قَدْ يكونُ نُعاسُنا ليلَ أمسٍ على كَدَرٍ، فنصحوا على صباحٍ جميلٍ .. يشحنُ همّتنا على صُنْعِ غدٍ هو الأَجمل مندوب أميركا في مجلس الأمن سحبت مشروع المصادقة على الاتفاق الروسي-الأميركي للحل السلمي في سورية بالتأكيد على إبقاء الاتفاق سرياً على أتباع وأدوات أميركا، المندوب الأميركي برر إبقاء السرية بأنها تصب في تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية للمحاصرين في أحياء حلب الشرقية! كنَّا قد أشرنا في مقال أمس ألا تبديل لموقف أوباما بعد اجتماع أوباما بمستشاري الأمنيين بحضور وزارة الدفاع الأميركية! وأشرنا كذلك أنه ليس من مصلحة أميركا أن تُسقط الاتفاق في مجلس الأمن وأعوانه أميركا لا يعرفون تفاصيله وهو ما سيدفعهم لطرح الفيتو خاصة من فرنسا المستاءة من الإهمال!
حتى كتابة هذه الفقرة ليل يوم السبت لم يصدر عن واشنطن أي تعليق من واشنطن على قيام طائرات التحالف الدولي الذي تقوده بقصف مواقع الجيش العربي السوري في جبل الثردة في ريف دير الزور والذي مكن داعش السيطرة على الجبل والذي كان عصياً عليها لأكثر من عامين! متحدث الجيش السوري وجه الاتهام بصراحة للويلات المتحدة الأميركية التي لم يجف حبر الاتفاق الأميركي-الروسي الأخير الذي وُقِّع قبل أقل من أسبوع! هذا الحادث لن يزيد من عدم ثقة الدولة السورية بأميركا ولا باتفاقاتها لأن عدم الثقة عميق لدرجة الانعدام، لكن هذا القصف الذي استبق زحفاً داعشياً وممهداً له سيُضاف إلى الخروقات المتعددة للهدنة مما سيعيد الجبهة للاشتعال! وتوافق هذا القصف مع نشر صور لرفع علم أميركا على إحدى قرى تل أبيض،
وزارة الدفاع الروسية وثقت القصف الجوي الذي قامت به الطائرات الأميركية مستهدفاً جنوداً سوريين محاصرين من داعش! وبأن الطائرات اخترقت الأجواء السورية قادمة من العراق، وأفاد كذلك باستشهاد 62 جندياً سورياً وجرح 100، المصاب جال خاصة بعد سيطرة داعش على الموقع مما قد يعني أن الجرحى هم أيضاً أسرى لدى داعش! هذا القصف الأميركي الغادر قد يعطل خطط تفعيل جبهة دير الزور والتي أشرنا إليها في مقال أمس، الدفاع الروسية تقول أن لو كانت الإحداثيات المعطاة لطائرات تحالف أميركا خطأ في تثبت مدى فداحة الخطأ الذي ترتكبه أميركا بعدم التنسيق العسكري بينهما، كافة المحللين يجمعون ألا خطأ في الواقعة بل هو فعل متعمد ويدل على سوء القصد والنية التي تحملها أميركا للدولة السورية ووحدة أراضيها، هيلاري كلينتون أقرت بأن أميركا خلقت وموَّلت الإرهاب في سورية وغير سورية!
سكاي نيوز عربية وفي نشرة العاشرة ليل أمس نقلت عن المرصد السوري الذي مقره لندن إدعاء وجود طيران روسي في أجواء دير الزور في ذات وقت وجود طيران التحالف وتغمز من قناة أن القصف كان من الطيران الروسي! هو تضليل وكذب صريح لاستحالة اجتماع طائرات مقاتلة لمنظومتين ليستا في حالة اشتباك! طيران التحالف كرر مساندة داعش في العراق بقصف الجيش العراقي أو الحشد الشعبي وكانت قيادة التحالف تنفي ذلك، الآن قد بدأ في سورية، لا حاجة لتأكيد تلاحم أميركا والإرهاب! سقوط جبل الثردة بيد داعش تصعّب على الجيش السوري الدفاع عن مدينة دير الزور ومطارها!
اللواء متقاعد محمد عباس كان ضيف قناة روسيا اليوم خلال نشرة أخبار منتصف ليل السبت والتي خُصصت لخبر غدر الطيران الأميركي وطمأن مشاهدي النشرة -وكنت منهم- على الوضع العسكري في دير الزور نقلاً مباشراً عن قيادة الفرقة، واستطرد بأن العمل مستمر لإعادة الوضع لما كان عليه قبل الغارة!
المحلل الدكتور وحيد عبد المجيد يصف توصيل المساعدات المعضمية بأنها مسرحية للنظام السوري، ويستطرد بأن وضع حلب مختلف حيث لا سيطرة تامة لقوات النظام كما الحال في المعضمية والذي سهل على النظام توصيل المساعدات! الدكتور الأكاديمي لا يعرف أن المعضمية حاصرها الجيش السوري لفترة قبل أن تستسلم، وبالتالي غفل عن استقراء ذات المصير لما تبقى من أحياء حلب الشرقية تحت سيطرة المجموعات المسلحة والتي أحكم الجيش العربي السوري وحلفاؤه حصارها وهو ما دفع أميركا وأذنابها لمحاولة إنقاذ المحاصرين من الإرهابيين، أو مدهم بمساعدات تمكنهم من تطويل مدة إزعاجهم!
كوريا الشمالية تقول أن الابتزاز الأميركي بالعقوبات لم يعد مجدياً ..
الدول العربية التي أسقطت القضية الفلسطينية من حساباتها هي الدول الداعمة لمحمد دحلان ..
انتصارات الجيش العربي السوري وحلفائه تحرق أوراق أميركا التفاوضية ورقةً ورقة ..
إسرائيل لا توافق على اتفاق يعتبر انتصاراً روسياً .. وسيبقى فيه الأسد رئيساً لسورية ..
فايز إنعيم