صباحكم جميل .. الثلاثاء 20/1/2015

2
0

قَدْ يكونُ نُعاسُنا ليلَ أمسٍ على كَدَرٍ، فنصحوا على صباحٍ جميلٍ .. يشحنُ همّتنا على صُنْعِ غدٍ أَجمل

د. خالد عبود –أمين سرِّ مجلس الشعب السوري- يرى أن العدو الإسرائيلي بعدوانه الأخير قد بات يتعامل مع واقع جبهة واحدة تضم الجيش العربي السوري وحزب الله وأنَّه يقتنص فرصة هدف منهما وعاً أو من أيهما، هو يميل لتفضيل التعامل الاستراتيجي ليس فقط مع الحدث الأخير بل ومع كل الأحداث واعتبارها حلقات في الحرب الطويلة مع العدو وهو ما يتفق مع ما أشرنا له في مقال أمس، أُذكِّرُ القرَّاء أن المكسب الاستراتيجي الذي أرساه الرئيس بشار بعد قصف جمرايا هو فتح جبهة مجابهة الكيان وتحرير الأرض العربية المحتلّة من الأرض السورية، أحد قادة الحرس الثوري الإيراني العميد محمّد عليُّ الله دادي قد استشهد في ريف القنيطرة مع الشهداء الستة لحزب الله، محور واحد كما قلنا،
إشارات مقالاتي دأبت على تقسيم دول المنطقة إلى محورين رئيسيين؛
أولهما محور المقاومة والذي يضم إيران والعراق وسورية وحزب الله ومقاومة غزَّة وأنصار الله اليمني وكل مناصريهم من الشعوب والدول، هذا المحور يعتبر إسرائيل عدوَّه المباشر ويعتبر الغرب –الذي زرع إسرائيل ويساعده على استمرار عدوانها- عدوّاً غير مباشرٍ بتسليح وحماية إسرائيل، هذه الدول وشعوبها يتعرضون لمضايقات غربية جمّة بل ولا تتورع عن هدم سلام وبناء مجتمعاتها، دول هذا المحور وشعوبه يخلق الغرب وعلى رأسهم أمريكا مضايقات سياسية وتشويه للصورة أو حتى طمسها وكأن هذا الشعب أو هذه الدولة لا حياة لهم إطلاقاً،
ثانيهما محور الاعتدال أو بالأحرى محور أدوات أمريكا والغرب، هذا المحور ترضى عنه أمريكا والغرب –زُرَّاع وحماة إسرائيل- طالما كان كلٌّ منهم قادراً على ضبط إيقاع الحركة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ليتطابق بالكامل مع مصالحه على حساب مصالح أصحاب الثروة التي عادة ما تكون مهدرة كما إهدار كرامة شعوبهم، هذا المحور -بدواعشه وقواعده ونصراته- قد بات يعرِّف عدوَّه بأنه محور المقاومة وانزلق إلى درك إخراج الكيان الغاصب من تصنيف العدو بل وبالتعاون معه، هذا المحور لا يحارب إلا جيوش الدول التي حاربت إسرائيل وبدأت بمن أبقى على عداء صريح معها بل ومن بنى المقاومة إلى درجة تعجيز إسرائيل لا عن إبقاء احتلالها لجنوب لبنان فقط بل وعن تحقيق أي نصر بل وكذلك بالتفكير مرات قبل الاقدام على عمل عسكري ما،
ثالثهما فتافيت الخارجين من محور الاعتدال من الذين وقفوا بسلبية يتفرجون على من يشعل النار في أشجار الغابات المحيطة ببيتهم وهم الفريق الذي يتعرَّض لحنق الغرب لمجرد كونه جاء على جواد التحرك الشعبي وبسند شعبي، الغرب لا يساند إلا من يقفون ضد شعوبهم،
لن أسمِّي أحداً من محوري الاعتدال ولا الفتافيت والتعريف يكفي لكي تصنِّفون من ترون، المحوران على سبيل التمييز لم يصدر عنهما أيُّ إدانةٍ للكيان على قصفه مزارع الأمل،
لكنِّي أقول لإخوة اليمن السعيد أنه لم يبق أمام البعير ساحات فشل إلا اليمن والبحرين، وأنبِّه إخوةَ اليمن إلى أن سنَّة الوهابية البعيرية تطبق شرعها العادل في حرمان أكثر من 65% من سكانها من الوظائف ومن حق المساواة بالحقوق والواجبات فقط لأنهم شيعة، لا أعتقد أن شعب المخزون الحضاري المتعمِّق بالتاريخ والمتوَّج ببلقيس الملكة يقبل لأي حاكم له تهميش نسبة كبيرة منه، التفتيت لأمتنا مسعى صهيوني واتعظوا من عراق ومن ليبيا ومن سودان وتمسّكوا بالنموذج الشامي المتمسك بوحدة النسيج وتناغم الآمال الواحدة.

التايمز البريطانية تقول أن الخلافات في الأسرة السعودية على الكرسي محتدمة والمتنافسون يشتبكون معاً كالمجانين، كأن ولي ولي العهد الذي لا يقوى على تغيير تنصيبه أحد بأمر أمريكي ولا زيارة أوباما للرياض لتثبيت التنصيب فشل في منع انهيار الدولة، هل ينتهي حكم الجزيرة إلى أهل اليمن؟ وهل هناك على أرض الجزيرة من يفوقهم –أي أهل اليمن- ذكاءً وهمّةً وحضارة وعديداً؟ في طريق عودته من الإمارات للقاهرة، الرئيس السيسي يتوجه للسعودية دون إعلان مسبق، كأنه يلقي نظرة أخيرة وإنَّا لله، وإنا إليه راجعون ولن يشذَّ حكيم العرب.

صباحكم جميل .. وأنا أتابع مشاهدة صور محيط جغرافيا قصف إسرائيل في القنيطرة يؤكد أن الغد الجميل قادم .. ولا محالة بعد الفاصلة ..
وصباحكم جميل .. وكلُّ شهيدٍ على درب إحقاق الحقِّ ومحاربة المفسدين في الأرض .. يمهِّد طريق الغد الجميل .. سيأتي على صيف؟

فايز انعيم

 

إضافة منذ 9 عام
Fayez Eneim
23327
غير محدد

التعليقات

لا يوجد
zedony.com - A mmonem.com production. Privacy Policy