قَدْ يكونُ نُعاسُنا ليلَ أمسٍ على كَدَرٍ، فنصحوا على صباحٍ جميلٍ .. يشحنُ همّتنا على صُنْعِ غدٍ أَجمل سقط البعير، سقط كل الذين تبعَّروا وراء البعير، حماقة عدوانية وبدون تغطية سياسية ضمت البعير لإسرائيل في تلاشيهما كعقبة أمام إتمام الاتفاق النووي الإيراني، وحماقة مذهبية غابت عن الذين تبعَّروا فمضوا معها عمياناً،
دعونا أولاً نرصد ونسميِّي الدول التي أيدت الغارات الخليجية –دون عُمان- على اليمن ونرصد من سيشارك بها، ما مدى تطابق قائمة أسمائهم مع قائمة المؤيدين لكل عدوان إسرائيلي تم على لبنان أو غزة أو سورية؟ بالمقابل نرصد من هم ضد الغارات! على كل ضفة هم .. هم .. وإسرائيل تقف في خندق واحد مع السعودية .. هكذا أعلنت إسرائيل
في خندقٍ واحد،
دعونا ثانياً نرصد ونسمِّي ردَّ فعلِ دولٍ عربية -من تلك التي أيدت الغارات على اليمن بل وستشارك في عمليات عسكرية ضد اليمن- على اغتصاب الأرض وتهويد القدس واستباحة الأقصى! على كل ضفةٍ هم .. هم .. من الواضح أن قلقي على مصر والذي عبَّرت عنه في كتاباتي بعد يونيو/حزيران 2013 كان في محلِّه،
افترضت أن جيش مصر -الذي خَبِر اليمن- لن يتورط في العودة لها، وافترضت ألا تنسى مصر أن من تسبب في تحويل ليبيا لمصدر خطر عليها هم دول التهاون وجامعة التهاون، ولعلِّي أذكِّر دولنا العربية وجيوشها أن اليمن كان البلد الوحيد الذي لم يستطع العثمانيون إخضاعه لسلطانهم، وأن شعب اليمن أفنى من جيش بني عثمان أكثر من 20 ألفاً من جنودهم وفي عزِّ قوتهم مما اضطرها لترك اليمن وحاله، متى نتخلَّص من
ذاكرة السمكة؟
بعيداً عن الوطنية وبحساب الريالات والدنانير فستنتهي السعودية ليس فقط إلى فشل بيِّن بل إلى ما انتهت له الكويت؛
الإفلاس بعد الهبر الأمريكي للاحتياط السعودي كما هبروا الاحتياط الكويتي،
ردود فعل الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والصين وروسيا وسوريا وحزب الله والعراق والجزائر على غارات آل سعود على اليمن والتي تدعو لوقفها فوراً ستكون وبالاً عليهم، جثث اليمنيين المستخرجة من ركام المنازل المدمرة بالقصف جرائم حرب سيغطِّي عليها الغرب لابتزاز البعارين وكلٌّ بثمنه.
سيناريو التدخل السعودي حتى هذه اللحظة محدود بالقصف الجوي، السيناريو اختراع أمريكي صِرْف طَبَّقهُ في القصف النووي على هيروشيما ونجازاكي والذي أبرزته أمريكا للتاريخ وكأنه تسبب في استسلام اليابان والذي حقن الدماء، لن نتحدث عن حقن دماء الجنود الأمريكيين بقتل اكثر من نصف مليون مدني ياباني، هذا السيناريو يعتمده حيش إسرائيل في استهداف المدنيين، هذا السيناريو الأمريكي فشل فيما بعد في تحقيق أي إنجاز سياسي،
بدأ القصف السعودي استهداف بنك أهداف محدود جداً بحكم فقر بنية اليمن التحتية ولا أنفي تأثيرها الكبير على اليمن وأهله، تم استهداف حي سكني للفقراء في أول غارة وهو حماقة سرعان ما ستكون نقطة ضعف للسعودية، لليلة ثانية يستمر القصف ومن الملاحظ أنه بدأ يستهدف أطراف اليمن، تجارب لبنان وغزة تؤكد فشل الغارات على اليمن في تحقيق عودة النفوذ السعودي طالما بقيت القوى اليمنية على الأرض، إذن هل ستستطيع السعودي القيام بغزو برِّي في اليمن؟ أنا أشك في ذلك رغم قصف مواقع في صعدا تقع مباشرة على الحدود،
السيد عبد الملك الحوثي أطلق إنذاراً واضحاً للسعودية –الجار الغشوم ودار السوء- أن تتوقف عن هذا القصف وعن التدخل من أساسه، استمرار القصف سيترتب عليه إجراءات يمنية ضد السعودية،
قلت في مقال أمس أن البعير سيرتكب حماقة لو انجر للتدخل العسكري وهو قد بدأ بالانزلاق لاستنزاف طويل.
لا أنكر غضب، ولا أشك في مشاركتي الغضب الكثير من العرب وهم يرون البعارين يحملون لواء الديموقراطية ويرسلون على رؤوس الأبرياء صواريخها وقذائفها المصبوغة بما هو مطبق في مملكة آل سعود، سمّوه تحالف عشري الذي فيه الباكستان الغير عربية في حرب ضد تدخل إيران الفارسية في الشئون العربية.
صباحكم جميل .. يغنِّي فيه لطفي البوشناق لليمن السعيد .. بعد أن يزول عن أهل اليمن حزنه الذي غنَّاه ..
جميع مقالاتي موجودة على الرابط:
http://zedony.com/u/307 فايز انعيم