قَدْ يكونُ نُعاسُنا ليلَ أمسٍ على كَدَرٍ، فنصحوا على صباحٍ جميلٍ .. يشحنُ همّتنا على صُنْعِ غدٍ أَجمل قناة سما السورية الخاصة وفي مقدمة نشرة أخبار السابعة مساء أمس شابهت بين الراعي الأمريكي الحالي يراعي القرية الذي يضع أهل قريته من خطر الذئب ليذكرهم بدوره في حماية وأمان ثرواتهم، وعندما صار الذئب ذئاباً هرب إلى القرية وصوت صراخه عالياً في الآفاق وترك ما أُؤتمن عليه مستباحاً للذئاب وأهل القرية الذين اعتادوا على كذبه ومبالغاته لم يحركوا ساكناً،
في الوقت الذي بدأت فيه أمريكا تدرك فشل تحالفها –أو انكشاف كذبها- تحاول تغطية هذا الفشل كما أوضحنا بمقال الأمس،
وبالأمس نفت روسيا الاتحادية كذبة أمريكية عن موافقتها على تبادل المعلومات الاستخباراتية عن داعش معها،
وبالأمس صرّح جواد ظريف ألا داعي لتمديد مباحثات النووي إذا فشلت الأطراف في الوصول لاتفاق نهائي قبل التاريخ المحدد في نوفمبر/تشرين2،
وبالأمس أصدرت الخارجية السورية قرارها بعدم موافقتها على أي مناطق منزوعة السلاح أو حظر طيران على الأراضي السورية،
صار الجميع لا يلقي بالاً لكلام مخرِّف، ياولداه على أمريكا.
المقاومة الشعبية لكوباني/عين العرب خيّبت آمال أمريكا وتركيا، فالدواعش صدّهم عن كوباني قوة ثلثها من جميلات كوباني، وبجهود سورية فشلت تركيا في الحصول على مقعد غير دائم في مجلس الأمن، خسرت تركيا الجولة أمام إسبانيا، خاب ظنّها في فسحة ما بوهم عضوية الاتحاد الأوروبي وخاب ظنها في مساندة أمريكية كرشوة مقابل انضمام للتحالف الدولي.
د. عبد الخالق فاروق –الخبير الاقتصادي المصري المتميز والمحجور عليه بالاعلام المصري- وفي لقاءه مع عمرو ناصف على قناة المنار وحلقة برنامج "ماذا بعد" مساء أمس أشار إلى التناقض بين نظرتي مصر والسعودية للأمن القومي الاستراتيجي المصري بل والعربي عموماً، وأبدى خشية عميقة من تأثير أمريكا والخليج على استقلال المصري السياسي والاقتصادي، لم يدهشني توافق تحليلاتي التي عرضتها في سلسلة مقالات سابقة مع تحليلات د. عبد الخالق لكن المدهش أن يتطابق مع تقييمي لأنصار الله الحوثي اليمني وأنه إضافة موجبة لمصلحة مفهوم مصر للأمن القومي الاستراتيجي فهو –على الأقل- يحارب القاعدة والاخوان الهادمين للأمن القومي الاستراتيجي العربي والمصري وهما واحد بالمناسبة،
وجدت محللاّ مصريا آخر يقف على عكس جهابذة مصر في تحليل موضوع أنصار الله وهم الجهابذة المصرّون على خطورة سيطرة الحوثيين على اليمن على أمن مصر القومي، كما توافق د. عبد الخاق معنا في أهمية سوريا الأسد العروبية للأمن القومي المصري والعربي، كنت أتوقع أن تستفيد مصر أكثر من فكر ودراسات د. عبد الخالق وحقيقة عدم الاستفادة منه خسارة كبيرة لمصر.
الجميع يتحدث عن تدخل عسكري مصري أثّر على تطوّر في أداء الجيش الليبي بقيادة حفتر، واستقرائي كان وما زال أن مصر لن تتدخل في ليبيا لكي تقطع الطريق على تدخلات الدول في الشأن الليبي وهذا التدخل –في رأي مصر- هو الذي أوصل ليبيا للحال الذي هي عليه، متحدث الخارجية المصرية أكد ذلك وشرح أن وقوف مصر بجانب الشرعية الليبية التي نتجت عن الانتخابات الأخيرة تتمثل في بناء مؤسسات الدولة.
أخيراً وقعت مصر والسودان وأثيوبيا على اتفاق تعيين استشاري يدرس تأثيرات سد النهضة على السودان ومصر ومن ثمّ وضع الحلول التي تحفظ للشركاء الثلاثة حقوقهم، مذيع الخبر علّق عليه قائلاً:
ربنا يستر وهو ما يعني وقوعه تحت الهوجة الاعلامية التي علا صراخها بكلام ينقصه العلم والسياسة والكياسة.
صباحكم جميل .. هذه الجمعة وكل جمعة ..
فايز انعيم