تكلّم السيسي من القلب، خاطب الناس بلهجتهم ومفرداتهم التي يتداولونها فأوصل رسالته وأظنها وصلت، السيسي عاد بالناس لنكسة 1967 وأظهر للناس الآن كيف واجه ناس 1967 من كل العرب النكسة وانطلق بهم عنوان "إن ما أُخذ بالقوة .. لا يُسترد بغير القوة" ورسم لناس الآن كيف كان ناس 1967 يقفون في طوابير التموين المقنن وتحملوه على انتظار 1973.
ذهب السيسي للبنك كمصري من الناس ووقف على الكاونتر كالناس وقدّم تبرعه كالناس وسينجح في انتشال مصر من وعكتها كالناس، انتظروا خطاب 10 رمضان بعد سنتين من الآن، وأذكّر: تعرضت مصر الناصرية لحصار اقتصادي من الغرب ومن أغنياءها لكبح جماح مصر نحو تنمية حقيقية لمصر وكان رد عبد الناصر وناس مصر أن أعادوا أملاك ناس مصر لناس مصر من أراضٍ زراعية وقناة سويس وشركات تأمين وبنوك، وإذا تعرضت مصر لذات الحصار ومن ذات الفئة، فهل ستختلف ردة فعل سيسي مصر والناس عن ناصر مصر والناس؟
خاطب اللبيب بالإشارة إلى مظاهرات 1977 وعلى اللبيب أن يلتقط كيف تغيّر ناس 1967 وتحولوا إلى ناس 1977 الذين رغم أن السادات وصفهم بالحرامية فقد لحس كل قراراته وقتها ليغرق في الضحك على الناس بديموقراطية المنابر وتتراكم الديون فتفقد مصر قواها الواحدة تلو الأخرى إلى أن تمً تسليم قوة الأزهر إلى إبن باز ليستشري الجهل الديني على ما رأينا ولعل رسائل اللبيب ستصل إلى ذوي الألباب حقا وصدقا.
كنت أتوقع أن يتواضع من شلخ مقاومة غزة عن ظهيرها الأوحد -الذي ليس فقط الوحيد الذي يذكر فلسطين في أدبياته بل مصدر تدريبها وتسليحا وماليتها- محور إيران-سوريا-حزب الله ويذهب ليربطها بعدو هذا المحور بالإخوان والعربان والناتو وتكون تصريحاته بلون العودة للحق باعتذار لشعب غزة ولإخوتهم في المقاومة الغزّية وباعتذار لما تسببوا به من سلبيات على قضية فلسطين عموما، كنت أتوقع ألا تتمادى في إظهار مظلومية –كدأب إخواني عتيد- جولة القصف عن بعد الحالية وكأنها حرب على حماس فقط كما تروج إسرائيل لكي يعودوا لقراءة الواقع كما هو فيعودوا لخط الصواب، هدانا الله له.
لن يتخطى ما يجري الآن على قطاع غزة عن أن يكون موجة قصف عن بعد ثالثة ليس إلا ولن تجرؤ إسرائيل عن تخطي هذا الخط، وصباحكم جميل
فايز انعيم