قَدْ يكونُ نُعاسُنا ليلَ أمسٍ على كَدَرٍ، فنصحوا على صباحٍ جميلٍ .. يشحنُ همّتنا على صُنْعِ غدٍ هو الأَجمل لم يكن خافياً علينا منذ اللحظة الأولى لوصول ما سُمِّي حينها بالربيع العربي لسوريا أنها وقيادتها مستهدفتان! لم يرُق لأميركا ولا للغرب ولا لإسرائيل هذه السوريا التي أبقت على الراية الفلسطينية بقيت مرفوعة مجاورة لراية سورية وترعى المقاومات العربية تمسكاً بالعداء لأسرائيل، وليس خافياً علينا كذلك مراوغاتهم الدؤوبة لطمس دور الدولة السورية وجيشها ومحورها بعد فشلهم في السحق بإرهابيي الوهابية والقاعدة الذين استرزقوا من كل بقاع الأرض، بل وطمس نجاحها الباهر في وقف مدِّه ثم مسار القضاء المبرم عليه والذي صار قريباً، كما لا يخفى أن أميركا لا تطلب اتفاقاً إلا وهي مضطرة له،
كما أؤكد أن مشاركة إسرائيل المكشوفة مع إرهابيي النصرة الإخوانية في عملية قادسية الجنوب مرتبط بمحاولات أميركية وعن طريق الاتفاق تجميد دور سوريا الدولة وفرض الخفوت على دورها! ذكاء محور المقاومة الاستراتيجي مؤكد بما نراه من سرعة الرد على إسرائيل في مناسبات تحديد الخطوط الاستراتيجية! فقد انكشف لنا كمراقبين من بيان جيش العدو أن الصواريخ السورية قد استهدفت أكثر من هدف جوي، وأن التحركات الجوية كانت منسقة مع تحركات الإرهابيين على الأرض، بالتالي ستكون قوات النصر المبين قد أفشلت عملية مركبة معقدة قادتها غرفة عمليات إسرائيلية! إذن الرد السوري السريع لم يقتصر على كونه مجردَ قرار سياسي للقيادة السورية موجه لقيادة العدو سواء كان إسرائيلياً أو تركياً بل كونه قراراً عسكرياً عملياتياً ضد أيهما! بضرب طائرات إسرائيل تساوت إسرائيل مع تركيا التي فقدت طائرتين في بداية الأزمة في سورية،
في إسرائيل أثار الخبراء الشك بأن سورية نصبت فخاً جوياً لسلاحها الجوي! فقد قرأ هؤلاء تقارير من طياري العدو بملاحظتهم التقاط موجات رادارية تتعقب الطائرات بنمط متقطع يكاد يشككهم بوجود هذا التعقب، ويتوقع الخبراء العسكريون أن منظومة الدفاع الجوي تختبئ وراء الصمت الراداري فلا تراه طائرات إسرائيل، حيث يقوم الدفاع الجوي السوري بتشغيل الرادارات فقط قبل لحظة الاستهداف مما يقطع على الأهداف ليس فقط فرصة ضرب الرادارات بل وكذلك الهروب من المصيدة! المحللون أقروا بأن الصاروخ المستخدم هو من طراز سام5 إس 200 ويصل مداه لـ 300 كيلومتر، وحذر المحللون من خطورة الصاروخ الدقيق ومن مداه وكذلك من إمكانية تحميله براس شديدة الانفجار بقدرة تفجير قدرها 25 كيلوطن!
فور بدء التهدئة -وهو المصطلح السوري للاتفاق وأنا متفق معه- يطلق وزير خارجية أميركا جون كيري أن الاتفاق هدف إلى منع الطيران السوري من التحليق في أجوائه، هذا الساذج لم يستطع ورغم كل جرعات حبات الفهم أن يفهم عبارة المعلم وليد المعلم التي وجهها لكيري وأعادها عليه في مؤتمر جنيف2: "لا أحد مستر كيري .. لا أحد"، سورية سيدة قرارها، الجيش العربي السوري سلَّم طريق الكستيلو للهلال الأحمر السوري الذي كالعادة يتولَّى نقل المساعدات الإنسانية والغذائية للداخل المناطق المحاصرة ومن ثمَّ توزيعها على المحاصرين، ويبدو أن هذا الإجراء المعتاد طوال فترة الأزمة لم يعد يروق لا لأميركا ولا لعصبة موظفي الأمم المتحدة وعلى رأسهم المبعوث الأممي لسورية ستيفان دي مستورا الذي ردد أن المساعدات تمر دون شروط مسبقة كما تماما كما المباحثات، سذاجة دبلوماسية تسبق مباحثات تماثل مع سذاجة عملانية تسبق تحريك قوافل المساعدات أكدت مثيلاتها في السابق الإرهابيين بالسلاح والمال والبشر! استبعاده من تفتيش قوافل المساعدات الإنسانية والتي رُفِضَت نصوصها الصريحة في اتفاق لم يعد لأميركا عنه بديلاً طلبت أميركا أولا التكتم على الاتفاق وثانياً يمكنها من التصريح بأشياء لم يتفق عليها! ما اطمئن به الجميع أن هذا الأسلوب الأميركي لم يكن خافياً لا على الروس ولا على سورية ولا علينا خاصة وأنه يُمارس منذ الربيع الإسرائيلي، أكاد أرى اضطرار روسيا لكشف الاتفاق الذي لو انهار فسينهار على رأس أدوات أميركا! فإسرائيل مثلاً تتوقع أن تواجه مستقبلاً على طول تماس الجولان ذات ما يقضُّ مضجعها على طول تماس جنوب لبنان!
كانت جبهة قادسية الجنوب هادئة يوم أمس بعد خسائر جسيمة تعرضت لها المجموعات المسلحة التابعة لجبهة النصرة، وبعد الرد الصاروخي السوري الذي منع إسرائيل من نشر مظلة نارية تسهل تقدُّم المجموعات المسلحة متوغلة في مناطق سيطرة الدولة السورية! لم يعكر هذا الصفاء إلا إعادة إسرائيل لـ 14 جثة لمسلحي جماعات النصرة وهم بعض من نُقِل لداخل فلسطين المحتلة للعلاج من الإصابة!
حاولت أن أجد علاقة بين إعلان أميركا صفقة تسليح إسرائيل المقدرة بـ 38 مليار دولار على مدي 10 سنوات تشتريها من المصانع الأميركية وبين عرض رئيس أميركا باراك أوباما على السعودية صفقة أسلحة بقيمة 115 مليار دولار غير أن تغطي أميركا تكاليف صفقة إسرائيل من جيب السعودية!
أُعلن على عاجل قناة الميادين أن وفد صنعاء سيعود إلى صنعاء على متن طائرة خاصة تابعة للأمم المتحدة! سيطول الشرح المؤجل إلى الغد
كوريا الشمالية تقول أن الابتزاز الأميركي بالعقوبات لم يعد مجدياً ..
الدول العربية التي أسقطت القضية الفلسطينية من حساباتها هي الدول الداعمة لمحمد دحلان ..
انتصارات الجيش العربي السوري وحلفائه تحرق أوراق أميركا التفاوضية ورقةً ورقة ..
إسرائيل لا توافق على اتفاق يعتبر انتصاراً روسياً .. وسيبقى فيه الأسد رئيساً لسورية ..
من يضمن ألَّا تتكرر مأساة تزاحم منى العام الفائت والتي قتلت أكثر من 7 آلاف حاج؟ .. يسأل المسلمون ..
السلطان الأحمق الأزعر يحارب الإرهاب المزروع في بلده في سورية .. يتمدد .. ويتبدد .. مصير محتوم ..
الخارجية الأميركية تقول بأنها لن تقبل بأقل من اتفاق مثالي مع روسيا بشأن سورية .. مثااااالي! .. قبلت وهو مثااااالي! ..
فايز إنعيم