جزء من مقالة اليوم على صحيفة البناء لناصر قنديل

4
0

كتب المحرر السياسي

في غزة سقط المشروع المصري بسبب عدم دقة الحسابات، فالمقاومة ليست في مأزق، و»إسرائيل» يجب أن تدفع ثمن أمنها ما هو أعلى من مجرّد وقف النار، خصوصاً أنّ لدى حركة حماس حافزاً إضافياً للتشدّد في تبني مطالب المقاومة، وهو إفشال الدور المصري لحساباتها الإخوانية التي فرضت عليها قبول سقف أدنى عام 2012، الذي انطلقت منه المبادرة المصرية الحالية.

«إسرائيل» واصلت عدوانها رداً على الرفض الفلسطيني لوقف النار، ومعادلة التهدئة مقابل التهدئة والإصرار المشروع على وضع حدّ للعبة عرض القوة «الإسرائيلي» كلما سنحت الظروف، بينما أثبتت المقاومة قدرتها الصاروخية كماً ونوعاً، وطاولت بالمدى وبالنتائج ما يضع المبادرة بيدها، طالما لا تملك «إسرائيل» تغييراً في الموازين لا بعمل برّي ولا بتكرار بنك أهداف مستنفد.

تركيا تحسّن وضعها وتتقدّم كوسيط بديل مقابل تفاهم فلسطيني بين فصائل المقاومة على رفض المبادرة المصرية بصيغتها الراهنة، وخلاف بين موقفي حركتي الجهاد وحماس على مبدأ مرجعية الدور المصري.

على إيقاع الفشل «الإسرائيلي» وما يحققه محور المقاومة، نجح الجيش العراقي بعد محاولات كرّ وفرّ بدخول تكريت عاصمة محافظة صلاح الدين، المركز الأهمّ لتمكين الحكومة ورئيسها من تفاوض مريح، ترجم فوراً بالتوافق على انتخاب الدكتور سليم الجبوري لرئاسة مجلس النواب، ضمن تفاهم على سلة تفرض تسمية برهم صالح لتمثيل الأكراد في رئاسة الجمهورية والتراجع عن مشروع الانفصال، وترك رئاسة الحكومة للتحالف الوطني وبالتالي لكتلة رئيس الحكومة التي تشكل مركز الثقل فيه تسمية رئيس الحكومة المقبل، سواء كان نوري المالكي نفسه أو من يختاره هو لهذه المهمة.

السعودية التي تلقت النتائج العراقية كهزيمة والنتائج الفلسطينية كهزيمة ثانية، تدير فوضى تشريعية وحكومية لبنانية، للضغط على حلف المقاومة، بعد استنفاد ساحات اليمن والعراق وسورية وتحوّلها مصادر خسائر سعودية، فتتلاقى مع أحلام داعش والنصرة لملء فراغات أمنية لبنانية واحتلال المساحات المتاحة بدلاً من الأوهام بأرباح في سورية وتقدم في العراق بدت كلها محاطة بالشكوك.

بقي الوضع الأمني في أولوية الاهتمامات لدى معظم اللبنانيين من صور إلى البقاع، إلى التسوية التي تطبخ لموقوفي طرابلس قادة محاور ومسلحون بعد أن تقرّر رسمياً سحب هذا الملف من بعض الجهات التي تحاول استغلاله للتجييش المذهبي ولدفع أهالي الموقوفين نحو التطرف.

خسائر كبيرة للمسلحين في السلسلة الشرقية

ففي جرود عرسال والسلسلة الشرقية تمكّن عناصر حزب الله من تطهير مساحات واسعة من المجموعات المتطرفة التي كانت تستخدم المنطقة للقيام بأعمال إرهابية في غير منطقة لبنانية، وأشارت المعطيات إلى أن المسلحين تكبّدوا خسائر كبيرة قبل اضطرارهم للانسحاب من تلال استراتيجية عدة.

وفي الجانب الآخر من الحدود، واصل الجيش السوري تضييق الخناق على المسلحين الذين يستخدمون جرود عرسال للانتقال إلى جرود القلمون، وتمكنت القوات السورية من طرد المسلحين من مناطق واسعة والسيطرة على معظم المعابر غير الشرعية وكبدت المسلحين خسائر كبيرة.

وفي هذا السياق، ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن الطيران الحربي السوري نفذ أربع غارات على منطقة وادي حميد.

العدو يستمر بخرق السيادة مستغلاً إطلاق الصواريخ

وأما في منطقة صور، فقد وسّعت قوات الاحتلال «الإسرائيلي» ليل أول من أمس من دائرة قصفها لمحيط قرى المنطقة، مستغلة إطلاق صاروخين من سهل القليلة جنوب صور حيث انفجر أحد الصاروخين في مكانه.

وبينما طاول القصف «الإسرائيلي» منطقة المعلية والشاطئ المحيط بمخيم الرشيدية بالتزامن مع تحليق للطيران المعادي وإلقاء بالونات حرارية، لجأ كيان العدو إلى تقديم شكوى إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن، محمّلاً فيها «لبنان المسؤولية عن إطلاق الصواريخ» كذلك يتحضر لبنان لتقديم شكوى ضد الخروقات الصهيونية المستمرة للسيادة اللبنانية.

إلا أن اللافت في هذا الإطار، القلق الذي يساور قادة الاحتلال من تفاقم الوضع الأمني على الحدود الشمالية مع فلسطين المحتلة، ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» «الإسرائيلية» عن ضابط في جيش العدو تخوّفه من أن «تتعرّض «إسرائيل» لألف صاروخ يومياً بحال اندلعت الحرب على الجبهة الشمالية».

في غضون ذلك، أكد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل أنه سيتقدم بشكوى إلى الأمم المتحدة ضد العدوان الإسرائيلي على لبنان بانتظار ورود كل المعطيات لاكتمال الملف وإرسال شكوى إلى مجلس الأمن.

وشدد المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي بعد لقائه رئيس الحكومة تمام سلام في السراي الحكومي، على أنّ «الأمم المتحدة قلقة من إطلاق الصواريخ باتجاه الأراضي المحتلة من جنوب لبنان، وما تبع ذلك من ردّ إسرائيلي»، معتبراً «أنّها خروقات واضحة للقرار 1701 وتهديد خطير للهدوء في المنطقة وللاستقرار بشكل عام».

قضائياً، باشرت المحكمة العسكرية الدائمة برئاسة العميد الركن الطيار خليل ابراهيم المحاكمة. وقررت إبلاغ الشيخ أحمد الأسير والفنان فضل شاكر وآخرين لصقاً لعدم العثور. وأحضر الموقوفون وسترجأ الجلسة تمام الإجراءات الشكلية لجهة تنفيذ التبليغ لصقاً وتعيين محامين للذين لا محامي دفاع عنهم. كما وأرجئت جلسة محاكمة موقوفي عبرا إلى 26 آب المقبل.

انتقاء فايز انعيم

 

إضافة منذ 10 عام
Fayez Eneim
23327
غير محدد

التعليقات

لا يوجد
zedony.com - A mmonem.com production. Privacy Policy