توني بلير مستشار اقتصادي لمصر خبرٌ قرأته بالأمس على شريط أخبار قناة الغد العربي الإماراتية، لم أكترث لأول وهلة للخبر لخروجه عن السياق المنطقي لمؤسسة الرئاسة بمصر بعد رأسها الجديد، خروجه عن مؤسسة إماراتية جعلني أعود عن إهمالي للخبر فبحثت عن مصدره لأجده الجارديان البريطانية والتي قالت أن الإمارات قد تعاقدت مع مؤسسة توني بلير لدراسة سبل المساعدات الإماراتية للنهوض باقتصاد مصر وبتركيز شديد أن الإمارات –وليس مصر- هي التي ستتحمل تكاليف هذا العقد الاستشاري.
توقفت عند هذا الحد من التفاصيل لأستعرض المرّات التي تورطت فيها الإمارات العربية المتحدة في بالونات تطبيع الخليج البترودولاري مع إسرائيل ولست بقادر –كمراقب- أن أوفق بين مواقف الشيخ زايد آل نهيان مع مواقف أحد أولاده على رأس مؤسسة هامّة من مؤسسات الدولة الاماراتية، مواقف منزوية خلف البترودولار الأكبر لا أقرأفيها إلا توريطا لإمارات قد يشوه إمارات الشيخ زايد رحمه الله.
بالتوازي مع الجارديان الديموقراطية، قامت ال السي إن إن وال بي بي سي بنقل مباشر لوقائع دفن 3 جثث لشبان إسرائيليين لا يقطعه أي شي وتجاهلت بالكامل واقعة اختطاف شاب فلسطيني بواسطة المستوطنين وتعذيبه حتى الموت والتمثيل بجثته ثم حرقها ورفض السلطات الاسرائيلية تسليم بقايا جثته لأهله،
سبق للاعلام المصري أن شن حملات صورت دولاً كأعداء لمصر بل وألدّاء ليتفاجأ شعب مصر أن مسار الرئاسة كان معاكساً لحملات الاعلام فبلع الإعلام ألسنته مشيراً للسودان وإثيوبيا والجزائر، لست أدري على ماذا يعتمد الاعلام المصري الآن في حملته على إيران وأنها تتآمر مع تركيا وأمريكا على مصر وأقصد على أية مستندات أو معلومات أو أخبار أو تسريبات والمدهش أن يقع في هذا أسماء لم أكن أتصور وقوعها في هذا وآخرهم تهاني الجبالي،
أزعم أنني متابع لصيق لمباحثات النووي الإيراني وأعرف أن إيران رفضت أي ربط بينه وبين أي قضايا أخرى بل قد أعلنت أن كل القضايا الأخرى –سوريا، العراق، الارهاب، فلسطين، ...- يمكن بحثها بعد توقيع اتفاق النووي النهائي حيث أعلنت إيران صراحة أن الاتفاق النووي هو اختبار شعب إيران لحسن نوايا أمريكا ورغبتها الحقيقية بالتعاون.
باختصار أقول أن على رأس السياسة الايرانية مفكرون ومخططون استراتيجيّون لهم خطوط وحدود محددة وليس على رأسها سادات يفرط فيما بيده من عناصر قوة ليحبطه عدم تقدير أمريما وإسرائيل لخطواته التفريطية، وأحيل من سيغضب من صراحتي قراءة مذكرات المشير الجمسي التي انتهيت من قراءتها تواً وكتابات أحمد بهاء الدين وإبراهيم كامل مما يرفع أي شك في نوايايا بإحالة الغفل إلى كتابات أجنبي ككتابات كسينجر وديان ووايزمان وغيرهم، وأختم باستغرابي من إبقاء السادات بطلاً قوميا لمصر بعد كل ما كتب محمد فوزي وابراهيم كامل وأحمد بهاء الدين وهيكل والجمسي والأدهى أن تصرفاته لم تقتصر على الدور السياسي بل تصرفات عسكرية أسهمت بالتحول الرئيس لانتصار أكتوبر إلى حرج عسكري كبير للجيش المصر ثم كامب ديفيد ثم ما نعانيه الآن من سيناء الملأى بالارهابيين ونشروا ميكروباتهم في بر مصر.
فايو انعيم