قَدْ يكونُ نُعاسُنا ليلَ أمسٍ على كَدَرٍ، فنصحوا على صباحٍ جميلٍ .. يشحنُ همّتنا على صُنْعِ غدٍ أَجمل قال الرئيس العربي السوري بشار الأسد في معرض شرحه لأسباب استحالة تقسيم سوريا:
سقوط المواقع لا يُنشئ التقسيم، فالمواقع تُستعاد، والتقسيم حصيلة استحالة عيش المكونات مع بعضها؛ وهذا عكس حالنا، وقال أن سورية ليست وطن الحاملين لجوازات السفر؛ بل وطن من يدافع عنها، هذا الكلام أغضب فايز سارة الذي امتطى جواز سفره وترك سورية ورَأسَ مجلس إسطنبول لفترة، هو من يعتبر أن السوري الحقيقي هو الذي يسلم بلده للاستعمار!
وقال الأسد كذلك: نحن لا نقاتل لأجل الشهادة، بل لأجل الانتصار لأن الشهادة قدر، أما الهدف فهو النصر، ومن عندي أقول هو قادم في ركب صادقي الوعد؛ الأسد ونصر الله والخامنئي، لاحظنا كذلك تجاهل الأسد التام للتصريحات والتصرفات التركية ولعلنا نكون في حاجة لتأمُّلٍ معمق لهذا التجاهل!
لن أحتاج لتأمل حيث سيظهر في عدد الاثنين من صحيفة حرييت التركية لقاء مع رئيس وزراء تركيا أحمد داوود أوغلو الذي يؤكد فيه أن القوات التركية البرية لن تدخل للأراضي السورية!
الناتو يعقد اجتماعاً طارئاً غداً الثلاثاء بطلب مُلِحٍّ من السلطان، السلطان سيطلب مساعدة الناتو لمحاربة حزب العمال الكردستاني ومحاربة التطرف في المنطقة، سبق تحديد اجتماع الناتو تأكيد أوباما -ومن كينيا- باعتبار حزب العمال الكردستاني تنظيماً إرهابياً، هذا مع استمرار غارات –كما تعلن تركيا- جوية تستهدف مراكز ومواقع العمال الكردستاني وكذلك مواقع داعش،
ذهب الكثير من المعلقين والمحللين الذين تابعتهم أمس لفرضية وجود طبخة أمريكية-تركية واستشهدوا باجتماع الناتو تسمح لتركيا بتحقيق أملها في إنشاء منطقة عازلة بالذات في منطقة تركز كردية في شمال شرق سورية، وعلى الرغم من ذلك لا تزال قناعتي بالفرضية التي عرضتها في مقال الأمس وهي أن أمريكا التي ورّطت البعارين مع شعب اليمن قد ورّطت تركيا مع كتلة الأكراد المنتشرة في تركيا والعراق وسورية وإيران والتي اجتمعت بأقله على الاستياء من نقض السلطان لوعود عديدة قدمها للأكراد،
في رأيي أن أمريكا فهمت حاجة السلطان أردوغان لقلب الطاولة السياسية في تركيا ليخفي الفشل الذريع للتنمية والعدالة والذي تسبب به الأكراد بمساندة بعض الأقليات الأخرى حيث فقد حزب السلطان اكثر من 80 مقعداً فأورثة عجزاً عن تشكيل حكومة وسيضطر للذهاب لانتخابات جديدة، الوصول بتركيا لحال الطوارئ مخرج يستر عورة السلطان، وفهمت أمريكا أن قصف الطائرات التركية لن يضيف لقصف طائرات التحالف الأخرى شيئاً، وفهمت أمريكا أن الجيش التركي ثقيل كما الجيش الأمريكي فلن يغنيه إذن عن رشاقة البشمركة في قوة أرضية حققت نجاح في ستر عورة عجز التحالف أمام داعش، حيث لم يثبت جيش السلطان نجاحاً حاسماً ضد الكرد الذين خبروا التعامل مع جيش السلطان، على صفحات عدد اليوم من حرييت سيقرأ الغرب تصريح أحمد داوود أوغلو بأن لا قوات برية تركية ستدخل الأرض السورية،
وفي رأيي أنه سيخيب أمله في دعم الناتو كما خاب قبل ذلك وقد انزلق وحده وفي الداخل! ما أراه أن الكرد ورقة رابحة في يد الغرب وإسرائيل ولن يسقطوها من أيديهم، هي ورقة استنزاف لأكثر من دولة ومنها تركيا، الغرب وإسرائيل وإيران الشاه لعبوا بورقة الكرد –رغم تعاطفي مع حقوقهم المشروعة- في استنزاف المشروع القومي العربي عن طريق استنزاف العراق، حالياً يلعبون بورقة الكرد في وجه العراق وسورية وإيران!
نقرأ بمنهج واحد! من يصدِّق أن لدي البعارين والأمم المتحدة فوائض إنسانية تصلح أن تكون لباساً لهدنة؟ رئيس اللجنة الثورية العليا السيد محمد علي الحوثي يؤكد عدم تلقي أي خطاب من الأمم المتحدة بخصوص الهدنة التي يتحدث عنها الاعلام منذ مساء أول أمس، سفن المساعدات الإنسانية أنزلت في بريقة عدن مرتزقة وآليات لمساندة القاعدة والدواعش وعملاء الهوارب،
وصباحُ غدنا هو الأجمل لأنه يسارع لأصحابه بالنصر المبين والأكيد .. وفي أرجاء مختلفة من سوراق .. وفي اليمن ..
وهو الأجمل حين يشرق من فم بشار الجعفري يذكر الأمم المتحدة بقراريها 181 و 194 .. ففلسطين تبقى القضية .. وسلام المنطقة ..
جميع مقالاتي موجودة على الرابط:
http://zedony.com/u/307 فايز انعيم