قَدْ يكونُ نُعاسُنا ليلَ أمسٍ على كَدَرٍ، فنصحوا على صباحٍ جميلٍ .. يشحنُ همّتنا على صُنْعِ غدٍ أَجمل كان التوحه الرئيس لمقال صباح اليوم لاحتمال التدخل العسكري التركي في سوريا بعد أن أجازه البرلمان التركي أمس، كانت هناك بالأمس عقبات أمام تحضيري لعناصر المقال مما سيؤثر على تفاصيله بعدما أخر نشره للوقت هذا.
تركيا التي نفذ منها داعش لسوريا والعراق، وتركيا التي فكت أسر داعش لكل موظفي قنصليتها وأطفالهم بسهولة مستغربَة لمن يصدق أن داعش ليست أداة لتركيا ولا السعودية ولا قطر، خاصة وأنهم لم يروا مظاهر أسر على وجوه ولباس وأجساد استمر لأكثر من شهرين، لا بأس من التغاضي عن هذه الملاحظة، نعم تركيا دفعت دواعشها لمهاجمة أو تهديد قرى وبلدات سورية ذات غالبية كردية تمتد على امتداد حدودها مع سوريا، تجاوزت داعش الحسكة التي يتواجد بها قوات حكومية إلى القرى والبلدات الواقعة تحت سيطرة مجموعات تكفيرية يقوم الجيش السوري بتطهير سوريا منهم بالتدريج،
قد يقفز لذهن إياهم ما يرددونه ضلالاً وتضليلا عن علاقة الدولة السورية بداعش وينسى هؤلاء أن داعش تُرتب لها صنّاعها بيئة عملها بحيث تحقق انتصارات سريعة ومبهرة يتشابه مع ترتيبات أمريكية وغربية لجيش إسرائيل، لنتذكر الأمس القريب ترتيبات اجتياح داعش لثلاث محافظات عراقية ذات أغلبية سنية وتماثلها مع التمهيد لحرب 67، كلاهما انتهى باجتياح صاعق لذي الحظوة تم خلال أيام على جيوش تم تضخيم استعداداتها وكلاهما لم ينتهيا لانهيار المجتمعات،
أعود لتركيا التي تعيد العالم لبدايات الحرب على سوريا وطلبها الصفيق برغبتها إسقاط الأسد وشرطها إقامة مناطق آمنة لتحرك قواتها، وأنا لن أناقش من يتصور أن مجده المستقبلي في عودته للوراء التليد والمتلبد في ذهن تخلّف عقلي وأختصر أن موضوع تركيا هو فاشوش من الفشاويش ولكني لا أفصله عن مسار اسرائيل في تكوين منطقة عازلة على تماس الجولان المحتل بسيطرة معتدلي أوباما وحماية إسرائيل، كلاهما لن يصير.
صباحكم جميل .. يوم عرفة .. ووعد الشرفاء أمام ربِّ الحج ألا نفرط في أوطاننا .. وأن ننتبه للتشويه المقصود لأنصار الله باليمن كما تصدينا للتشويه الذي تعرض له حزب الله والتشويه الذي تتعرض له إيران وسوري وكلهم –ياسبحان الله- في محور مقاومة وجود اسرائيل ومقاومة سيطرة أمريكية صار ظاهراً استنزافها لثروات أبناءنا وأحفادنا،
في وطننا هذا، وفي يومنا هذا، وفي ساعتنا هذه، وبوعينا هذا ... نجدد العهد وألقاكم على الخير يوم الثلاثاء.
فايز انعيم