طبخ الليل

3
0

مسلسل فشل البترودولار والغرب عموما بدأ مع فوز المالكي بفارق كبير جداً عن أقرب المنافسين رغم الضخ المالي الكبير وانتهى في وقف الانتخابات السورية التي فاز فيها الأسد –كذلك- فوزاً كاسحاً وكان الزحف الجماهيري في الحالين مبهراً، ولو دققنا في ردّة فعل الغرب والبترودولار لرأينا أنه سلّط الضوء على تصفير ناتج انتخابات سوريا ووضع نتائج مالكي العراق في الظل بل ومحاولته –تحت الطاولة- إفشال المالكي في تجميع قوى عراقية تحمل فكراً وطنياً واحداً لتشكيل أغلبية نيابية تدعم حكومة فاعلة لإخراج العراق من حالة الشلل.

ولو دققنا في الصورة وجدنا أن بعض المحللين سلّط الأضواء على قطر والجزيرة وعلاقتهما بإسرائيل وتغاضى عن تواصل الاستخبارات السعودية مع الاستخبارات الاسرائيلية وعلى صفقاتهما في تسليح وتدريب علاج مصابي مجرمي سوريا من داعش ونصرة وجبهة إسلامية وكأن البترودولار تصرّف باستقلال عن أمريكا وإسرائيل فتقدم لمساعدة مصر ضد الهجمة الأمريكية فاكتفوا هؤلاء المحللون في طمس التناقض الواضح بين أن يتناقض حال البترودولار في تعامله مع ذات المجرمين في محور العراق وسوريا وتعامله مع ذات المجرمين في مصر.

نعم كررت هذا في مقالات سابقة لكنّي أكرره اليوم بعد أن صحوت على انقلاب الرسائل الاعلامية في مصر والتي تغيّرت رسالتها عن داعش من جماعة إرهابية قتلت حتى أمس أكثر من عشرة أئمة جوامع سنية لم تبايعها على الولاء والطاعة ليصيروا ثوّار سنَّة في وجه المالكي وامتد خلطهم إلى قراءة ملفقة لخطاب روحاني ليقدموه وكأنه يتآمر مع أمريكا ضد السنّة وأمريكا ستساعد إيران –أيوا إيران- على غزو السعودية والبحرين والعراق ومصر وسورية ليبيا واليمن بالتشييع والحسينيات وستسكت أمريكا عن القنبلة النووية الإيرانية، كما يمكنني أن أتصور إختيارين لإيران تطلب أحدهما، الأول القضاء على إسرائيل لكي يتم لها السيطرة على العالم العربي بالاتفاق مع أمريكا، أو أن يتم الاتفاق بين إيران وإسرائيل على تقاسم النفوذ على العالم العربي بعد أن تستبعد أمريكا تركيا عضو الناتو من هذه المعادلة.

آسف على هذا الهذر الذي أطلقت لكني مندهش من انقلاب المحللين إلى اللامنطق في تركيبات شاذة فيضيفوا أنفسهم لشلة عبد الباري عطوان وعزمي بشارة وسعد الدين إبراهيم والكارنيجيين.

أعود بكم للجد، الجيش العربي السوري أخذ من زحف الشعب السوري وانتخاب أسده البشار التفويض الكامل وتقدّم بعيداً عن متابعة الإعلام في كل أنحاء التراب السوري واستكمل صباح اليوم سيطرته على المعبر الحدودي بين تركيا واللاذقية فقبر غزوة الأنفال بالكامل، ومن الجدير ذكره أن الأتراك كرروا ما يقوم به الجيش الأردني من قتل كل من ينسحب إلى أراضيه فقاموا بمنع الفارين المجرمين من عبور الحدود ليعودوا إما لموت أو استسلام،

وكنت أتوقع أن يتم الربط بين التقدّم المتسارع للجيش العربي السوري مع ما حدث في نينوى العراق وقراءة مفرداته على حقيقتها فمفاتيح السلطة في محافظة الموصل موزعة على سنّة النجيفي المسنودة تركياً وكرد البرزاني وكلاهما ضد حكومة العراق المركزية ويشتركان بسرقة بترول العراق وبيعه مباشرة لتركيا وبأسعار بخسة، حقائق كنت آمل من محللين استراتيجين فطاحل أخذها بعين الاعتبار وأمامهم الانشاءات المسعورة لتحصينات كردية لكركوك التي تم اقتناصها بالكامل.

فايز انعيم

 

إضافة منذ 10 عام
Fayez Eneim
23327
غير محدد

التعليقات

محمد عبد المنعم منذ 10 عام
ياله من عنوان معبر فعلا

نشكرك على مقالك وأعدك بتطويرات مهمة قريبة بإذن الله في زيدوني كمحاولة متواضعة كي تجعل زيدوني أهلا لنشر مقالاتك
Fayez Eneim منذ 10 عام
أنت تخجلني بكلامك
zedony.com - A mmonem.com production. Privacy Policy