قَدْ يكونُ نُعاسُنا ليلَ أمسٍ على كَدَرٍ، فنصحوا على صباحٍ جميلٍ .. يشحنُ همّتنا على صُنْعِ غدٍ أَجمل الباكستان وبقرار برلماني خارج تحالف الكذب البعيري، وزير الدفاع المصري كان في زيارة الباكستان لعدة أيام تابع خلالها مناقشات البرلمان الباكستاني، غادر الوزير إسلام أباد وأظنه اطلع على قرار البرلمان، وصل الوزير الرياض ووأظنه ناقش مع البعير فحوى ومعنى وتبعات القرار، البعير وضع الوزير في زنقة ركن أعلان متحدث البعير عن مشاركة الطيران المصري في الغارات المكثفة مساء الخميس والتي استهدفت مستودعات الأسلحة التابعة لجيش اليمن ذي الهوى المصري تكويناً وعقلاً، يبتسم البعير ويقول للوزير: أحرجنا رئيس مصر ببدء العدوان قبل غُمَّة شرم الشيخ وها أنت أمام تصريح متحدثا! وسيقول له البعير: نعلم سيادة الوزير أن 90% مما يقول متحدثنا كذب محض ونعلم أن من يكذب على كذبنا أو يسكت عليه بأضعف الإيمان قد علّقنا على لسانه من
الزفتودولار وكلٌّ على مقاسه ومقدار مشاركته! أظننا سننتظر عودة الوزير للقاهرة وأظن أن صورة مصر ستُرسم من القاهرة كما يجب أن تكون وبدون ربطات عنق ملونةٍ بمجاملة أو بحاجة أو بأي لون كان،
بيان وكالة الأنباء المصرية الرسمية قالت أنَّ وزير دفاع مصر ووزير دفاع السعودية يبحثان التعاون العسكري حتى إعادة الشرعية لليمن! بيان الوكالة يصبُّ في إحراج مصر كالعادة إلا إذا صدر تصريحها عن الرئاسة، مقلق، أليس كذلك؟
قد يتفاجأ القارئ من معرفة أن الباكستانيين يتهمون السعودية بتخريب بلادهم منذ انقلاب ضياء الحق والذي قبل أن تكون الباكستان مركز انطلاق الجهاد الأفغاني والذي ترك خللاً شديداً في السلم الأهلي في الباكستان كما في أفغانستان، كما تحولت كل التدفقات النقدية الزفتودولارية إلى إضعاف سيطرة الحكومة فتركها في فوضى، بالمناسبة السعودية موَّلت إنشاء عاصمة جديدة
إسلام أباد بدلاً من كراتشي العاصمة التاريخية لباكستان منذ فصلها عن الهند،
أحمل نفس المشاعر التشكيكية لفكرة تشليح القاهرة ثوب عاصمة مصر وبناء عاصمة جديدة لمصر لا يكون النيل شريانها،
مالم تأخذه بالحوار لن تأخذه بالقوة، كان هذا شعار المظاهرات الشعبية العارمة التي انطلقت في شوارع مدن اليمن بعد صلاة الجمعة، برافو شعب اليمن! عرفت كيف تخاطب الغرب والبعارين من متصيدي زلّات لسان أصحاب الحقوق ليقلبوهم معتدين،
لماذا يكرهوننا؟ أمريكا رددت هذا السؤال بعد كارثة الحادي عشر من سبتمبر، أمريكا وظّفت مراكز بحث –على رأسها كارنيجي- وموّلت جمعيات مدنية في محاولة جادة لخلق مكياج وجهها القبيح كما أعمالها، زاد سجن أبو غريب الطينَ بلَّه وبقي الحال، في أغلب بلدان الخليج -واستثني الإمارات وعُمان- قد تسمع من بعضهم استفساراً تقريرياً بالقول:
لماذا يحسدوننا؟ والحسود حقود فهو يتهم الجميع بالحقد عليه، والطبيعة البدوية الجلفة سطحية على العموم وفعاله ابنة اللحظة وتحت القدم وحادة وانتحارية، تصوروا أن تكون قاطرة التحالف العربي –كما يسمونه- بهذه العقلية فتقطر دولاً حضارات راسخة كمصر والعراق وسوريا والجزائر واليمن! والسعودية بالذات كم استجلبت من كره من معظم عوالم الإسلام، للمعلومية السعودية منعته السوريين من أداء فريضة الحج، كما منعت أمس الجمعة هبوط طائرة إيرانية عليها معتمرين،
إلى متى سيسكت العالم الإسلامي على أعمال صبيانية؟ لن يطول!
من المؤسف أن تكون لميس الحديدي هي من يُتَوقع أن تستخلص من عقل محمد حسنين هيكل صورة العالم المتجددة وهي أسيرة تصورها الذي انبنى على قصور جليٍّ في لملمة كل الأجزاء، مقاطعتها للأستاذ كانت ضارّة لها أولاً في تلقي الصورة، وكادت أن تحجب عن المشاهدين لولا إصرار الأستاذ على فرض الهدوء عليها، على لميس أن تشاهد نماذج شامية لمحاورة الاستراتيجيين، لميس كانت كالبعارين ترى خطر إيران ونست خطر إسرائيل، حتى نست خطر الإخوان وتركيا وداع سيناء بالخطر الإيراني أكبر بكثير، طلب الأستاذ ألا تضعه في مكان وكأنه المدافع عن إيران،
على الجانب الآخر كانت رؤاه واضحة لليمن وحل ومشكلها ورفض قاطع للمسار العسكري، كما كان متحفظاً في توجيه أي انتقاد أو إجابة حدِّية كما كا في خلقته الأولى، أفلحت عليه بسؤال
كيف تقدم مصر الحماية للخليج من الخطر الإيراني؟ تحاشى الذكر الصريح للإجابة والموجودة في تلميحات كثيرة من تغير المزاج الغربي في التعامل مع إيران، وللواقع الجيوستراتيجي للجارة إيران، والفضاء التابع لها وهكذا،
وبرأيي أن مصر لو تحررت من طغوة البعير فستكون بالموقع الذي يقدم به الحماية للخليج أن
يذهب السيسي لإيران كما ذهب لإثيوبيا! لا تستغربوا، اتفاق النووي وضع إيران في مسؤولية كبرى في طمأنة من حولها، والواقع أن خطابها يؤكد ذلك حتى في زمن أحمدي نجاد الذي حاول التواصل مع الكل ووجه بصدود مخجل حتى من شيخ الأزهر، ذهاب السيسي لإيران سيلقى ترحيباً شديداً وسيقدرون فهمه الاستراتيجي،
مصر الناصرية بالقوة الناعمة منعت عبد الكريم قاسم من اجتياح الكويت وجنَّب العالم العربي كارثة كبرى، حدثت بعد وفاة ناصر وفقدان مصر القيادة وتركها لدول الخليج، مسلسل الكوارث مستمر لمنطقتنا طالما بقيت القيادة مع البعارين،
صباحكم جميل .. وفرض وقف العدوان بدون شروط .. وتبدأ تحقيقات جرائم الحرب ..
جميع مقالاتي موجودة على الرابط:
http://zedony.com/u/307 فايز انعيم