قَدْ يكونُ نُعاسُنا ليلَ أمسٍ على كَدَرٍ، فنصحوا على صباحٍ جميلٍ .. يشحنُ همّتنا على صُنْعِ غدٍ أَجمل قلت في مقال الأمس أن السعودية جادة في استجلاب قوة كفؤة وقادرة تتمركز على حدودها الجنوبية مع اليمن وقوة كفؤة وقادرة تتمركز على حدودها الشمالية مع داعش التي خلقت ودعمت مالاً وسلاحاً وأفراداً، وعلقت باستغرابي من إصرار أمريكا على العودة لشعارات رفعتها قبل أربع سنوات سقطت كلها، واستغرابي كذلك من وقاحة محاولات اعتلاء منصّة محاربة الارهاب من شخوصات اعتلتها قبل سنوات، فمثلاً واجهت كثير من دول العالم الإرهاب مثل روسيا والجزائر ومصر وسوريا مقابل ليس فقط إنكاراً أمريكياً بل على العكس تغذية هذا الارهاب وتمويله،
أما استغرابي الأكبر فهو ثبات آل سعود على عماهم أن يروا إنحسار الوجود البري للقوة الأمريكية فتدرك العجز الأمريكي عن التدخل العسكري البري ليس فقط في الشرق الأوسط بل وفي أوكرانيا، كان عليها أن تدرك أن صراخ أمريكا لم يعد يخيف أحداً، ويمتد استغرابي إلى عمى آل سعود في أن يدركوا محدودية قدرات إسرائيل في تعويض الانحسار الأمريكي عن الشرق الأوسط خاصة بعد حرب غـــزّة،
هذه السذاجة الأمريكية-السعودية كانت سببا في هذه البداية المتعثرة لمحاربة داعش والمشكلة الكبرى أن داعش تقرأها بوضوح والتي طبقاً للتوقعات ستقوم –وسط جموع الحجيج- بإعلان الخلافة رغم أني شخصيا أستبعد هذا نظراً لانحسار بريق داعش في كل من العراق وسوريا والانكسار يطال كذلك كل دواعش سوريا –المؤيدة من أمريكا والغرب ومن السعودية وقطر والأردن وتركيا- خاصة في القلب السوري، هذا الانكسار لن يسهل إقامة معسكرات تدريب المعارضة السورية في السعودية والذي استقرأ بعض المراقبين أنها ستكون حول مكة والمدينة للتدخل وقت اللزوم والذي سيتطلب –كما يرى ذات المراقبين- تحريك عدد من نازحي الأردن السوريين إلى السعودية رغم المخاوف السعودية من هذه القوات على أمنها.
بيان قمة منظومة شنغهاي قد بدا وكأنه مفصّل على مناهضة المسعى الأمريكي للتعربش بحلم القطب الواحد وهزّها لتصحوا من وهم سقطت به على واقع عالم جديد متعدد الأقطاب، روسيا التي ترأس منظومة شنغهاي هذا العام قد فتحت باب العضوية للقوى الآسيوية الصاعدة مما سيعزز قوّة المنظومة في إفشال طموحات أمريكا بالانفراد بالقرار العالمي والذي جلب على العالم الكثير من الحروب والكثير من سقوط الأرواح البريئة ناهيك عن الهزات الاقتصادية الهالمية.
صباحكم جميل ... وإسرائيل تتخبّط..
فايز انعيم