أخبار سيطرة داعش على مدينة الموصل لم تثر بي أي خوف على العراق مع ضربات الجيش العربي السوري المتقنة ليس فقط لداعش، بل لكل أخواتها من نصرات وجبهات وكلها سبحان الله يذيلونها بإسلامهم. كانت ردّة فعلي حقيقة غاضبة اقتصرت على صفحة الفيسبوك باستفهام مفاده أن متى سيدرك السنّة أن كل جماعات القتل والتدمير والفساد جماعات سنِّية المرجع وتقوم بكل شوائنها تجللها بالتكبير لإلاههم الذي أباح لهم أرواح والناس وأموالهم وأعراضهم ومصانعهم وكهربائهم ومدارسهم ومستشفياتهم وتتغطّى هذه المجموعات إما بتأييد صريح الذي لو تضاءل لاستقر عند التبرير لأعمالهم.
البترودولار السنِّي الذي تناغم بالكامل مع أهداف أمريكية-إسرائيلية قد موّل وساند إسقاط دولة العراق التي كانت –دققوا ملاحظة أنها- حكومة سنّية تظلم الأغلبية الشيعية وهو ذات البترودولار السنّي الذي يظلم شيعة يسكنون فوق خزائن البترودولار، وذات الترودولار السنّي يستمر في تناغمه مع ذات الأهداف الأمرواسرائيلية بدعوى استرداد حقوق السنّة في الحكم في العراق فتمول القاعدة السنّية لقتل الشيعة وتدمير مزاراتهم مؤسساً لفتنة مذهبية كبرى شملت كل العالم العربي والاسلامي بدرجات كان أدناها تربية الحقد والكره في غالبية جيل السنّة الحالي مشيراً إلى أن جيلنا –وأنا ستيني العمر- لم نكن نعرف أن هناك فرقة اسلامية نكرهها ولا أن نكفرها ونقتلها، نعم كنّا ننتقد غلو ما بالتشيع وبذات الوقت غلو ما بالتسنّن إن صحّ القياس الذي أبتدع.
باختصار شديد الاستهدافات لمحور المقاومة له هدف واحد أوحد وواضح بجلاء يتمثل في مصالح الغرب التي أساسها إسرائيل القوية المهيمنة على فتافيت تجمعات عربية-اسلامية متناحرة تستعين بها ولمن يعرف التاريخ ويقرأ تسعى لخلق وضع دول الطوائف بالأندلس، فسوريا حافظ الأسد رفضت تجزئة القضية بصلح منفرد على شاكلة كامب ديفيد ووادي عربة وتمسكت بالحل العادل للقضية الفلسطينية ودخلت في تعاون استراتيجي مع إيران ما بعد الشاه وعارضت –وحيدة- حرب العراق إيران بدعوى حماية جبهة العرب الشرقية وزادت في دعمها للمقاومات العربية وعلى رأسها المقاومة اللبنانية، وسوريا بشار الأسد وقفت ضد غزو العراق ورفضت –وحيدة- طلبات كولن باول التسعة بعد إحتلال العراق واستمرت في تطوير المقاومة اللبنانية عبورأ بنصرها عام 2006 بحرب طالت ل 33 يوماً ثم بوصول لبنان الصغير إلى مستوى الردع أمام قوة إسرائيل المصنّفة دولياً على رقم 6، رئيس أركان جيش إسرائيل صنّف قوة حزب الله على رقم 7 –أي بعد جيش إسرائيل- وبدون تردد أقول أن قوة حزب الله تتقدم على إسرائيل بالفرق الشاسع بين كلفتي التدمير عند كل منهما في أي حرب قادمة ذلك دون الخوض بما أعلن عنه حزب الله أن الحرب القادمة ستضم جغرافية الجليل ولن تقتصر فقط على جنوب لبنان، واستطرد بثقة أن كل جغرافية الجولان ستكون ضمن ساحة الاشتباكات.
لم ترض أمريكا أن يعود المالكي –الذي رفض قطعاً التوقيع على امتياز أفراد الجيش الأمريكي- بنصر كاسح في انتخابات العراق الأخيرة، كما لم ترضَ عن نتائج انتخاب الرئاسة السورية الكاسحة وعياناً محاولات أمريكا وأدواتها تغيير إرادة الغالبية بفرض أعوانها وأدواتها فانزلقوا إلى فشل جديد أراه متحققاً، نعم تتواتر الأخبار –أثناء كتابة هذا المقال- يتسارع على القنوات، بل ومن المؤمل أن يسارع في إدماج كامل للعراق في محور المقاومة.
سينحصر انتشار داعش في الصحراء التي بين العراق وسوريا وذلك ضمن خطة الإطباق النهائية عليهم ملفتاً انتباه القراء أن الجيش العربي السوري يغض النظر عن الرقّة لكي يجمعهم حولها، وبخبر عاجل الآن يصرِّح لافروف أنَّ مغامرة العراق الحالية تعبّر عن فشل جديد لأمريكا وبريطانيا وقبل هذا نفى أوباما أن أمريكا ستعود للقتال في العراق وقبلهما تصريح روحاني الذي قال أن إيران لن تسمح بوجود هؤلاء المجرمين على حدودها وستتدخل لو استدعى الأمر وتصريح الأسد ليلة أمس بأنتهاء جنيف بضربة الشعب السوري القاضية وثقتها أن الجيش العراقي -الذي تمنع أمريكا عنة تسلم مشتروات أسلحة بقيمة 14 مليار دولار- قادرٌ بإصدقاءه الحقيقيين على القضاء على داعش.
أكرر امنياتي أن يراجع السنّة أنفسهم ويدركوا أن التعصب الجاهل هو الذي يخرج من بين ظهرانيهم مجرمين يعيثون في الأرض فساداً ويكبِّرون على ما يفعلون.
فايز انعيم