قَدْ يكونُ نُعاسُنا ليلَ أمسٍ على كَدَرٍ، فنصحوا على صباحٍ جميلٍ .. يشحنُ همّتنا على صُنْعِ غدٍ هو الأَجمل لم يتضمن بيان دول فيينا السوري الصادر عن مؤتمرهم أمس الثلاثاء أي جديد، فكان محلَّك سر بالتأكيد على أن الجميع متفق على إسباغ سمة الإرهاب على داعش والنصرة، والتأكيد كذلك على الالتزام بالقرارات الدولية المترتبة على هذا التصنيف، وعلى الالتزام بالهدنة، كما وثَّق البيان استمرار اختلاف دول فيينا السوري على تصنيف جيش الإسلام وأحرار الشام بين الإرهابية والمعتدلة، وكرر وزير خارجية أمريكا جون كيري السعي لدي حلفائها بالامتناع عن مساعدة المحموعات الإرهابية وعلى مراقبة دول جوار سوريا لحدودها وذلك لمنع مرور الإرهابيين والسلاح للأراضي السورية،
أهم ما أوضح بيان مؤتمر فيينا أمس يتمثل في التأكيد على ثبات الموقف الروسي وهو ما أشرنا له في مقال أمس عندما انتقدت حملة التشكيك في موقف روسيا الاتحادية وفرضت رفضاً قاطعاً التراجع الروسي عن هدف القضاء التام على الإرهاب في سورية والعراق وهو الهدف المرتبط بالقضاء على الإرهاب في دول روسيا الاتحادية، ومن المعلوم أن زعماء الإرهاب الشيشاني قد هربوا من الشيشان أمام ضربات الجيش الروسي إلى دول الخليج وعلى رأسها قطر، والتي شهدت نجاح المخابرات الروسية في تصفية كثير منهم على أرض قطر!
وأستطيع الإشارة إلى أهم الاستنتاجات التي استخلاصها عن مؤتمر دول فيينا؛ أولها سقوط ضغوط اعتماد وفد الهيئة العليا للتفاوض كممثل وحيد للمعارضات السورية لجولات جنيف3 فقد صرَّح المبعوث الأممي لسورية ستيفان دي مستورا بأن الوقت مبكرٌ لتحديد تاريخٍ لبدء جولة4 لجنيف3، وثانيها أن هناك قرارٌ مبطَّنٌ لقيام دي مستورا بتشكيل وفد واحد موحَّد يكون وفد الهيئة العليا للتفاوض جزءً منه وهو ما سيشكل تراجعاً كبيراً ليس فقط لوفد الهيئة العليا للتفاوض المرعيِّ من حماقة البعير والسلطان بل وتراجعاً مُذلاً للرعاة أنفسهم وهو ذات ما كنت وغيري قد توقعناه مبكراً، وثالثها أن كيري وبناء على إلحاح الأحمقين ترك لهما العقال ولن استغرب لو تصرَّف الأحمقان البعير والسلطان كما تصرف أحمق إسرائيل بنيامين نتنياهو يوم بلع لسانه الذي ظل لسنوات يهدد بضرب منشآت إيران النووية، قال كيري لهم: اذهبوا فأنتم الطلقاء! أما رابعها فهو قناعة المجتمعين أن كلام نقاشهم محدودة قوة تأثيره وتوجيهاته للمسارات متوقف على وقائع الميدان والذي تُرك لقدرات صاحب القدرة؛ الجيش العربي السوري وحلفائه!
أستقرئُ أن تباطؤً ما قد كبح جماح الاندفاع الكبير لمملكة الرمال لإعلان علاقتها مع إسرائيل وخاصة في المجال العسكري، ارتكزت خطة مملكة الرمال على علاقات الضرورة مع الكيان طبقاً لكامب ديفيد ووادي عربة بعد أن استلمت جزيرتي تيران وصنافير من مصر، هناك من نصح البعير بأن علنية علاقته مع إسرائيل ستجعل العالم الإسلامي يجرِّده من القيادة، وأظن أن الناصح كان جون كيري،
هناك إشارات خرجت على إعلام الكيان تتحدث عن مساعي لبدء مباحثات ما بين السلطة والكيان برعاية مصرية، تزامنت هذه الإشارات مع تأجيل رئيس فرنسا فرانسوا أولاند للمؤتمر الدولي الخاص بمناقشة ووضع حل الدولتين موضع التنفيذ إلى الصيف القادم،
صباح أمس أعلن وفد الفار الشرعي انسحابه من مباحثات مؤتمر الكويت اليمني متهماً وفد صنعاء بالحيود عن قرار 2216! ما تسرَّب أن وفد الفار الشرعي اقترح فاراً آخر -وهو اللواء الفار محسن الأحمر- لرئاسة اللجنة العسكرية للمرحلة الانتقالية شرعياً وهو ما رفضه وفد صنعاء على الفور، هذا الرفض دفع وفد الفار الشرعي للانسحاب من قاعة الاجتماعات بالكويت، فقد انطلق لسان القومي العربي الناصري الوحدوي عبدالملك المخلافي متهماً وفد الانقلابين بخيانة قرارات مجلس الأمن التي كانت دائماً في صالح العالم العربي وفلسطين مثال واضح، وكذلك خيانة المبادرة الخليجية الصادرة عن دول تستجلبت الدمار والحروب والإرهاب لكل الدول العربية الوطنية التي أسهمت في الحروب على إسرائيل،
المبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد شيخ أحمد سارع بنفي انسحاب وفد الفار الشرعي من مؤتمر الكويت والذي استعان بالصديق الكويتي في إرجاع المخلافي لعقله فعاد، الحمقى فقط يخسرون كل شيء! الارتباط وثيق بين اليمن وسورية، وأظن أن ضغوطات حل موضوع اليمن على البعير ستزداد!
في
سوراقيا .. والنصر قادم .. وبالموعد الذي تحدد ..
وفي
اليمن .. ينخُّ البعير ويوقف عدوانه بدون تحقيق شيء .. واليمن راسخ ..
والفلسطينيون .. يطلقون قطار العودة في ذكرى 68 للنكبة ..
والعرب العرب .. ينشئون الجبهة العربية التقدمية .. دعماً لمحور المقاومة وتوجهاته ..
جميع مقالاتي موجودة على الرابط:
http://zedony.com/fayezeneim فايز انعيم