قَدْ يكونُ نُعاسُنا ليلَ أمسٍ على كَدَرٍ، فنصحوا على صباحٍ جميلٍ .. يشحنُ همّتنا على صُنْعِ غدٍ أَجمل هل تعني أن أعضاء الأزهر الحاليين غير قادرين على مراجعة فهم المصادر؟ أقول لك نعم، هم غير قادرين، هكذا أعاد د. طارق حجِّي صياغة سؤال مذيع قناة التحرير جمال عنيت في حلقة مساء أمس الثلاثاء، د. حجِّي أشار إلى جرأة الرئيس السيسي الذي قال ما معناه "
ليس من المعقول أن نعيش في عصرنا هذا على تفسيرات وشروحات تمت قبل ألف عام"،
لعل كلام د. حجِّي تلا مجموعة من الأعمال الإرهابية التي تمت خلال 24 ساعة فقط وتوزعت على أستراليا والباكستان واليمن، في الباكستان هاجمت فرقة من الارهابيين بلباس الجيش مدرسة –أي والله مدرسة- وقتلوا أكثر من 120 طالباً، وفي اليمن فجّر الارهابيون سيارتين مفخختين وأصابتا حافلة طالبات مدرسة وقتلت منهنّ 26 طالبة،
وفي سيدني بإستراليا قام هارون مؤنس بترويع رواد مقهى بسلاح ناري واحتزهم كرهائن لحوالي عشرين ساعة قام خلالها بوضع علم القاعدة على نوافذ المقهى وبالتالي ظهر على كلِّ إعلام العالم ما أغنى عن كل وصف لإشعال ردّة فعل بين القليل من عامة الاسترال لمهاجمة كلِّ من صادفوا من متحجِّبات، وللانصاف بادر الكثير من الاسترال بحماية المحجّبات ومنعوا عنهم الأذى،
قصة هاون مؤنس أنّه من أصل إيراني كان يعمل موظفاً في شركة سياحة، غادر هارون مؤنس إيران مختلساً أموالاً حيث وصل أستراليا عن طريق ماليزيا، طلبت إيران من أستراليا تسليمه عن طريق الانتربول بذكرى اتهام وأستراليا رفضت، الرجل حُكِم عليه بالسجن بتهمة قتل زوجته وخرج بانقضاء المدة ليلاحق بتهمة تحرشات جنسية، مؤخراً أنشأ صفحة عل الفيس بوك أعلن عليها تحَوَّله للذهب السنِّي ودأب على الترويج للقاعدة وداعش،
نعم هو جزء ممن جنّدهم التراث السّلفي لتشويه رسالة لرسولنا محمّدٍ صلّى الله عليه وسلّم ضامّاً صوتي للدكتور حجِّي.
أماني الخياط فهمت وديعة حيدر العبّادي –رئيس وزراء العراق- للإمارات كي تكون مصر راعية للمصالحة الوطنية العراقية بأنّها تعبيرٌ عن فشل إيران في تحقيقها، عجيب أن تغفل أماني أن أمريكا أشعلت المذهبية من العراق بعد الاحتلال وأمريكا جعلت السعودية الوهابية –بعد استبعاد الأزهر في كامب ديفيد- الممثِّلَ الوحيد السنّة، وأن تغفل كذلك عن أن شيعة العراق أغلبية أهّلتهم لكرسِّي رئاسة الوزارة التي هي رأس السلطة في عراق الدولة البرلمانيّة، وأن تغفل عن السعودية وحكام آخرين سنِّيي المذهب –ومصر والأزهَر منهم- يتهمون إيران بنشر المذهب الشيعي في بلدان السنّة وكذلك بتمكين الشيعة في العراق من رقاب السنّة، بهذه الحُجّة موّلت السعودية وبتسهيل وتشجيع وتدريب وتسليح أمريكي عملية استقدام الأفغان العرب -القاعدة- للعراق الذين استمالوا بعض السنّة وشرعوا في تفجيرات منتقاة للإثارة المذهبية، كان حريّاً بأماني أن تلتقط إشارة العبّادي أن مصر بقامتها المغيّبة –وليست السعودية-هي من يجب أن يقود مصالحة العراق، يقصد مصر أزهر الشيخ محمود شلتوت وليست مصر أزهر يرفض تكفير داعش ولا ينفي فقه داعش والنصرة بكُفْرِ الشيعة والدروز والعلويين والصابئة والمسيحيين.
الرحمة الواسعة أطلبها من ربِّ العالمين لطالبات اليمن وطلاب الباكستان وكل الناس والذين قضَوا على يدِ الدواعش والقواعد وهم الذين تعالج إصاباتهم إسرائيل.
فايز انعيم