قَدْ يكونُ نُعاسُنا ليلَ أمسٍ على كَدَرٍ، فنصحوا على صباحٍ جميلٍ .. يشحنُ همّتنا على صُنْعِ غدٍ هو الأَجمل لا يفسر إرسال أمريكا لدفعة جديدة من جنودها تُقَدَّر بـ 250 جندياً للمشاركة في عملية تطهير ريف الرقة الشمالي إلا التأكيد على ما أشار له الكثير من المحللين العسكريين المتمثل بمحدودية قدرات سورية الديموقراطية العسكرية خارج بيئتها الكردية والتي تأكدت من نتائج ميدانية ضئيلة تحققت طوال أول أمس! بل أظن أن أمريكا اصطدمت بسذاجة وخفة تصريحات قيادات الاتحاد الديموقراطي، الحقيقة الهامة التي يجب الانتباه لها الآن هو أن أمريكا تصنع من قوات سورية الديموقراطية حصان طروادة في سورية على شاكلة حصان طروادة الذي صنعته في كردستان العراق!
لعبة الفرز الأمريكية تحاول الولوج إلى المجتمع السوري لتفرض سهم شريك تفاوض على سورية الجديدة، النجاح المحدود للعبة الفرز في يوغسلافيا والعالمين العربي والإسلامي ما أنتج إلا كيانات طفيلية غير مستقرَّة أو أوضاعا اقتصادية صعبة ولَّدت إرهاباً ومهاجرين يضربون أوروبا!
لاشك في أن البنتاجون قد استفاد من دروس انتشار قواته خارج الأرض الأمريكية سواء كان في بيئة معادية لأميركا أو في بيئة اتفاقية، في البيئات الاتفاقية انحصر الأمر في التأثير الاقتصادي عليها وقد كان في المجمل ولا زال إيجابيَّ التأثير، وأبرز أمثلة هذه البيئات ألمانيا واليابان،
وعلى النقيض كانت دروس الانتشار في بيئات معادية لأميركا خارج الجغرافيا الأمريكية مؤلمة نفسياً وعسكريا للبنتاجون! ونفسياً واقتصادياً للدولة الأمريكية، المُلفِت للنظر أن مدة الانكفاء الأمريكي بعد كل تجربة مريرة اعتمدت على عمق المرارة، ولعل التدمير بالنيابة كان أهم ما تعلمت أمريكا!
خيوط الموضوعات والفرضيات التي تحيط بها تصدّرها في العادة مراكز أبحاث غربية ومعظمها أميركية، فيتلقفها إعلام البعارين ومحلليهم بالنقل والاستفاضة بالتحاليل والتشكيك والتضليل،
ومؤخراً؛ نشر مركز أبحاث ستراتفور الأمريكي صور أقمار صناعية لقاعدة جوية سورية تستخدمها الجوفضائية الروسية في عمليات محاربة الإرهاب في سورية، وتعليقاً على صور طائرات هليكوبتر محترقة ادَّعت ستراتفور أن هجوماً لداعش قد وقع على القاعدة أوائل أيار/مايو الجاري حيث نجح داعش –طبقاً للصور المنشورة- في تحقيق إصابات في القاعدة الروسية، الصور تتبع مطاراً عسكرياً للطوافات في ريف حمص استرده الجيش العربي السوري وحلفاؤه مؤخراً ضمن عمليات استرداد محور حمص-تدمر عبوراً بحقول الطاقة وسط البادية! مركز حميميم كذَّب الخبر ونفى وقوع الهجوم! حيث تلقفت الخبر والصور قنوات البعارين وصحافتهم بينما لم نجد أي التفاتة له من قبل الإعلام الغربي وكأن ستراتفور فبركته لزبائن محددة!
بنيامين نتنياهو يهرب من المبادرة الفرنسية ويلجأ للمبادرة العربية، الغرب الذي طبخ سمَّ إسرائيل وطبخ سمَّ دول العمالة الزلتودولارية وطبخوا معاً سمَّ الإرهاب المتأسلم الذي يدمر جيوشاً ومجتمعات حاربت وتحمل رايات الحرب على إسرائيل بدأوا يذوقون ما يطبخون، أوروبا تذوق الإرهاب، والعربان كذلك، أما إسرائيل فهي تذوق من سموم طبختها يتمثل في تعاظم عزلتها الشعبية والاكاديمية في الغرب، ومن سموم تخمة القوة التدميرية، أما سمّ الزعاف الذي تتذوقه إسرائيل الآن فهو حالة القرف التي صار يشعر بها الغرب الذي أنشأها وساعده وغطَّى على إجرامها بحيث وصلته للحد الذي تتهرب به من هذه الدول، ولعل حالة القرف هذه كانت أحد أسباب هروب نتنياهو من حضن فرنسا التي بات خلفها كل الغرب إلى الحضن العربي العاجز عن إلزام إسرائيل بأتفه الالتزامات، بل والذي يسكت عن كل الإجرام والقتل في الشوارع، وهدم البيوت وانتهاك الأقصى، الخارجية الأمريكية تعلق على دخول أفيجدور ليبرمان للحكومة الإسرائيلية بالقول أن التساؤل عن توجهات الحكومة الإسرائيلية بات مشروعاً، غمز بقرف أمريكي!
في
سوراقيا .. والنصر قادم ،.. وبالموعد الذي تحدد ..
وفي
اليمن .. ينخُّ البعير ويوقف عدوانه بدون تحقيق شيء .. واليمن راسخ ..
قال نصر الله في يوم النصر: يا أهلنا في فلسطين لا تراهنوا على من خذلكم خلال قرابة الـ 70 عاماً التي مضت ..
وقال: لا يخدعنكم من يريد تحويل إسرائيل إلى صديق .. وأن محور المقاومة لن يُهزم بل سينتصر .. وهو معكم ولن يخذلكم ..
ووعد صادق الوعد: بأن تعود القضية الفلسطينية لمكانتها العربية والإسلامية كقضية أولي ..
وتقول إسرائيل عن يوم النصر 25 أيار/مايو: هو يوم المهانة .. ويوم المذلَّة .. هو يوم يطمس ذكراه العربان ..
والعرب العرب .. ينشئون الجبهة العربية التقدمية .. دعماً لمحور المقاومة وتوجهاته ..
جميع مقالاتي موجودة على الرابط:
http://zedony.com/fayezeneim فايز انعيم