسفهاء لا يقدرون إلا على أعمال سفيهة!

فايز إنعيم

 

إضافة منذ 7 عام
Fayez Eneim
23327
الكاتب الأصلي

التعليقات

لا يوجد
zedony.com - A mmonem.com production. Privacy Policy