قَدْ يكونُ نُعاسُنا ليلَ أمسٍ على كَدَرٍ، فنصحوا على صباحٍ جميلٍ .. يشحنُ همّتنا على صُنْعِ غدٍ أَجمل أول توصيات البيان الختامي لمؤتمر الأزهر لمواجهة التطرف والإرهاب والذي جمع علماء المسلمين نصّت على ما معناه أن
كلَّ الجماعات التي استخدمت العنف آثمةٌ .. وليست من الإسلام في شيء،
كنت أتوقع من هذا الجمع العلمائي طرح بعض الأسئلة البسيطة مثل:
هل هناك سندٌ ديني يوظِّفه المتطرفون والإرهابيون في استقطاب المؤيدين والاتباع خاصة بين أطباء ومهندسين يفجِّرون أنفسهم؟ و
الجواب هو نعم،
هل سندهم الديني هو ذات السند الذي يعتمد عليه العلماء المجتمعون في فتاواهُم؟ و
الجواب هو نعم،
ثم هل هو ذات السند الذي اعتمدوا –العلماء- لتأثيم تطرف وعنف هذه الفئة وبأن أحكامها ليست من الاسلام في شيء؟ و
الجواب هو نعم،
الجواب بنعم لا يقتصر عليَّ وحدي بل صار مطروحا للنقاش بين جمع كبير ممن يتبع أمر الله بالتدبُّر والنظر والتفكُّر والتبيُّن والابتعاد عن أساطير الأولين، بل وعدم العكِّ بتصرفات أُمَمٍ قد خلت،
كما نشترك كذلك بالرأي أن لا تأثير جدِّي على الصورة القاتمة التي صبغت مجتمعاتنا التي يفتك بها شراذم منها يشاركون مجتمعاتهم في ذات المرجع الديني والذي للأسف فرّغ أو غيَّب كل القيم الأخلاقية والإنسانية إما بتفسيرات مغلوطة أو بتلفيق سنّةٍ على رسول الله تنسخ كل آيات القيم الخلقية والإنسانية والتعايش،
كنت سأسعد لو اهتَّم العلماء بتعريف المسلم ليتسق مع آيات الذكر الذي تعهد الله بحفظه، كلُّ الأنبياء مسلمون وكلُّ من آمن بهم مسلمون ومن ضمنهم نحن أمة محمد، ببساطة شديدة المسلم هو كل من يسلِّم بالوحدانية واليوم الآخر، وأن أركان الاسلام
التي وعد الله من كان عليها بالأجر وتأمينهم من الحزن في آخرهم ليست خمسة كما وردت بالأحاديث بل ثلاثة بنصِّ كتاب الله:
من آمن بالله واليوم الآخر وعمل عملاً صالحاً،
إعادة تعريف المسلم سيزيل الكثير مما يتوطّن عند عامّة البسطاء ليفكهم من حرج التعامل مع إخوة الوطن فنجنب إخوة الوطن الترويع مهما كانت ديانتهم أو مذهبهم.
وأشير كذلك لحقيقة هامة لاحظتها على مؤتمر الأزهر وهي أن ممثل السعودية ليس من علماء دار الافتاء مما يعني مقاطعة وهابية للمؤتمر وقراراته، إذن الأفكار الوهابية التي هي مصدر التكفير والعنف كانت خارج الاعتبار والتمحيص والردِّ عليها من مؤتمر الأزهر، بالمناسبة الوهابيون لا يعترفون بالأزهَر والأزهَر يناقض الوهابية.
فايز انعيم