صباحكم جميل .. الاثنين 27/10/2014

4
0
عذراً على تأخر النشر بسبب عطل في النت.

قَدْ يكونُ نُعاسُنا ليلَ أمسٍ على كَدَرٍ، فنصحوا على صباحٍ جميلٍ .. يشحنُ همّتنا على صُنْعِ غدٍ أَجمل

كان حزني كبيراً على الحدث السيناوي الأخير وعبّرت عنه في مقال السبت، ما أزعجني هو الجزع العميق الذي أصاب الكثير من المصريين، بل قد أرقني أن أرى قلقاً مروعاً على وجوه البعض، وكان حزني أكبر أن تغيب عن الكثير أن بلدان العالم العربي التي تمتلك إرثاً حضارياً ضارباً في القدم والعراقة –العراق وسوريا ومصر- تتعرض لحرب عالمية شرسة صدّرت لها جحافل جهال بداوة الصحراء وجحافل فتاوى جهّال صحاري الاسلام البترودولاري، لو استعاد الناس في مصر شريط أحداث سوريا لما كانت فجيعتهم كبيرة فمذبحة جسر الشغور استشهد فيها 138 جندياً سورياً وألقاهم الإرهابيون في مقبرة جماعية وما انكسر لا الشعب السوري ولا قيادته بل وقفا خلف الجيش الذي استعصى على إغراءات المال السعودي والقطري.

غاب الفهم الجمعي المصري العام عما يحدث في ليبيا وسوريا واليمن، كما غاب هذا الفهم عن الأحداث الصغيرة التي حدثت في مصر ولم يتم ربط المشاهد مع بعضها، غياب الفهم هذا ترك الناس بين إهمال تحصين البلد ضد نيران تشتعل وبين الاستغراق في دعاء الله "اللهم حوالينا ولا علينا" فلا بادروا لتحصين الفكر ولا بادروا بتحصين الجغرافيا، ولا يغيب عني اقرار حقيقة وعي جيش مصر بكل ما يجري فكان يعمل بصمت ضد تيارات الثقافة الشعبية التي بناها إعلام جاهل للغاية ما ارتفع لمستوى فهم ما يجري.

في لبنان الصغير مثل حيٌّ، في لبنان أصر أذناب السعودية وأدواتها من أغلبية سنيِّة قادها تيار المستقبل ومن أقلية مسيحية قادها جعجع على السير في المسار السعودي القطري العدائي لسوريا،
وذات الوقت في لبنان من فهم لعبة ما يجري في سوريا والعراق لتنضم أغلبية المسيحيين و35% من سنّة لبنان لمحور المقاومة الذي بادر للاشتباك مع التكفيرين في سوريا ليثير جدلاً شعبياً أخذه الجيش اللبناني على محمل الجد فتحصن وتجهّز بصمت –كما جيش مصر- لمواجهات طرابلس، الفرق بين سيناء وشمال لبنان –طرابلس وعرسال- لا ينحصر في المساحة الجغرافية الهائلة بل يمتد لهوة الإمكانات العسكرية الكبيرة بين الجيشين،
وذات الوقت في اليمن من فهم اللعبة من الحوثيّين والجنوبيين فتحركا بوعي سياسي بالتوازي مع وعي واستعداد عسكريين حوثيين.

المشترك الواضح بين لبنان واليمن وضوح الدور السعودي في تنفيذ مخططات أعداء المنطقة، هذا الدور لا زال غير واضح لأغلب المصريين المخدوعيين بغشاوة المنح والمساعدات الاقتصادية بالإضافة لغشاوة إعادة بعث أنفاق غزة، الرئاسة صرحت بمساندة خارجية لمنفذي العملية الأخيرة –وهو اتهام صحيح- لكن عدم التصريح به أخذ المصريين بعيداً عن الممول الأكبر،
أشرت في مقالي السابق لدور الأموال في خلق البيئة الحاضنة في شمال سيناء والتي تصادف ملاصقتها لقطاع غزة، والأموال السيناوية لها مصدران: أولهما مموّل تخريب العراق وسوريا واليمن وليبيا ولا أظن أنه خاف على أحد، وثانيهما أموال تجارة المخدرات ومصدرها كذلك معروف،
باختصار أقول أن الأموال في سيناء أكبر بكثير من الأسلحة فيها منبهاً الجميع أن محدودية الأسلحة ما كان حرصاً على مصر بل هو حرصٌ على إسرائيل التي تتخوف من انفلاب على وتيرة غزوة برجي نيويورك، مذكراً بأن لا خطوط فاصلة بين إسرائيل وبندر بن سلطان ولا بينهم وبين تركي الفيصل.

صباحكم جميل .. على تطهير طرابلس .. وعلى محاصرة المجرمين في جرود عرسال في نار ثلوجها ..
وصباحكم جميل .. على تطهير اليمن من أذناب الجيران الرعاديد ..
وصباحكم جميل .. على تصفية البيئة الحاضنة السيناوية ..
وصباحكم جميل .. في قطاع غزة فحدود مصر مع غيركم هي أضعاف أضعاف أضعاف طول حدود القطاع مع مصر .. ومساحة تخزين السلاح فس سيناء هي أضعاف أضعاف أضعاف مساحة تخزين القطاع ..

فايز انعيم

 

إضافة منذ 10 عام
Fayez Eneim
23327
غير محدد

التعليقات

لا يوجد
zedony.com - A mmonem.com production. Privacy Policy