ونظرت بياضه الى السمكه التى دخلت الى الجناح فجأه دون اى مقدمات ، وكيف تخاطب "سى" بهذه الوديه وهو صاحب هذا المكان ، ونظرت اليها بنظره انثى تتفحص انثى ، فابتسم "سى " وقال : دكتوره "تينار" . . بلاش الاسلوب ده .
"تينار" : ازاى بلاش الاسلوب ده ، وانتى سايبنى احل مشاكل الاداره كلها ، وانت عارف انى عندى عيانين كتير اساسا ، ومش ملاحقه ع الاتنين ، وحضرتك مقولتش انك حتتأخر . .
"سى" : اقدملك مسك "بياضه البحر" ، وابنها مسكر "سيم"
"تينار " : اهلا ياهانم ، اعتذر عن دخولى بالطريقه المفاجئه لما شفت "سى" انتى ماتعرفيش كم المتاعب الى بنواجهها لما بيغيب على الاداره بالمستشفى ، وانا اللى بيصدرنى فى الاداره وهو عارف كويس انا بحب الطب وعلاج المرضى ، وبكره مشاكل وقرارات الاداره
"سى" : دكتوره من فضلك . . مسك "بياضه " تستريح وحتيجى عندنا فى المشفى ، وتقعد معاكى وتحكيلها اللى انتى عايزه .
"تينار" : حمد الله على السلامه يا"بياضه" ويا"سيم" ، ماشاء الله انت شاب جميل وفيك شبه كتير من مامتك ، انا عرفت انك داخل الجامعه
"سيم" بخجل : ايوه يامسك ، بعد الاجازه على طول .
"تينار" : على فكره بنتى ميار فى سنك وبرضه داخله الجامعه ، "سى" كلمها عنك وعن مامتك كتير. . ودلوقتى ارجع للمشاكل ، واسيبكم تستريحوا . . "سى" انا حكون فى المشفى .
وخرجت "د. تينار " و"بياضه تتابعها بنظرها حتى خرجت ، وذهب سيم الى غرفته بالجناح ، واخذت "بياضه" "سى" الى الشرفه . . وسالته :
هى الدكتوره "تينار" متجوزه ؟
"سى" : ليه السوال ده ؟
"ضه" : ابدا . . انا ماشفتش اى حلقه ف زعنفتها ، وهى بتقول عندها بنت .
"سى" : والسؤال ده فضول ، ولاغيره سمكات ؟
"ضه" : الاتنين .
فضحك "سى" وقال د. "تينار" حكايتها طويله ، كانت متجوزه ، وشغلها فرض عليها انها تسيب جوزها بعد مشاكل طويله ، قررت بعدها انها ماتفكرش الا فى شغلها وحبها للطب ، ومابتفكرش انها ترتبط تانى ، وحسب هى مابتقول ماعندهاش استعداد للتنازل عن حبها لعملها ومبتحبش ف الدنيا غير ميار بنتها ، وشغلها . . ودلوقتى اسيبك تستريحى ، وتتفرجى على الجناح ، ولو احتجتى اى حاجه دوسى الزر ده ، ولو عايزانى ، معاكى القوقعه . . اشوفك بخير . . وخرج "سى" واغلق الباب . .
تفقدت "بياضه " الجناح . . وجلست ف الشرفه. . وتاملت منظر المحيط والحيتان العملاقه ، وسرحت بذهنها فى ابيها "بياض البحر"وكيف لم يتصل بها من مده طويله ، ولاتعرف عنوانه ،
واخوتها ، "بران" و"بارى" و"بيام" و"بدج" لاتعرف اخبارهم منذ وفاه امها "طياب النهر" ، ولا اين يقيمون . . وتذكرت امها حينما كانت تضع لهم الطعام وهم صغار ، وانها كانت تعطى اخوتها الصغار الطعام قبل ان تاكل هى وامها ، وشقاوتهم ، وخروجهم من المنزل وقت اللعب والهزار ، ، واباها حينما كان ياتى الى المنزل بالحلوى والاعشاب البحريه ، ويداعبهم بحب . . وتنبهت على صوت القوقعه ، واتصال من بروف "جمبرى" .
بروف "جمبرى" : "بياضه " لازم تيجى حالا ، والدك مات ، واخواتك كلهم هنا فى الشركه . . . . . . . . .
( وللحديث بقيه )
(ابو شهاب )