عذراً لتأخري في مقال اليوم لانشغال ضروري صباح هذا اليوم، فعادة ما اضع مواضيع ما سأكتب عنه صباح الغد ليكون مواكباً للأحداث مضمناً المقال عدة أحداث أو أخبار، وتطور الكتابة يفرض عليّ أن أستبعد بعض العناوين خاصة لو استفاض الكلام في موضوع واحد.
مساء أمس كانت لي أطول وقفة مشاهدة لكاس العالم والتي امتدت لحوالي الساعة، ولا أخفي متعة أن أعود لأشاهد فريق الجزائر الذي عودنا على أداء الأنداد وليس أداء إثبات وجود، هاردلك جزائر.
قد تستغربون من الشفقة التي أصبحت أحملها لأمريكا من تكرار تحول كل صدمة وترويع تقوم بها حول العالم تتحول إلى خيبة عجيبة بدءً من خيبتها أمام جلجامش بلاد الرافدين، مرورأ بمسلسل إخفاقاتها مع إيران ومع حزب الله ومع سوريا ومع جورجيا ومع أوكرانيا تعود أمريكا لإخفاق جديد –وقد يكون الأضخم- في العراق حيث بدأ مسلسل الاخفاقات.
لنقتر أكثر، بعد انهيار الاتحاد السوفييتي استعدت أمريكا ليكون القرن 21 قرنا أمريكيا خالصاً كقطب واحد، كان متوقعاً إذن أن تطوّر أدواتها في إسرائيل والبترودولار وظنّت أن بدخول مصر في كامب ديفيد والأردن في وادي عربة تستطيع الانفراد بمسح القضية الفلسطينية من ذاكرة العرب والعالم، مع مطلع القرن هربت إسرائيل من جنوب لبنان تحت ضربات المقاومة كما فشلت في كبت روح المقاومة بعد هذا الانسحاب وقامت بضرب روحنا بإقدامها على احتلال العراق فوقعت وأتباعها من دول الاعتدال والبترودولار في هزيمة نكراء لجيش إسرائيل فى تموز/يوليو 2006 وعلى أرض جنوب لبنان فتحقق بل وتثبت البيت الأوهن من بيت العنكبوت التي انطلقت في أيار/مايو 2000 من جنوب لبنان.
توسع حلف المقاومة بدخول روسيا كعضو أساسي به ولم تدرك لا أمريكا ولا الغرب وإسرائيل بل وتبعها البترودولار، لم تدرك البعد الاستراتيجي لدخول روسيا الاتحادية وبدأ الحاوي الأمريكي بإخراج ثعابين من جيوبه ليشتت الحليف الروسي وكل ثعبان تخرجه ينقلب ليلدغها في ظاهرة غريبة وكأن تدريب الثعابين على اللدغ الذي تم على اللحم الأمريكي جعل هذه الثعابين لا تستسيغ أي لحم آخر غير اللحم الأمريكي اللذيذ:
خذ مثلا: فتحوا أوكرانيا فاستعادت روسيا القرم –والباقي قادم- وبقيت روسيا مع محور المقاومة،
وفتحوا العراق وتباطئوا في تطبيق الاتفاق لزيادة الضغط لتتحول العراق إلى روسيا الاتحادية وعلى المكشوف، طائرات سوخوي 25 حديثة وبأطقمها الفنية لمساعدة الجيش العراقي على سرعة كسر الهجمة الداعشية بل والقضاء عليها وسبقتها ضربات جوّية من الطيران السوري الذي قد يكون أخذ الاذن الأمريكي.
أنا شفقان بالشامي على أمريكا.
فايز انعيم