صباحكم جميل .. الجمعة 12/12/2014

قَدْ يكونُ نُعاسُنا ليلَ أمسٍ على كَدَرٍ، فنصحوا على صباحٍ جميلٍ .. يشحنُ همّتنا على صُنْعِ غدٍ أَجمل

دائما ما تدفع أرواح الشهداء فريقها باتجاه الانتصار، رحم الله المناضل زياد أبو عين بصلوات أمتي محمّد وعيسى صلوات الله وسلامه على كل أنبياءه ورسله ولا نفرق بين أحد منهم كما قال عز وجل،

الأزهر يرفض تكفير داعش موضحاً أنه لا يمكن تكفير مسلمٍ مهما ارتكب من أفعال وذنوب، قد قلنا أنَّهما يتماثلان في أركان خمسة لاسلامهما ليس من بينها الأخلاق، تعليقاً على مؤتمر رفع العتب عن الأزهر لمحاربة الإرهاب الذي عقد في القاهرة قلنا أن المصادر التي يعتمدها الأزهر كمصدر للإسلام الصحيح هي ذاتها للوهابية وهي ذاتها للإخوان وهي ذاتها للقاعدة وهي كذلك ذاتها لداعش ودولتها الاسلامية، إذن المصدر الذي به يتحوّل الانسان إلى إرهابي لا يمكن أن يكون الذي به يتحول إلى إنسان يحارب الإرهاب، أو لا يحتضنه، أو حتى مجرد أن يحاجج في رفضه فلا يُتهم بالكفر! بالمناسبة السلفيين والوهابيين والقاعدة والدواعش لا يعترفون بالأزهَر، الملفت للنظر تعدد منابر الدعوة للعودة لكتاب الله وتنقيح تفاسيره التراثية وتنقيح كافة الأحاديث القولية المنسوبة لرسولنا صلّى الله عليه وسلّم.

الرئيس السيسي طار إلى الأردنِّ في زيارة قصيرة قيل أنها لتطوير التعاون بين البلدين في مواجهة الأخطار المحيطة بالبلدين والمنطقة! بين لقائهما في مطار القاهرة وعبد الله الثاني في طريقه لزيارة أوباما ولقاء عمَّان عشرة أيام فقط بينهما كانت قمَّة مجلس التهاون وبيانُها المُفْرِطُ في دغدغة مصر، قلقي يزداد على مصر من مصر، أكرر أن سنتين من صبر جمال عبد الناصر على الغرب والاخواني تجعل استقراءي يميل إلى أن الرئاسة تعرف وجهة مخرج مصر إلى مكانتها الطبيعية.

تناقلت صحافة الكيان أن كيري قد يبلغ نتنياهو بعجز أمريكا عن استعمال الفيتو ضد قرارات مجلس الأمن في حالة ثبوت مقتل زياد أبو عين الذي لا يحمل أي سلاح أبيض ولا أسود ولا مقلاع داوود، مقتله على يد جيش إسرائيل، كيري ومعه أمريكا وبريطانيا قلقون جدّاً من مظاهرات شعبية عارمة جراء قتل الشرطة الأمريكية للعُزَّل من الامريكان ذوي الأصل الافريقي، منظومة مقاطعة إسرائيل اقتصادياً -التي تحقق تأثيراً سلبياً كبيرا على اقتصاد إسرائيل قدره خبراء الكيان بأنه بلغ سقف 20 مليار دولار من توقعات 2015 وهو ما سيؤثر في انكماش أكبر لاقتصاد الكيان- قد تماثل بين عنصرية الشرطة الأمريكية وعنصرية الكيان الصهيوني، هذه المماثلة ستضع أمريكا في وضع محرج في ظل نشر تقارير تعذيب السي آي إي في جوانتانامو والعراق وبه ما به من الفواجع الأخلاقية.

رئاسة محمد نصر –الذي حل محل أبو مرزوق- لوفد حماس الذي يزور إيران يشير إلى تغييرات تجري في قيادات حماس السياسية والتي تستبعد -برأيي- من أنكر جميل ومعروف من وقف معها، بل وحاربتها أو ساعدت على محاربتها.

شهادة زياد أبو عين وقعت على أرض قرية تُرْمُسْ عَيَّا،اسم القرية يشعُّ بعمق تاريخي فتح شهيتي للبحث، رجعت للمرجع القيِّم بلادنا فلسطين لمصطفى الدبّاغ ووجدت ما يلي:
المصادر المسيحية القديمة سجّلت اسم القرية تُرماسيا وأرجع تركيبة الاسم إلى مقاطع ثلاثة هي: تُر + مُاشة + عَيَّا ومنه حُرِّف الى تُرْمُس عَيَّا، حيث تُرّ: تحريف طور وهو الجبل (طور سنين)، ومُاشة: تفل العنب المعصور أو اسم شجرة الميس، وعيَّا: من عوى بمعنى خربة فاستنتج المؤرخ أن معنى الاسم هو إمّا الجبل الذي به بقايا العنب أو جبل الميس الخَرِب،
لم أتقبَّل المعني الذي طرحه المؤرخ خاصّة بعد أن ذكر أن أراضي القرية خصبة ومزرعة بالزيتون والتين واللوز والعنب وأنها وقف على مقام النبي موسى، بل أميل إلى معنى خِرْبة جبل موسى للأسباب التالية: فالخربة لفظة تلازم الكثير من قري الشام التي حافظت على بدائية مواد البناء المستخدمة في الدور القديمة، والخِرَبُ عادة ما يهاجر شبابها طلباً للعلم لينتهي بهم الأمر هجراً للخِرَب لصالح حياة أنعم وأكثر إثارة بالمدن المحيطة، أما لفظ مُاشة بضم الميم فأهل الشام ينطقونها بإمالة مدِّ ألف باتجاه الواو، كما أميل إلى أن الحرف الأخير هو ها وليس تاء مربوطة وعلى ذلك يكون اللفظ الصحيح لها هو موشى/موسى حيث التبادل بين السين والشين معروفٌ بين اللغات السامية التي تشمل الآرامية والنبطية والسريانية والعبرية والعربية.

جمعة جميلة ..

فايز انعيم