الكثيرُ مِنَ النّساءِ والآباء يدخلونَ فِي حَيرةٍ حَولَ تربيةِ الأبناء تربية سليمة لا يدخل فيها تقلّبات الزَمَن والأجيال القادمة الذين تختلفُ تفاصيلهم عَنِ الأجيال السابقة، فهذا الأمرُ هُوَ أمرٌ بَسيط مَحلول فِي الإسلام وحلّهُ لا يوجد فَقَط سِوى فِي القرآن الذي سوف يبقى إلى زوالِ الدنيا، لأنّ تربيةِ الأبناء على حفظِ القرآن الكريم ودراسةِ وفهمِ آياتِ الله تعالى هِيَ أجملُ تربيةٍ وأجملُ هَديّة مُمكِن أن تُقَدّمها للطفل خِصيصاً في المراحل المبكّرة مِنَ العُمُر. فإذا أردتَ أن تعلّم إبنكَ شيئاً فعلّمهُ القرآن وحفظهُ، والقرآن هُوَ الذي سيتكفّل بعد ذلك بتعليمِ الطفلِ كُلّ شيء، ونحنُ بحاجة إلى آباء يعلّمون الطفل حفظِ القرآن، وسنتعلّم طريقة تحفيظهم للقرآن بطرق بسيطة وسَهلَة.
{طريقة حفظِ القرآن الكريم للأطفال]
الاستماع للقرآن عندما يكون الطفلُ جنيناً ورضيعاً: مِنَ المَعروف أنّ الجنين يتأثّر بنفسيّة وروحانيّة الأم، ويشعرُ الجنين والرضيع في كُلّ ما يَدورُ مِن حَولهِ مِن المُحيط الخارجي، فَبالتالي عِندما تَستمَعُ الأم إلى القرآن تتَحَسّن نَفسِيّتها وهذا أمرٌ طبيعي لأنّهُ كلامُ الله تعالى، وبدورهِ تتحسّن نفسيّةُ الجنين والرضيع عِندَ سماعِ القرآن الكريم، ويبدأ الطفلُ فِي صغرهِ وهو في بطنِ أمّهِ بالتعلّقِ بكلامِ الله تعالى، فالحبّ هُوَ أساسُ أي طَريقَةٍ مُمكِن أن تُعلّمها للطفل حتّى في أبسطِ الأمور ودائماً حاول أن تربط الحب في أعمال
الطفل وليسَ بالتكريه والإجبار.
قراءةِ القرآن أمامَ الطفل: القرآن هُوَ أجملُ صَديقٍ مُمكِن أن تصاحبهُ فِي حياتك، فيجب أن تُحبّ أنتَ القرآن الكريم وتطبقهُ فِي حياتك قبلَ أن تُحببهُ لطفلك، لأنّ الطفل يَتَعَلّق فِي حَياتهِ بوالديهِ ويتعلّم مِنهُم، ويكونُ شَديدُ التعلّق بالأمورِ التي يُحبّها الآباء، فإذا كانَ الطفل فِي بِيئَةٍ سَليمة فِيهِ قِراءَةُ القرآن وَتَدَبّر آياتِ الله وتطبيقٍ لأحكامهِ سيخرجُ طِفلٌ مُحب لله تعالى ولكلامهِ، وهذا الأمر لو طبّق فِي كلّ بيت عربي مُسلم لخرجَ جِيلٌ واعٍ سليم مُحب للهِ تعالى ولكلامهِ، ولخرج أئمّة حَفَظَةٍ للقرآن الكريم وعلماء في كلّ أدوارِ الحياة، ولكنّا في قمّةِ الأمم كما كنّا سابقاً.
سردُ قِصَصِ القرآن للطفل: قِصَصِ القرآن جميلةٌ جِدّاً ومعبّرة لما فيها مِن حِكَم ومواعظ، وقبلَ تعليم الطفل الحفظ يجب عليهِ الفهم، لأنّهُ إذا فَهِمَ الطفل الشيء مِنَ السّهلِ أن يحفظهُ، حاول دائماً قَبلَ أن ينام الطفل أن تسرد له قصّة موجودة فِي القرآن الكريم، وهذا الأمر لهُ فوائد كثيرة فَهُوَ يُقوّي الذاكِرة وروحِ الخيال وَحُبّ التعلّم عند الطفل والتعلّقِ بكتابِ الله تعالى، فإذا أردتَ أن يكونَ طِفلكَ عبقرياً وذكياً أسرِد لهُ قصص خياليّة، والأفضل من ذلك أن تَسرِدَ لهُ قصص القرآن القريبة من المعجزات وقدراتِ الله تعالى، فَنَحنُ بحاجَةٍ إلى جيلٍ جَديد مُختَلِفُ المَلامِح يَفهَم وليس فقط يحفظ، لأنّ فِهمَ القرآن وتدبّرِ آياتِ الله تعالى أهمّ مِن حِفظِ القرآن.
تشجيعُ الطفل: قَد تَجِد فِي المَنظورِ الخارجي أنّ تحفّيظ الطفل للقرآن الكريم صَعبٌ ولكن صدقاً هُوَ سَهلُ جِدّاً، إبدأ دائماً بتحفيظ الآيات القصيرة مِن القرآن وتشجّيعِ الطفل على حفظها كإعطائهِ هديّة أو تعظيمهُ أمامَ الناس بأيّ وسيلة المهم أن ترضيهِ لأنّهُ حفظ آية معيّنة، وَمَع مُرورِ الوقت وتحفيظِ الطفلِ شيئاً فشيئاً سيبدأ الطفل التعلّم والتعلّق بالقرآن أكثر وأكثر. ويجب أن تتابع الطِفِل وتضع لهُ كلّ يوم سُورَةٍ أو آيات معيّنة يحفظها، وَمَع مرورِ السنين ستجدهُ حافظ أجزاء كثيرة مِنَ القرآن لتصل إلى حفظهِ للقرآن الكريم، وسوف تحصل على نتائج أنتَ لم تكن تتوقعها، لأنّ التعليم من الصغر كالنقشِ بالحجر، والأمر يحتاج إلى مُتابَعَةٍ واستمرار فَقَط.