قَدْ يكونُ نُعاسُنا ليلَ أمسٍ على كَدَرٍ، فنصحوا على صباحٍ جميلٍ .. يشحنُ همّتنا على صُنْعِ غدٍ أَجمل في مقال أمس عدّلت عبارة "لا ينتهي الأسبوع القادم" كموعد زمني لسقوط مخطط البعير السعودي باليمن واستبدالها بعبارة "لا تنتهي الأسابيع القليلة القادمة" على خوفٍ منِّي بالوقوع في سوء تقدير، بعد أن رفعت مقال الأمس عند ساعات فجر الأربعاء الأولى وردت أنباء سقوط قاعدة العَنَد ووضعته على صفحتي ببوست مستقل، تحرُّك الحوثيين الواعي والسريع أسقط كلا الزمنين
الأسبوع والأسابيع واختصرها بيومين، وسحبت السعودية والإمارات والكويت سفاراتها -التي نقلوها لعدن منذ أيام- من عدن، أعقب هذا الاخلاء مغادرة عبدربه منصور هادي إلى جيبوتي، ليس غريباً لي ألا تكون مغادرته للسعودية وقد كان ورقتها، لنستعرض الأطراف الخاسرة والرابحة مما آلت له أمور اليمن:
ورقة اليمن التي كانت آخرأوراق البعير التي قد يلوِّح بها في وجه إتمام الاتفاق النووي قد سقطت كما سقطت من قبل ورقتي العراق وسورية، ليس هذا فحسب بل ثبت للدنيا أن قوة البعير الناعمة على من بهم عقل براجماتي –قوميين وناصريين وعلمانيين جدداً- لا تتعدى شيكات البترودولار، الأمريكي –البراجماتي الأب- زاد قناعة بعد اليمن بأن البعير المتعجرف الوقح البذيء غير مرحبٌ به بين جيرانه، فشعب اليمن لن ينسى الطرد الجماعي بل وكل جارٍ نال نصيباً من التعالي والاحتقار،
إنجرار الكويت والإمارات وراء البعير الأحمق سياسياً أثار فيَّ الشفقة، فقد تبعاه بنقل سفارتيها إلى عدن مما أوقعهما في مربع الفشل الذي أدمنه البعير ثمَّ الخزي الذي لحقهما بالهروب من عدن وترسبات سالبة مع عهد اليمن الجديد، وحسرتي كانت على مصر التي جاملت البعير بسحب سفيرها من صنعاء وهو ما أراه تقزيم لمصر لا أدري إن كانت الرئاسة تدركه، الخارجية المصرية نفت أي نيَّة لمصر للتدخل العسكري في اليمن،
الجيش السعودي –أبو سرٍّ باتع- أعلن أن حشد السلاح الثقيل على حدود اليمن دفاعيٌّ وليس هجومياً، وبمحاسن الصدف فقط يشترك جيش البعير مع جيش باكستان في مناورة صمصام 5 للتدريب على معارك المناطق الجبلية، البعير خاسر على الحالين؛ سيكون أحمقاً لو دخل للمستنقع اليمني ألكاره له وسيكون مخزياً لو صمت، قد يستفيد من خبرة جيش إسرائيل فيعلِّمه ابتلاع الشفرات من الآن فصاعداً،
ما حدث في اليمن جعل بن حلِّي جامعة الدول الخليجية يصرِّح بسرٍّ رهيب وهو أن وزراء خارجية العرب سيناقشون في اجتماعهم التدخل العسكري لقمة عربية في اليمن، أمانة الجامعة الخبيرة جداً بالتخطيط القومي خبيرة جداً في البلاهة التي تُغَلِّف حماقات المسيطرين على دفتها وتوصيلها لمجلس الأمن ليتخذ على أساسها قرارات بند سابع على دولة عربية ما سبق وأن حاربت إسرائيل أو سلَّحت من حارب أو يحارب إسرائيل، كان هناك مشروعاً مصرياً مطروحاً في أروقة الجامعة بتكوين قوة عربية موحدة لمحاربة داعش ووجِه بليِّ عنقه من حمقى العرب، وأظن أنّه قد رُفِع من التداول لتضاد الأهداف بين مصر ودول التهاون، رياض ياسين وزير خارجية الساعات الأخيرة من نكتة عبدربه منصور هادي -والموجود الآن في القاهرة لحضور اجتماع وزراء الخارجية المنوط بهم تحضير جدول الأعمال- طالب أولاً دول التهاون وثانياً الدول الهربية بالتدخّل العسكري للقضاء على انقلاب اليمن، لا أعتقد أنه قد خطر على باله أن يكون على جدول الأعمال قانونية حضوره!
أظن أن هناك ارتباط بين زيارة الجعفري لسورية وبين تجمع القادة العرب في شرم الشيخ، وكذلك بينها وبين بدء المرحلة الأخيرة من تطهير تكريت من الدواعش، وأظن أن مصر تحاول شيئاً ما لكنها لن تنجح!
الروائية العربية الفلسطينية بشرى أبو شرار اتصلت بي أنا المحلل العربي الفلسطيني لتهنئتي بخلاص اليمن العربي من بؤرة سرطانية نشأت في عدن بعد استقرار ذي النقاب الهارب من صنعاء ومن وطنيته ومسؤوليته فيها، بشرى نصر الجيش اليمني وأنصار الله بهية ببعدها الاستراتيجي الكبير جداً، باليمن المستقر والقوي والعربي سيعود العرب للمشاركة في أمن البحر الأحمر الذي تُرِك للغرب بعد انكفاء مصر لداخلها بعد كامب ديفيد وسقوطها ألعوبة في يد دويلات أجل من مجرّد التفوّه باسمها، وكذا بشرى استواء نبضنا العروبي مع كل البلدان العربية!
صباحكم جميل .. واليمن يعود عربياً قوياً ..
وصباحكم جميل.. وبصرى الشام مقبرة لمخططات النشامى والإسرائيليين والبعارين ..
وصباحكم جميل .. وتكريت .. وصلاح الدين ..
وصباحكم جميل.. ومصر مؤمَّنَةٌ من الإرهاب .. ومن أوهام القمم .. والوعود ..
جميع مقالاتي موجودة على الرابط:
http://zedony.com/u/307 فايز انعيم