قَدْ يكونُ نُعاسُنا ليلَ أمسٍ على كَدَرٍ، فنصحوا على صباحٍ جميلٍ .. يشحنُ همّتنا على صُنْعِ غدٍ أَجمل إذن ناتو سيقود حملة تحجيم داعش في منطقتنا العربية على أحد الأقوال أو محورها من الوجود على قول آخر، يبدو أن ناتو باشا يحتاج لفشل ثاني –بعد فشله الأول في ليبيا- كي يتأهل لقبوله في نادي الفاشلين.
زيارات الامريكان لمصر من كونجرس ونواب ومخابرات وعسكر زادت هذه الأيام وكل الزيارات تصرّ على الاجتماع بالرجل القوي في مصر
الرئيس السيسي والحرص على التقاط الصور، قد تكون الانتخابات الأمريكية النصفية للمجلسين سبباً لهذا التزاحم ولن أنكره، لكنّي أعود للأيام التي تلت نجاح ثورة 1952 والتي تلاها تدافع الزوار الأمريكان لمقابلة الرجل القوي في مصر
كيرنيل ناصر ليتطابق المشهدان:
بين شخصية جمال عبد الناصر الوطنية الطموحة وصاحبة ورؤية مع اصرار على تحقيقها والواثقة ليس فقط بذاته بل بالشعب المصري القادر على البناء في ظل حصار غربي بقيادة أمريكا بمؤشرات من شخصية الرئيس السيسي الوطنية الطموحة ورؤية واضح إصرارها على الانجاز بقدرات الشعب المصري الذاتية ودون انتظار تدفق استثمارات كما ظن البعض وفي ظل حصار غربي تقوده –أيضاً- أمريكا.
بين ظروف انتهاء الحرب الكونية الثانية على ضعف الامبراطوريات القديمة –البريطانية والفرنسية- وبروز البديل المتمثل في قوتي أمريكا والاتحاد السوفيتي وتماثلها مع ظروف دولية تمثلت في انهيار القطب الأمريكي الأوحد بعد انتكاسات عسكرية واقتصادية له ولأدواته وبروز البديل المتمثل في عالم متعدد الأقطاب على رأسه الصين وروسيا الاتحادية وأعوانه من الدول والمنظومات الشابة والصاعدة اقتصادياً وعسكرياً.
بين ظروف غليان عربي ناتج عن نكبة فلسطين التي نتجت عن قيام إسرائيل التي جهزها الاستعمار الغربي بقوة تدمير هائلة للآمال العربية وتصاعد الفكر القومي العربي وكفاحه ضد الاستعمار وإسرائيل وعملاء الاستعمار وتماثلها مع ظروف غليان عربي ناتج عن تمدد الجماعات التكفيرية التي جهزها ذات الغرب بقوة تدميرية –وبالبترودولار- دمرت الكثير من منجزات الستين سنة الماضية.
توقفت بعد كتابة السطور عاليه من مقالي لمتابعة برنامج
ماذا بعد على المنار مع ضيف عمرو ناصف المحلل الاستراتيجي المصري أحمد عز الدين –فد أشرت له سابقاً- حيث كانت الحلقة تدور حول نفس موضوع هذا المقال الذي يستقرئ أن هناك تحرك أمريكي للتقليل من خسائرها بحيث يستقرئ عز الدين أن مسرحية تحضيرات جبهة حرب داعش تحت الناتو هو تحضير لحرب عالمية ثالثة، وأتفق معه أن تضخيم أمريكا لداعش مفتعل –كعادة أمريكا- خاصة بعد تراجع خطرها كثيراً بقوة الجيوش المحلية ومن المنطقي أن يتم إغلاق الموضوع بمساعدة قوي دول المنطقة، وأتفق معه أن المساعدة الايرانية والسورية فقط استطاعت إفشال زحف الدواعش إلى بغداد فحولت وجهتها لأربيل فتدخلت أمريكا جزئياً وتخلت عن شرط حكومة عراقية موحدة لتقديم دعمها لكني لا أتفق مع قيام حرب عالمية ثالثة.
قد تكون خطة أمريكا تتمثل في توريط مباشر لأوروبا وهي معهم ضمن التاتو لكنها تبقى بعيدة وتتدخل في المراحل الأخيرة كما فعلت في الحربين السابقتين، وأرى أن أمريكا تواجه عائقين أساسيين: الأول رفض ألماني قوي وثانيها أنها ستكون ضمن ساحة المعركة مع التقدم الهائل في منظومات القصف الفضائي الذي تتعرض له وأظن أول من سيختفي عن الخارطة أداتهم الكبرى.
صباحكم جميل .. وبالصدفة كلمنكم البارحة عن رفعت سيد أحمد واليوم عن أحمد عز الدين وهما مفكران استراتيجيان مصريان لا نراهما على القنوات المصرية إلا نادراً والخاسر هو المشاهد المصري، ورفع المقال مع الدقائق الأولى من صباح الجمعة حسب توقيت الاماراتٍ.
فايز انعيم