قَدْ يكونُ نُعاسُنا ليلَ أمسٍ على كَدَرٍ، فنصحوا على صباحٍ جميلٍ .. يشحنُ همّتنا على صُنْعِ غدٍ هو الأَجمل الاتفاق الأمريكي-الروسي الوحيد والثابت والمؤكد والذي يقع خارج أي تشكيك هو على استحالة الاصطدام المباشر، حول هذا الاتفاق المحوري هناك توافقات وتفاهمات بينية يستطيع الجانب الأمريكي التناوش عليها مع الاتحاد الروسي في محاولات دؤوبة لتعطيل عودته للقيادة الأممية المؤهل لها! هذا الاتفاق يُتَرجم بعدم وقوع اشتباك مباشر بعدما يكون أحدهما قد فاجأ الآخر بمبادرة ما!
والحقيقة الثابتة الأولى أن موقف الاتحاد الروسي من سورية كدولة مستقلة ونجاحها في المحافظة على الدولة السورية في مجابهة شبه مباشرة مع الويلات المتحدة الأمريكية قد اختصر طريق الاتحاد الروسي بفرض حضوره على مساواة مع الحضور الأمريكي إن لم يكن قد تفوق عليه في أقل من عامين! لو عدنا بالذاكرة لمشكلة جورجيا والتي سبقت الحرب على سورية ببضع سنين لنجد أن قوة دفع جورجيا لم تكن كافية لفرض اعتراف أمريكا بثقل الدور الروسي العالمي رغم بلعها موسى العجز عن منع سلخ أجزاء من جورجيا، بل وعجزت كذلك عن ضمِّ ما تبقى منها للناتو،
والحقيقة الثابتة الثانية أن أدوات أمريكا في منطقتنا –إسرائيل ودول الاعتدال- لا يريدون أن يدركوا انكفاء القرن الأمريكي قد وقع سريعاً تناسب مع عمق الجهل الأمريكي بالتركيبة العقلية للعراقيين وبأنها على نقيض الحالة العقلية الاستهلاكية والانعزالية والأنانية لبعارين البداوة التي لا رابط لها مع الأرض ولا تحمل فلسفة المواطنة، فهي تتبع عائلات، الاحتلال الأمريكي للعراق واجه مقاومة شرسة منذ أيامه الأولى استنزف استثماراتها وجيشها فعادت من العراق ليس فقط بمردود صفري؛ بل بما جعلها تنكفئ بقواتها البرية فتخرج من العراق تقريباً بخفي حنين،
والحقيقة الثابتة الثالثة أن إسرائيل فهمت حدود السيد الأمريكي فانكفأت عن الاحتكاك العلني بمحور المقاومة حيث ردَّت المقاومة على كل اختراق بحدوده، بينما جهالة البعارين منعت عنهم الاستفادة من دروس فشل جيش إسرائيل -الذي كان لا يقهر- في تحقيق أهدافه في حروبه مع المقاومات العربية في لبنان وفلسطين فانزلق في حروب بالوكالة على الدول العربية الوطنية، ثم توَّج حماقته وجهالته بحرب مباشرة على اليمن،
في سورية الجيش العربي السوري وحلفاؤه نجحوا في امتصاص هجمات أُعدَّت خلال الهدنة بل وأمتد الجيش العربي السوري لتطهير المعاقل التي تتواجد فية جبهة النصرة توازياً مع ملاحقة الدواعش في بؤر السحنة ودرعا ودمشق والقلمون والسويداء ودير الزور،
في العراق ورغم الأزمة السياسية التي تعصف بالسياسيين فقد استمرت القوات العراقية المشتركة في تحقيق مزيدا من إنجازات تطهير الأنبار ونينوى في الطريق لاستعادة مدينة الموصل من الدواعش،
المبعوث الأممي لسورية ستيفان دي مستورا تعرَّض لانتقادات –بالأحرى لاتهامات- وفد الرياض له بالانحراف عن جنيف1، وفد الرياض كما ملك الرمال لم يفهم من القرار 2254 إلا الإشارة لجنيف1، على كل حال ليس مهماً أن يفهم ولا جدوى من محاولات الإفهام، مدرسته بعارينية تنتهي رعونتها بموتها، المعلومات المؤكدة أن تدليع وفد الرياض انتهى، وهو عملياً قد انتهى حيث بقي عدد قليل من أعضائه في جنيف، وأظن أن وفداً جديداً ممن تخلف من وفد الرياض سينضم مع وفد الداخل ووفود القاهرة وموسكو وآستانا،
وفد صنعاء لمؤتمر كويت1 والمكون أساساً من المؤتمر الشعبي العام وأنصارالله مصرٌّ على تحقيق وقف العدوان وإطلاق النار عموما والذي هو المطلب الأول والأهم لليمنيين لكي يتمكنوا من إعادة رتم الحياة للمدنيين، لازال وفد حكومة الفار مصرة على استبعاد قصف الطيران السعودي من وقف إطلاق النار وكأن ما تطلقه هذه الطائرات من قذائف وصواريخ تأتي بالبرد والسلام وليس بالقتل والدمار! لا مناص من ضربة قوية لرأس البعير الأحمق! إذن حكومة الفار الشرعي توفر الغطاء للإجرام السعودي في اليمن بناء على طلبه، ثم تنتظر من شعب اليمن المنكوب أن يعترف بها! بل وينتخبهم!
في
سوراقيا .. الخمسة دقائق الأخيرة وإنهيار الإرهاب يتسارع .. والنصر قادم ..
وفي
اليمن .. ينخُّ البعير ويوقف عدوانه بدون تحقيق شيء .. واليمن راسخ ..
ومنتفضوا فلسطين .. يطعنون المغتصبين بالسكاكين .. ويدهسون بالسيارات ..
وفي العالمين العربي والإسلامي .. صحوة وطنية للشعوب .. وخيارهم مقاومة إسرائيل والبعير ..
جميع مقالاتي موجودة على الرابط:
http://zedony.com/fayezeneim فايز انعيم