(كابوس بياضه )
قصه على حلقات
_____________
جزء (4)
اغلقت بياضه الباب بهدوء ونظرت الى بياض بابتسامه تميل الى الازدراء اكتر من الترحيب وقالت : انا خلصت ، تحب نروح ولا انتى مش فاضى انا ممكن استناك ؟
فتلعثم بياض وهو يقول : لا طبعا فاضى ، انا براجع مع مسك تونه البيانات الناقصه .
فنظرت بياضه الى تونه بنفس الابتسامه , وحييتها وخرجت . .
وهما ف الطريق وبعد صمت طويل قالت بياضه. .
(ضه): الحكايه دى اتكررت منك يابياض كتير , وده محسسنى انى مش السمكه اللى تناسبك ، ولا اللى اختارها قلبك زى مانت بتقول .
(ض) : ايه . . ليه بتقولى كده ، دانتى حبيبتى اللى اختارها قلبى .
(ضه) : الحب فعل مش قول يابياض . . وانا على العموم حجيب شنطه هدومى ، وأجى اقيم فى المركز كام يوم ، ، وادى لنفسى فرصه واعرف ازاى ممكن اتعايش مع تصرفاتك والا لا
(ض) : صحيح . . الدكتور قالك ايه ؟
(ضه):(بسخريه) قالى ابعدى عن خطيبك شويه عشان اعصبابك تستريح .
(ض) : هو انتى قولتيلو على الاوهام اللى ف دماغك عنى ؟
(ضه): لا طبعا ماقلتش . بس هو طلع عارف .
ودار الصمت حتى وصلا الى السياره .
(ض) : حنروح فين دلوقتى ؟
(ضه): على البيت ، اجيب هدومى ، واكلم بلطيه تبلغ لى اجازه ، وترجعنى تانى . . ممكن .
(ض) : طبعا ممكن اتفضلى .
وفى البيت وضعت بياضه ملابسها مع احزانها فى شنطه الملابس ، وهى تتأهب للاقامه ف مركز هامور ، وققرت انها لن تتصل بوالدها او اخواتها ، حتى يتم علاجها وتضيع شحنه الاكتئاب والحزن الذى بداخلها ، والامر كما قال البروف لن يستغرق بضعه ايام ، واغلقت باب المنزل ، واخذت احزانها وركبت السياره .
ووصلت الى مركز هامور ، ونظرت على الاستقبال ، فلم تجد مسك تونه ، بل بديله لها ف ورديه اخرى ، فتنفست الصعداء حتى لاتتذكر الموقف السخيف الذى حدث فى الصباح .
واستقبلوها وهى فى طريقها الى الحجره ، رات الاعشاب المرجانيه مضاءه بكشافات والظلام يعم المنظر الجميل الذى راته ف ضوء الشمس ، فازدادت كآبه ودخلت الحجره ، وكانت بها شباك يطل على المكان ومفلتره المياه ودافئه ومرتبه ، وبها جهاز ضوئى لعرض الاحداث والافلام وطرق علاج المركز وسرير عشبى جميل ، ودولاب ومائده صغيره عليه ثمار البحر مع كوب عصير التوت البحرى ممزوجا بالطحالب المرجانيه فشربته واستلقت امام الجهاز المرئى ونامت . . ولم تشعر الا عندما احست ان الغرفه بها اضاءه قويه ففتحت عينيها ، ورات الشمس تعلن عن وجودها بالخارج ،وقامت لتنظر من النافذه لترى المنظر الجميل التى راته بالامس ومظاهر الحركه تدب فيه ، والاسماك تمارس الرياضه بكل انواعها ، والوان المكان التى كانت ف غايه الروعه ، مما اصابها بالتفاءل والبهجه والخروج من الافكار الكئيبه ، واستغربت ان الحلم لم ياتى اليها امس ، وسمعت طرق على باب الحجره ، ويفتح بدخول المساعده الاولى لشئون النزلاء ، وبيديها الافطار المكون من بيض السمك المدخن مع مشروب المياه العذب ، وخبز البحر . وقطعه من السبيط ،
وقالت المساعده لها : بعد الفطار قدامك ساعه وبعدها جلسه مع دكتور هامور اللى حيقولك على تعليماته بخصوص نظام الرياضه والغذاء والدواء ومواعيد الجلسات .
وتناولت افطارها ونزلت الى المكان الفسيح المملوء بانواع السمك والاعشاب الملونه واخذت تشاهد السمك وهو يمارس الرياضه ، ولفت نظرها شاب قوى من نوع البياض بعضلاته القويه وجسمه الممشوق ولون اسفل بطنه الفضى واعلى ظهره السمار , وهو يسبح بقوه وبسرعه وكانه بطل فى سباق اوليمبى , ولم يتوقف عن السباحه حتى اتى موعد د هامور ، فذهبت وجلست على القوقعه ، وكتب لها على الشاشه : ايه اللى بتشوفيه قبل بدايه الكابوس ؟
(ضه): مش ديما ، اللى بشوفه مش زى بعضه ، وبيختلف من حلم لحلم ، لكن الحاجه اللى مبتتغيرش ، انى بحس انى مع سمك كتير فى مكان ضيق , وبعدها بحس انى بره المياه ، ومش كده وبس بلاقى نفسى فى رمل او حاجه معدنيه تزداد حراره , وكان النار مستنى ولاتنطفئ ، فاقوم مذعوره .
(بروف ): نمتى امبارح كويس ولا حلمتى .
(ضه): انا مستغربه يادوك اول مره من فتره ماشوفوش الكابوس لما انام .
وسجل هامور هذه الملاحظه التى بدت بالنسبه له هامه . .
وقال من خلال الشاشه :مسك تونه حتديكى ورقه برنامج علاج بمواعيد وتريض وجلسات ارجو ان تلتزمى به ، ولو مش عايزه تمارسى اى رياضه على الاقل لازم تتمشى كتير فى المركز ، ولو انى افضل ليكى ممارسه السباحه مع مسكر "سى" اللى بيعوم بسرعه هناك لانه من فيصلتك وحالته شبهه حالتك وجلستنا بكره ان شاء الله .
وخرجت بياضه الى تونه , وابتسمت لها ابتسامه الامس ، فاعطتها تونه الجدول بدون ان تتكلم ، وانصرفت بياضه الى الغرفه لتقرا الجدول ، ونزلت لتمارس رياضه السباحه ، ولكنها لم تجد مسكر "سى" ، وبحثت عنه ، فوجدته امام العشب المرجانى يقرا ، فاستجمعت شجاعتها واقتربت منه قائله : صباح الخير . . انا نزيله جديده والدكتور نصحنى ان اعوم ، وانا شفتك بتعوم ، فقلت يمكن تدينى نصيحه .
فنظر اليها مسكر سى قليلا ثم نظر الى كتابه ولم يقول شئ .
وارتبكت بياضه وذهبت بعيدا وهى تتمنى ان تكب عليه عصير التوت البرى وتقذفه بحجر مرجانى ، وتقول لنفسها كيف لسمك شاب جميل ان يكون بهذه السماجه وقله الذوق ، لفتره من الوقت وحتى تنسى هذا الموقف ، اخذت تسبح ف مكان الحمام فتره حتى تعبت وقررت ان تتوقف وتذهب الى غرفتها ، وبعد خروجها من الحمام وفى طريقها الى الفندق فؤجئت بمسكر سى يقترب منها ويقول بموده : انا اسمى "سى" وانتى اسمك ايه ؟ ممكن اتعرف بيكى . . . . .
(وللحديث بقيه فى الجزء الخامس )
(ابو شهاب )