الحلقة الرابعة ..
نحن لسنا فراعنة .. ولم تكن مصر أبداًَ فرعونية ..
سنتكلم اليوم عن فرعون وحقيقته من القرآن الكريم .. وسنثبت ان كل من قرأ القرآن وفسره لم يصل الي الحقيقة البينة التي تسطع سطوع الشمس .. وهي ان القرآن قد أكد أن فرعون اسم وليس لقب .. وهو اسم لشخص كان ملكا وطاغية لبني اسرائيل .. وهو من عاصر نبي الله موسي عليه السلام ...
فرعون في القرآن الكريم ...
---------------------------
1- ذكرت كلمة فرعون في القرآن 73 مرة .. وكلها بصيغة النكرة ولم تُعَّرف ابدا لانها اسم وليست لقبا .. فاللقب فقط هو ما يعرف مثل "الملك .. الحاكم .. الرئيس" .. اما الأسم العلم فلا يعرف .. فلا نقول الموسى بدلا من موسي .. كما ان اللقب يعرف اما بالاضافة الي علم مثل ملك مصر او رئيس الصين مثلاَ .. او بالتعريف بـ "الـ" كما ذكرنا وكلمة فرعون لم تأتي أبداً معرفة لا بـ "الـ" مثل الفرعون .. ولا بالاضافة مثل فرعون مصر .. مما يعني انها اسم وليست لقباً ...
2- ايضا ذكرت كلمة فرعون مصحوبة قبلها بـ آل .. أي آل فرعون وهي تدل على قوم ينتمون وينتسبون لشخص بعينه مثل آل لوط او آل يعقوب او آل دلوود .. كما في قوله تعالى "وَإِذْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ" ...
3- واتت كلمة فرعون متصلة باسماء اشخاص بعينهم مثل "إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ" .. ولا يصح عطف علم علي غير علم .. اي فرعون من نفس جنس كلمة هامان وقارون .. وهذا معناه انها يجب ان تكون اسما علما وليست لقبا ...
4- كما أننا نجد أن موسى عليه السلام قد نادى فرعون بإسمه الشخصي لا بلقبه كما في قوله تعالى "وَقَالَ مُوسَى يَا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ" .. فلو كان "فرعون" لقباً لناداه "يا أيّها الفرعون" .. تماماً كما نودي العزيز في قصّة يوسف عليه السلام .. "فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَيْهِ قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ ..."
5- امرأة فرعون ومريم ابنة عمران في سورة التحريم يقول الله عز وجل "وَضَرَبَ الله مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ۞ وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ" .. هنا دعاء لزوجة فرعون بالنجاة من زوجها وكلمة إمراة فرعون هي نكرة مضافة الي علم فصارت معرفة .. ثم ان المقارنة بين امراة فرعون ومريم ابنة عمران افادت أن كلمة فرعون اسماً مثلها مثل كلمة عمران لانه لا يمكن ان يقارن بين من تنتسب لعلم و من تنتسب للقب ...
6- كما ان القرآن الكريم يثبت دمار فرعون وقومه تماما كما فى قوله تعالي "وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ" .. أى أن الله دمر كل ما صنع فرعون وقومه .. وهنا قال الله فى بلاغه عبقريه فرعون وقومه .. فلو كان فرعون مصرى لما بقى للمصرين من قوم فرعون من أثر يصلنا اليوم .. لان الله حكم عليه بالتدمير والخراب ...
هذا من القرآن الكريم يثبت ان فرعون كانت كلمة لشخص وليس لقبا .. وبعيدا عن السياق الديني فكلمة فرعون لم يأتي ذكر لها ابدا في كل الآثار المصرية نهائيا .. ولا نعرف شيئا اسمه فرعون .. وكما نشرنا من قبل ان اصل كلمة فرعون لم تكن هي بر-عو او البيت الكبير كما ذكر في كتب المصريات .. فهذا ما توقعه جاردنر في كتاباته ان يكون
مصدر فرعون هو بر عو ولا دليل عليها ...
فرعون اسم علم وليست لقبا .. وال فرعون قبيلة كبيرة في شمال الجزيرة العربية - السعودية حاليا - تسمي فرعا او فرعة ونحن لسنا فراعنه .. بل نحن احفاد المصريين القدماء .. من صنعوا الحضارة وكتبوا التاريخ ...
تاريخ النشر: 2015-12-23