قَدْ يكونُ نُعاسُنا ليلَ أمسٍ على كَدَرٍ، فنصحوا على صباحٍ جميلٍ .. يشحنُ همّتنا على صُنْعِ غدٍ أَجمل تفجير سوروج ليس الأول في تركيا، لكنه التفجير الذي استهدف الأكراد وا ستفزُّهم، بل هو التفجير الذي بات الأكراد متأكدين أنه من ترتيب العدالة والتنمية وبأنه مقصود لاستدراج رد فعل مسلح من الأكراد لإعلان الحرب عليهم، أكراد تركيا قضوا على أحلام السلطان والذي عجز حزبه عن مجرد تكوين حكومة،
ذكرنا في مقالنا السابق تصريح جون ألين بأن تركيا أسقطت طلبها بالمنطقة العازلة مما بدل أن تركيا لا تتمتع لا بدعم الناتو التي هي عضو به ولا بدعم أمريكا، وطالما أن رئيس وزراء تركيا المستقيل وبعد قصف جيشها لمراكز العمال الكردستاني فاجأ الدنيا بأن المنطقة التي ستطهرها من الدواعش في شمال سوريا ستكون منطقة عازلة وبعمق 100 كيلومتر لتأمين تركيا من هجمات الدواعش وهجمات حزب العمال الكردستاني! بالمقابل صمتٌ أمريكي!
ما أراه الآن أن أمريكا قد حذرت –أولاً- بالفم الملآن أدواتها الكبرى الثلاث –إسرائيل وتركيا والبعارين- من مخاطر عظيمة سيتعرض كل منهم من مغامراته، وحذرتهم –ثانياً- بالفم الملآن أن كلاً منهم سيتحمّل تبعات مغامرته ومن رصيده الخاص سياسياً ومالياً بعيداً عن أمريكا، وحذرتهم –ثالثاً- أن لن تبادر بتحرك سلمي دولي ضد مغامراتهم وستبقى سلبية أمام أي تحرك للمعسكر الآخر وستبذل جهد عرقلة محدودة لا تؤدي إلى تحميلها جزءً من جرائم الحرب التي قد تنتج عن مغامراتهم، أعتقد أن رسالة كيري لإسرائيل قد أخرت مغامرة إسرائيلية بانتظار ما يمكن أن ينتج عن السلطان والبعارين!
وأرى أن تركيا معجبة بشدة بعدوان البعارين على اليمن والذي تقف فيه أمريكا موقف المعرقل لكل مساعي وقف الحرب مع استمرارها في تقديم اللوجستيات التي أتاح للبعارين إعمال جرائم حرب تدمير مقومات الحياة المدنية في اليمن وجرائم حرب قتل الأبرياء بدفنهم تحت منازلهم المقصوفة، وأن تركيا ترى أن الظرف مناسب لكي تحذو حذو البعير ضد أكراد تركيا الذين تنامى دورهم السياسي وكذلك اليساريين الذين يلاحقون عصابة العدالة والتنمية بكشف فسادهم الاقتصادي وفساد توجههم الإقليمي، باختصار لا أرى أن تركيا ستحارب داعش،
واتفق مع ما قاله أنيس النقاش أن أردوغان قد دخل في نفق كما البعارين!
سارعت البعارين بإعلان مفاجئ مساء أمس عن هدنة إنسانية لخمسة أيام تبدأ فوراً!
ما أراه أن البعارين قد نُصحوا من المايسترو الأمريكي لهكذا إعلان! وأتصور الجهد الكبير الذي بذله المايسترو لإقناعهم بالأسباب الموجبة الثلاثة؛ الأول المذبحة المريعة للمدنيين والتي نتج عن غابرة البعارين على محطة كهرباء تعز وعلى مساكن المشتغلين للمحطة وعائلاتهم، والثاني هو الإعلان عن الردود الاستراتيجية للجيش اليمني واللجان الشعبية في محاولة من البعارين لإجهاضها، والثالث فشل السهم الذهبي في السيطرة التامة على عدن والذي تمثَّل أولاً في قصف مطار عدن أمس والذي سيحد من الامدادات العسكرية، وثانياً الفشل في السيطرة على قاعدة العند رغم الثمن الباهظ في أرواح مقاتليهم، مُستحمرة العربية-الحدث مرتبكة في إعلان الهدنة! تعلن الهدنة وفي ذيل خبر الهدنة تقول أن مقاتلي السهم الذهبي قد أتمّوا الاستعدادات لاقتحام قاعدة العند وكأنه سيتأخر خمسة أيام! وزير المياه اليمني ومن القاهرة بربر بلا شيء في رده على استفسار المذيعة عن اتصالات سياسية قد تكون قد جرت مع حكومة الهوا رب المشتتة بين الرياض والقاهرة وليس عدن كما يكذبون!
أعتقد كثيراً أن القرار صدر عن المايسترو والبعارين نفوذه، بل وأظن أنها نهاية العدوان، الفيديو الذي عُرِض من أحد البيوت المقصوفة يقنن جريمة حرب تؤكد ما تم توثيقه حتى الآن والتي أتوقع تكراراً للتعويضات التي فُرِضت على العراق من غزوه للكويت!
ستيفان دي مستورا غادر دمشق أمس بعد أن اجتمع بالمعارضة كما أحب وبحرية تامة، المعلم وليد المعلم اختصر لقاءات دي مستورا بالمسؤولين السوريين بجملة واحدة؛ محاربة الإرهاب كمبدأ وتطبيق قرارات الأمم المتحدة الثلاث لتجفيف منابع الإرهاب ومعاقبة مسانديه أولاً، لا وقت عند الرئيس بشار الأسد ليكرر على دي مستورا ما يجب فعله! غادر ولن أفاجأ لو طلب الإعفاء.
وصباحُ غدنا هو الأجمل لأنه يسارع لأصحابه بالنصر المبين .. وفي أرجاء مختلفة من سوراق .. وفي اليمن ..
وهو الأجمل حين يشرق من فم بشار الجعفري يذكر الأمم المتحدة بقراريها 181 و 194 .. ففلسطين تبقى القضية .. وسلام المنطقة ..
جميع مقالاتي موجودة على الرابط:
http://zedony.com/u/307 فايز انعيم