قَدْ يكونُ نُعاسُنا ليلَ أمسٍ على كَدَرٍ، فنصحوا على صباحٍ جميلٍ .. يشحنُ همّتنا على صُنْعِ غدٍ أَجمل لا معلومات حتى كتابة المقال عن عدد وماهية المشاركين في اجتماع جـــدة الذي سيعقد غدا الخميس، وذلك من بين الأربعين دولة التي قال كيري أنها انضمت للتحالف الدولي الذي أعلنت أمريكا فتح باب العضوية به لدرء خطر الدولة الاسلامية الداعشية التي أنشأتها أمريكا، درء خطرها الذي يهدد دول البترودولار الذي موّلها بالمال والسلاح والمجرمين، المراقبون يجمعون أن الجمل الأمريكي تمخض لكنه رسا على ولادة فأر،
أوباما فرح بقرار مجلس أمن تحت البند السابع وتوهم بأنه الحرامي الذكي الذي سيتسلق مواسير المجاري الخلفية ليدخل من نافذة صغيرة لحمام أومطبخ بعد أن استحال عليه اختراق الباب المحصّن، هذا الذكي أعلن أول من أمس أنه لا يملك الآن أي خطة لكيفية مواجهة الدةلة الاسلامية والقضاء عليها ليعلق جورج فريدمان أن جواب أوباما يقلق الأصدقاء ويفرح الأعداء وكان الأجدر برئيس أمريكا أن يلقي على حلفاءه السكوت الذي من ذهب، من المفترض أن يعرض أوباما اليوم الأربعاء خطته المزعومة وصدقوني لن يكون بها شيء.
وكذلك لا علم لدي حتى كتابة المقال لو أن مصر هي من ضمن افتراضات كيري الأربعينية ولا عن مشاركتها غداً بمؤتمر جـــدّة من عدمها، ما أنا متأكد منه أن سعود الفيصل الذي أجهض سعي مصر من مؤتمر الخمس وزراء خارجية في جـــدّة الاسبوع الماضي للوصول لحل سلمي لموضوع سوريا إصطدم بإصرار مصري على رفض التدخل العسكري في سوريا، وفي محاولة يائسة وبائسة لاستدراج مصر لهذا الائتلاف اصطحب سعود الفيصل مدير مخابراته في زيارة القاهرة هذا الاسبوع ليسمع ذات الكلام من الرئيس السيسي والذي جعل كيري يقرر اجتماع الائتلاف في جــــدّة.
قلت في مقال أمس أن أمريكا في ورطة، وقلت أن الأمل الوحيد لوجود قوة برية على كفاءة تهيئ لنجاح الائتلاف المزمع هو في جيش مصر من ناحية الاعداد أو العديد، وبدون مشاركة جيش مصر فالمخاض فأر، ومن الملفت للانتباه أن تقوم طائرات أمريكا وخلال امس وقبل أمس بـ 148 غارة جوية على داعش في العراق، ولا أظن هذا التكثيف الذي ما انتظر تشكيل الحكومة العراقية الجديدة كما تدعي أمريكا إلا ليقول لمصر أن الطيران الأمريكي سيقوم
بالضرب الجوي للارهاب الذي يهدد مصر سواء السيناوي القادم من .... -ما فيش داعي أسميه لكنه ليس غـــزة- أو الواحاتي القادم من ليبيا، مما سيسمح تكتيكياً بتمركز وحدات من نخبة الصاعقة المصرية على حدود السعودية مع العراق وعلى حدودها مع اليمن، فاليمن ياسادة بات تهديداً حقيقياً للسعودية يفوق تهديد الدواعش، حوثيو اليمن يقودون تحركاً شعبياً يطالب رئيس اليمن بوقف التخريب السعودي في اليمن والسعودية –للمعلومية- سحبت دبلوماسييها وأغلقت سفارتها في صنعاء.
أستقرئ أن قيادة مصر تدرك أن خطر داعش في العراق قد تراجع كثيراً وبدون ضربات أمريكا الجوية بل بالسلاح الروسي الذي سلمته روسيا للعراق من مخزونها الاستراتيجي وعلى رأس التسليح السوخوي التي قدّرت جيش العراق على الوصول السريع على مساحة العراق والصائد الليلي هليوكبتر الإم آي 28 وليس الأباتشي القابلة لاحتجاز المزاج والرضى الأمريكي.
وأستقرئ أن قيادة مصر تدرك كذلك أن أمريكا تعود لتهديد سوريا وأظنها اسطوانة صارت مشروخة خاصة بعد فشل تجربة صاروخ حيتس 2 –الذي تطايرت زعانفة لحظة إطلاقه- للتصدي لصاروخ أمريكي باليستي كبير أطلق باتجاه الكيان الصهيوني من البحر المتوسط حيث قامت غرفة عمليات إطلاق الصاروخ بإسقاطه على سواحل فلسطين المحتلة، البعض يقول أن السلاح الأمريكي مبرمج لكي لا يضرب بعضه بعضاً لذلك فشلت التجربة.
بعض المحللين المرموقين يرون أن هناك علامات على توافق إيراني-مصري-سعودي وأنا أختلف معهم، أمريكا لن تسمح للسعودية –لو تخلت عن بداوة الحهل- بعلاقات سعودية-إيرانية خارج عباءتها، وما رأيت بحياتي أن أمريكا تتشارك مع زعماء أقوياء بل تستعبد حكاماً ضعفاء.
صباحكم جميل ... وقد أجد عن مؤتمر جـــدّة ما يستحق الكتابة عنه ..
فايز انعيم