قَدْ يكونُ نُعاسُنا ليلَ أمسٍ على كَدَرٍ، فنصحوا على صباحٍ جميلٍ .. يشحنُ همّتنا على صُنْعِ غدٍ هو الأَجمل المتابع لمواقف الصحافة الغربية بعد بدء غارات روسيا مواقع تواجد الإرهابيين في سورية يلحظ الانتقالة الحادة مقارنة مع ما قبل البدء، وهي الفترة التي بدأت امدادات السلاح المعلنة بتصريحات كبار المسئولين الروس بلا استثناء لرأس الدولة القيصر بوتين! لعلي أنبه قارئي لمحدودية الفترة الزمنية التي أقصدها وهي التي بدأت مع شهر أيلول/سبتمبر هذا العام أي خلال بضعة أسابيع كعدد أصابع اليد الواحدة، وهي الفترة التي تلت معارك مظفَّرة لقوات النصر المبين شملت مثلث تلاقي أرياف دمشق ودرعا والقنيطرة ومعارك القلمون ومعارك الزبداني وإخفاق عاصفة الجنوب،
وأظن -تحليلاً- أن
سقوط محافظة إدلب قد أعمى بصيرتهم حيث اكتفت صحافة الغرب -كحكوماتها- بالتعبير عن قلق ما بسبب شحنات الأسلحة التي وصلت سورية بتزامن مع معزوفة القبول بالرئيس بشار الأسد خلال الفترة الانتقالية طبقاً لجنيف1 والذي أعتبر تنازلاً كبيراً من الغرب، تصاعد انتقادهم قليلاً بعد تسلُّم سوريا للميج 31 لكنه بقى بارداً! حتى بعد إعلان روسيا عن الغارات العشرين الأولي مباشرة كانت وتيرة صحافة الغرب معقولة!
ما حوَّل الانتقاد إلى سعار دقة الإصابة للمواقع المستهدفة! ثمّ ما حوَّله لصراخ وعويل إدراكهم ليس فقط لحجم خسائر الإرهابيين من ضربات اليوم الأول بل لثبات زخمها في اليوم التالي!
لا شك أن الصحافة الغربية -كحكوماتها- قد فاجأتها جدية روسيا في محاربة الإرهاب بهدف القضاء التام عليه وهي التي تعودت على
الزغزغة التي ظل التحالف الأمريكي ولمدة عام يُزَغزِغُ بها الإرهاب في سوريا والعراق! وتحققت المفاجأة أكثر بعدما حسبت معدل نتائج غارات روسيا فتستنتج من حساباتها أن مسرحية الدواعش والقواعد ستنتهي خلال مدة لن تزيد على 3 شهور! لحكوماتها الفضيحة الكبرى ليس فقط لتقدير العشر سنوات؛ بل لانكشاف نواياها الاستنزافية! النوايا الاستنزافية لا تقتصر على استنزاف محور روسيا-إيران-العراق-سورية بل استنزاف محور البعارين!
ومن لسان وزير خارجية مصر تفاجأ الغرب بتأييد مصر لما تقوم به روسيا بمحاربة الإرهاب في سورية! مؤكد ألَّا يُعجَب السعوديون من هذا الموقف المصري العلني! وهو موقف تلا مجاهرة العبادي بالترحيب بضربات روسية الدواعش العراق وبدا بأنه قد يطلب العراق ذلك! ما قد أراه واضحاً أمامي واقع جديد تراه دولٌ عربية تعاني من الإرهاب وحقيقته الواضحة في تلكؤ أمريكا عن إمداد أعوانها ومحورها بالسلاح المدفوع وبين اشتباك موسكو المباشر بميدان المعارك مع الإرهاب وبتمويلها التام!
تابعت ثلاثة محللين عرب –وأحدهم أكاديمي من لندن- على سكاي نيوز الذين ناقشوا على مدى نصف ساعة مآل الصراع الأمريكي-الروسي في سورية وعليها، الأكاديمي –فواز جرجس- طلب من العرب ألا يفرحوا لإنجازات غارات روسيا لأنها مجرد جولة أولى وستتبعها جولة ثانية وثالثة ثم أخيرة –كما قال، الأكاديمي كذلك غمز من قناة ورطة الاتحاد السوفييتي في أفغانستان!
أنا مندهش من أكاديمي يعتبر أن الحرب على سوريا قد بدأت مع غارات روسيا! يبدو أن الأربع سنوات ونصف وسوريا في مواجهة أمريكا والغرب وأذيالهم بمجموع 120 دولة لم تشكل له ولا جولة! وأستغرب من أكاديمي يتغاضى عن دراسة موقف غالبية السوريين الذين رأوا بأم أعينهم ما حدث من دمار لحياته ومن مقتل عشرات الألوف من أفراده وما عانوه من فقد المسكن والمدرسة والجامعة والعمل حتى وصل الأمر للماء والكهرباء؛ ثمَّ لا يتوقع أن يرحبوا بالمساعدة الروسية التي ستساعد جيشهم ودولتهم في القضاء على من دمّر كل شيء واستهان بكل شيء؛ خاصة كرامتهم!
أفغانستان وسورية لا يتشابهان، في أفغانستان لم تكن الحياة رغدة ولا الحس الوطني العام موجود مما سهل على البعارين شراء الرعاع، في سورية معظم السوريين مواطنون وتربّوا في جو وطني، ويعيشون حياة مستورة دون حرمان من الأساسيات!
لازلت على ثقتي بأننا في الجولة الأخيرة وبقوتنا الوطنية دون نكران –بل وبتقدير كبيير- لكل من وقف معنا بأخوة استراتيجية أو بإخوة أعراق وأديان ممتزجة الدماء والأرواح!
سوراق إلى تسارع الإنجازات الميدانية .. وأرضنا طهور بدم أطهار ما قالت نفوسها:
للأقصى رب يحميه .. نفوسٌ ما كانت يوماً ملوكاً خُدَّاماً ..
وإخفاقات البعارين
المناحيس في اليمن لمكانك سِر .. ومع عجز عسكري متأصل لاستعادة قرى الحدود .. هناك مذلَّتُهم ..
جميع مقالاتي موجودة على الرابط:
http://zedony.com/u/307 فايز انعيم