قال العلماء: إن للصدقة تأثيراً عجيباً في دفع أنواع البلاء و ما من محنة يمر بها الإنسان- وما أكثر المحن!- إلا وللصدقة أثر فعال في صرف هذه المحنة، لأن الله يسترضى، هذا كلام يحتاج إلى دليل، يقول عليه الصلاة والسلام فيما رواه الترمذي في جامعه من حديث أنس بن مالك رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:
((إن الصدقة لتطفئ غضب الرب، وتدفع ميتة السوء))
أي الله يغضب، ما الذي يطفئ غضبه مجازاً ؟ أن تندم، وأن تبادر إلى عمل تنقذ نفسك من غضبه، كلام طيب، كلام مريح، إنسان زلت قدمه، إنسان لاح له شبح مصيبة، ما الذي بيده أن يفعله؟ بيده أن يسترضي الله بالصدقة.
وقال شراح الحديث: أي إنها تطفئ الذنوب والخطايا كما تطفئ الماء النار، صار معنا وسيلة فعالة، كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون، زلت قدم، شعرت بجفوة فيما بينك وبين الله، رأيت الطريق إلى الله ليس سالكاً، بادر إلى عمل طيب، لعل الله عز وجل يقبل هذا العمل، ويصرف عنك السوء.
وقوله صلى الله عليه وسلم: صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وصدقة السر تطفئ غضب الرب، وصلة الرحم تزيد في العمر. والحديث حسنه الألباني.
وفي الترمذي أيضاً عن معاذ بن جبل رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: كنت مع رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سفر فأصبحت يوماً قريباً منه ونحن نسير فقال:
((ألا أدُلُّكَ على أبْوَابِ الخَيْرِ؟ الصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةُ تطفئ الخَطِيئَةَ كما يطفئ المَاءُ النارَ، وَصَلاةُ الرَّجُلِ في جَوْفِ اللَّيْل - شعار الصالحين - ثم تلا قوله تعالى ﴿ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾)