قَدْ يكونُ نُعاسُنا ليلَ أمسٍ على كَدَرٍ، فنصحوا على صباحٍ جميلٍ .. يشحنُ همّتنا على صُنْعِ غدٍ أَجمل قد لا يُعْجِب البعض ما سأقول،
المفترض من مصريي الوطن الذين اكتشفوا تضليل الشياطين خلال سنة فقط من حكمهم فاسترجعوه ووضعوه في يد جيشهم ألا يحتاجون لمن يعيد تذكيرهم بعملهم البطولي في يونيو/حزيران 2013 ولا بحقيقة القوة المخزونة بهم بعد كل عملية إرهابية يترتب عليها عشرات الشهداء والمصابين، لا أنكر حزني على أرواح أفرادٍ من جيشٍ عربيٍّ تذهب سداً على يد مجرمين يلبسون جلدنا، لكنِّي لا أفقد لا بصيرتي ولا بصري عن هؤلاء الخونة ولا عن مشغِّليهم، كنت قد بادرت للتحوُّل لقناة النيل للأخبار فور إذاعة نبأ العملية على وكالات أنباء أتابعها وكلِّي غضب وحزن، ألحَّ مذيع النيل للأخبار على لواء سابق: هل سيبقى الحل الأمني الوحيد المطروح؟ وأنْ لماذا لا نحاور؟ هذا التفكير الكارنيجي السائد بين كثير من مثقفي مصر ومحلليها حَوَّل غضبي وحزني إلى قرفٍ تقززت من الإشارة له في مقال الجمعة،
كلمة الرئيس السيسي على بوابة المجلس العسكري صباح السبت وتذكير المصريين بأنهم يعرفون الشياطين التي تحاربها مصر أعادني إلى تفكير ذلك المذيع وأمثاله الذين ليسوا فقط جهلة وضُحَّال بل ما يسببونه من بلبلة وتضليل بين المصريين مما يجعلهم عرضة للاحباط والانكفاء، بل أثار فيَّ كم الأضاليل الهائل المتداول بين اخوتي المصريين، في قناعتي أن تذبذب ثقة المصريين بأنفسهم وجيشهم ودولتهم ناتج عن انتشار تاريخ مزيف بينهم شوّه القدرة على إحكام المنطق والرزانة في ردة الفعل وكذلك التفاعل مع الأحداث، ما قفز إلى ذهني تصور حالته النفسية وردة الفعل والتفاعل لو أن هذا الجيل قد عاش كارثة الـ 1967! جيلنا تعرض لصدمة كبيرة جداً خاصة وأنّه عاصر سلسلة انتصارات استراتيجية كبيرة، لكن الصدمة لم تبدد إرادتنا الصلبة في النهوض من الكبوة والوقوف ثانية بنياناً مرصوصاً أمام العدو
اسرائيل، بل وأعدنا من التنحي جمال عبد الناصر إلى سدّة القيادة وسط دهشة وغيظ الأعداء والمنافقين، في مقالاتي ذكرت بعضها وسط اندهاش القراء بل وشكِّهم في صدقيّتها، أكرر ما قلته سابقاً أن الجيش المصري بتواجده السريع في مسرح العمليات قد أحبط مخطط السيطرة على مدن شمال سيناء بعد تفريغها من القوى الأمنية ومؤسسات الدولة.
تصوّروا معي أن الاعلام المصري نقل ما حدث في سوريا على الحقيقة عندما هاجم التكفيريون مراكز الشرطة ومهاجع الجيش العربي السوري ومراكز الاستخبارات العسكرية وقواعد صواريخ الدفاع الجوِّي وقواعد القوات الجوية، الاعلام المصري نقلها للناس كأعمال ثورية بطولية يقوم بها ثوّار سنِّيون غيرة على مذهبهم المضطهد من قبل جيش علويين، الاعلام المصري لم ينقل للناس أن جبهة النصرة التابعة للقاعدة صارت على المكشوف عميلا إسرائيلياً ويقوم نتنياهو بزيارة جرحاهم الذين يُعالجون في إسرائيل، الاعلام المصري لم يذكر زيارة كمال اللبواني لإسرائيل وعرضه لها التنازل عن الجولان مقابل إسقاط الدولة السورية، فينقل للنّاس أن الجيش السوري يدافع عن الدولة وعن المجتمع السوري والسوريين، من المؤكد ألا تجد أحداً من المصريين سيشكك في أعمال الجيش المصري وعملياته.
تصوّروا أن ينقل الاعلام المصري ما حدث في ليبيا على حقيقته وكيف تمت إبادة الجيش الليبي عن بركة أبيه وكيف كان دور الجامعة العربية التي انساقت وراء دول الخليج من سعودية وقطرية وما شابه ووراءهم قناة الجزيرة التي كانت تؤلف الأخبار والأفلام، هل كان سيصدق المصريون الجزيرة وأخبارها عن مصر؟ هل سيتشكك أحد في دولة مصر وجيشها وقواها الأمنية؟
صباحكم جميل .. ومصر توقف الصفعات الأمريكية المتتالية وتتوجه الاتجاه الصح .. وتدرك أن داعش سيناء تقوده أمريكا وبأدواتها الاقليمية..
فايز انعيم