استغرب ان اسهو عن رفع المقال فجر اليوم واكتشفت ذلك الآن، عذراً.
قَدْ يكونُ نُعاسُنا ليلَ أمسٍ على كَدَرٍ، فنصحوا على صباحٍ جميلٍ .. يشحنُ همّتنا على صُنْعِ غدٍ أَجمل البنتاجون كشف سراً فظيعاً إذ صرّح أن الضربة الجوية التي تمت على شرق سوريا قد قام بمعظمها الجيش الأمريكي، مسارعة مملكة البحرين العظمى -وبصفاقة الأعراب- إلى تأكيد مشاركتها مع أمريكا، تلك المسارعة التي أقنعتني –وأمثالي من السذّج- أن قوات مملكة البحرين العظمى كانت العنصر الرئيس في هذه الغارة بل قائدها، وأصدر البنتاجون كذلك فيديوهات نهارية لقصف مبانٍ يُفترض أنها مراكز داعشية أو خرسانية، التهويل الغربي أن منتسبيها هم ممن تربى بالغرب وأنهم سيهاجمون فط أهدافاً في أوروبا وأمريكا، باختصار: الشباب من عندهم والتدريب على الاجرام فينا عندنا ثم بعد أتقانهم الاجرام سيعودون ليمارسوه عليهم عندهم، معادلة سهلة،
المضحك المبكي أن الطيران السوري كان يقصف أهدافاً مماثلة وكان متهماً بأنه يقذف بالبراميل على الشعب الأعزل، أما الآن فإن أمريكا تقصف مراكز إرهابية،
أدوات أمريكا تحرج البنتاجون بأعداد ضحايا داعش الناتج عن عمليات قصفه الجوي في سوريا، وأظنهم –وبعض الظن إثم- يتوقعون أن تترك داعش وخراسان المساحات المقصوفة وتحل فيها معارضة السعوأمريكية المعتدلة! صحيفة المنار المقدسية تتفق مع ما ذهبت له، المؤكد أنه لا الخسائر ولا القصف الجوي كافٍ لتفريغ الجغرافيا المقصوفة من الارهابيين، الجيش النظامي الأمريكي بقواته الجوية الضاربة فشل أمام مقاومة فيتنام ولبنان والعراق وأفغانستان وهرب من ساحات المعارك معها، لا أشك في قناعة أمريكا أن جيش سوريا النظامي صار الجيش الأول الذي كسر القاعدة في حربة مع المجموعات المسلحة وأن حزب الله يختلف عن الصحوة،
وأنا أكتب هذه السطور صرح أحد قادة الجيش الحر رامي دالاتي بأن القصف الأمريكي لمناطق في ريف حلب قد قتل مدنيين ويتوقع أن أعمال القصف هذه ستستجلب غضب الشعب السوري على التحالف، وأضاف أحد قادة الائتلاف السوري أن القصف سيدفع السوريين الأبرياء للنزوح عن ديارهم مما يزيد من معاناتهم.
عودة الشريك البريطاني للتحالف صارت متوقعة فبريطانيا شرهة لمكاسب من وراء حملات التحالف على الدواعش وأظن كاميرون انطلت عليه مبالغات تلفزة الخليج في عدد قتلى الدواعش وهو لا يريد أن تخرج بريطانيا من المولد بلا حُمُّص الشام،
وفي الأردن –عضو تحالف محاربة الدواعش- استقبل أهل أبي قتادة قرار محكمة أمن الدولة بالافراج الفوري عنه لعدم كفاية الأدلّة بالتكبير وصلوات الشكر وما ناب حكومة الأردن إلا نفقات نقله بالهالة الأمنية من لندن لعَمّان،
موقف سوريا وإيران وروسيا هو موقف إدانة للقصف الجوي الأمريكي وكأنهم في على اتفاق على أن أمريكا ستفشل في القضاء على الارهاب جواً والاثباتات كثيرة تمتد من وزيرستان عبوراً باليمن إلى شمال وقلب إفريقيا، ليس ذلك فحسب بل هم على اتفاق في وقوع أمريكا في إحراج دولي كبير في تناقضها بين لوم قصف الجيش السوري لذات التي يتباهي الجيش الأمريكي بقصفها، حتى على الجغرافيا السورية فقد قصفت أمريكا بقوة حول عين عرب في ريف حلب الشمالي وبرغمه استمرت داعش بحصار البلدة بل وتتقدم ببطء نحو احتلالها، كما تكشّف الآن أن من منع داعش من احتلال أربيل كانت قوات إيرانية برية خاصة وكذلك كان حال منع داعش من اجتياح بغداد،
القرار الدولي الجديد تحت الفصل السابع بمنع الدول المجاورة للعراق وسوريا لتدفق الارهابيين وتسليحهم هو الوسيلة الأنجع والذي سيقصر كثيراً للجيشين السوري والعراقي مدة عملياتهم البرية للقضاء على كل الدواعش.
صباحكم جميل .. على فهمنا لنوايا أمريكا ومكرها سيحيق بها .. صباحكم جميل .. على زمننا ..
فايز انعيم