قَدْ يكونُ نُعاسُنا ليلَ أمسٍ على كَدَرٍ، فنصحوا على صباحٍ جميلٍ .. يشحنُ همّتنا على صُنْعِ غدٍ أَجمل ميخائيل بوغدانوف –ممثل الرئيس بوتين- يزور لبنان متضامناً معها ضد داعش والنصرة، بوغدانوف التقى قيادات حزب الله لتأكيد قناعة موسكو بدور إقليمي لقوات الحزب وقد خلقت توازناً ردعياً مع الكيان الذي صار يحسب ألف حساب قبل أي تفكير في مهاجمة لبنان، كانت إسرائيل تقول أن احتلالها للبنان يتطلب فرقة موسيقى جيش الكيان، سبحان مغيِّر الأحوال الذي جعل إسرائيل تقول
انها تحتفظ بحق الرد في الزمان والمكان المناسبين.
واضح أن غرفة عمليات أعداء سوريا وجهوا داعش للدفع بقوات كبيرة تستهدف الاستيلاء على القاعدة الجوية في دير الزور، إعلام البعير واكب العمليات من بدايتها وكعادته في تأليف الأخبار أشاع سقوط القاعدة وصوروه على نمط قاعدة الطبقة بالرقّة والتي أخلاها الجيش السوري منتقلاً لدير الزور ويومها أعلن الجيش السوري عن إعادة الانتشار هذا، المتتبِّعون لعمليات الجيش السوري صدمهم خبر الإخلاء –وكنت منهم، تابعت بعض التحليلات العسكرية ليلة الخبر من ضباط سابقين سوريين ولبنانيين وكلهم أكَّدوا ألّا خوف على الجيش السوري الذي أثبت خلال سنوات الأزمة أنه قادر على إعادة السيطرة على أي منطقة أرادها،
لم استطع النوم ليلتها مع عقل متيقظ على قلق، وبمعلوماتي العسكرية النظرية المكتسبة عن قراءات بسطْتُ بفضولٍ خريطةَ سوريا، الرِّقة وقاعدة الطبقة على جغرافيا تتصل بنينوى العراق شرقاً، من الشمال تقع محافظة الحسكة وكل مدنها الكبرى ومعظم الريف واقع تحت سيطرة الدولة، من الجنوب تقع محافظة دير الزور وقاعدتها العسكرية بسيطرة الجيش السوري، أما المدينة والريف فهما تحت سيطرة معقولة للجيش السوري، غرب محافظة الرقة خط رأسي يمكن رسمه بين حلب ودمشق مروراً بإدلب وحماة وحمص محدِّداً مع الساحل السوري الثقل السكاني تزيد نسبته عن 75% بينما لا تزيد مساحته عن 15% من مساحة سوريا الكلية، ربما يسمع القراء ترديد ما يسمى بالمعارضة السورية أنها تسيطر على أكثر من 70% من مساحة سوريا وأظنهم تساءلوا عن سبب وجود المعارضة هذه خارج سوريا؟ المعارضة في جغرافيا جرداء من السكان وجرداء بالمعنى الزراعي، إذن الرقّة والطبقة في شبه حصار عسكري،
نعود للتحليل العسكري فنقول أن التطهير يتقدم على الجغرافيا بين حماة وإدلب وبين إدلب وحلب، معركة عين العرب مستمرة في استنزاف داعش التي تأتيها الامدادات من الرقة، نشاط القوات المتمركزة بالحسكة يتجه بعملياتها جنوبا مضيِّقاً على خط إمداد الرقة وكذلك على شريط الامتداد الجغرافي للرقّة مع نينوى، أظنني أشرت قبل يومين أن الجيش السوري نشّط عملياته في دير الزور، داعش تخسر جغرافيتها في سوريا، في جبهة حلب هناك حصار شبه محكم لقوات داعش وأخواتها مما أطلق صراخ وعويل الثنائي أردوغان وأولاند وكأن داعش في سوريا ستُرغم على التراجع إلى الطبقة والتجمع فيها بعيداً عن المدن والبشر وتحت حصار تام بين كماشة الجيشين العراقي والسوري.
ربما صدّعت أدمغتكم بالعسكرتاريا اليوم لكنِّي هدفتُ طمأنتكم على دير الزور وقاعدتها و .. صباحكم جميل ..
فايز انعيم