لا أخفي عديد المرات التي توقفت فيها عن إتمام مشاريع مقالات خلال الخمسة أيام الأخيرة، واختيار عنوان المقال يعبّر عن حقيقة أن أستبق إعلان فوز السيسي بالرئاسة رسمياً الذي سيجري غداً وحقيقة استباق أن أرى زحف السوريين داخل بلدهم ووطنهم إلى صناديق الانتخابات بل وسينتخبون الأسد وبنسبة عالية جدأ وستتسق مع عودة عصر النسب العالية –كما نشر أحدهم على الفيسبوك على سبيا الاستهجان.
والحقيقة كذلك أن بعض ما قد جرى اليوم وأمس وأول أمس وأول أول أمس و.. كنا قد استقرأناه –كمحللين- فتحول الاستقراء إلى حقائق وقعت على الأرض، ثمَّ ما الذي استجد على قدرة الاستقراء على أن الأسد لفترة رئاسية قادمة وقد صار من الصعوبة على أمريكا والغرب رفض هذا الواقع الأسدي المستجد وواقع الثبات القوي لمحور المقاومة.
سبق أن قلنا أن لا متاح أمام حماس إلا المصالحة وان الاختيار الوحيد المتاح لحماس للابقاء على صورة المقاوم أن تخرج علناً من الحكومة بعد أن زال ستار مرسي وإخوانه الذي ستر قبول حماس لاسرائيل وأمور أخرى أخطر لاداعي لثارتها حيث سقطت وإلى غير رجعة، كما أكسبت منظمة التحرير دفعة تفاوض ذكي أحبط مخططات إسرائيل وتسبب في إرباك حقيقي للإدارة الأمريكية والتي فقدت أي توقع بذكاء اسرائيلي يلتقط الفرصة الحالية لتأمين وجودها، ولعلي واثقاً أضم إلى المحبطَين –أمريكا وإسرائيل- دولاً أعرابية ذهبت المصالحة بأمل ثبات كراسيهم.
إتفاق المصالحة وضع على الأرض حقل ألغام أحاط بحدِّ الثوابت الوطنية وكل من سيحاول التذاكي عليها سيضطر إلى التقافز على حقل ألغام لا يدري حساسية محفز الانفجار، وما أراه أن الألغام في غالبيتها صناعة فلسطينية تعمل محساتها على حكومة إسرائيل التي بدأت تتحسس تعاظم الحصار السرطاني حولها والذي بدأ يقترب من رقبتها.
ولعل السؤال الآن هو ما هي اتجاهات سير الأمور؟
على الجانب الاسرائيلي أكاد أقول أن حقيقة زوال قدرة إسرائيل على الصدمة والترويع لا يدركها الكثير إذن الغالبية ستبقى حاكمة لوصول أي سياسي إسرائيلي إلى جوقة الحكم مما يجعل ساسة إسرائيل عاجزين عن تقديم ما يمكن أن يصل للحد الأدنى الفلسطيني وعلى ذلك أستقرئ الانتخابات المبكرة كسبيل وحيد وممل لجعل الغرب وحكوماته على قاعدة "بعد الانتخابات الجديدة" فخلال الانتخابات لا مباحثات مما يعني أن الاسرائيلي هو من سيهرب من المباحثات،
الجانب الفلسطيني أدرك –أزعم- أن إسرائيل وأمريكا والغرب صاروا في حاجة ماسّة للمباحثات أكثر بكثير من الجانب الفلسطيني فبعد رفع الحصار عن قطاع غزّة –وأراه تحصيل حاصل لما صار محرجاً لكل العالم- فقد عادت السلطة للمعابر وقد يُمرر فك الحصار تحت عنوان "تخفيف" لكنه فك حصار مما سيتيح للفلسطينيين إحكام الحصار الأخلاقي على إسرائيل علماً بأن نموه يتحقق بخطى ثابته وبقوة ناعمة ذكية.
إذن تحيا سورية العربية التي خلقت الردع الشامي المتمثل بمحور المقاومة وتحيا سوريا العربية لصمود أتاح للعالم إعادة تشكيل قطبيته وهدم آمال القطب الواحد لعقود عديدة قادمة على الأقل طالما كان هناك قادة محنكون يتمتعون بإرادة صلبة وقرارات مستقلَّة، وتحيا سورية يتجمع فيها العديد من صحفيي الغرب يشاهدون بأم أعينهم انتخابات الرئاسة السورية غداً الثلاثاء 3 حزيران/يونيو 2014 وهو ذات يوم إعلان رسمي لفوز السيسي، هؤلاء الصحفيين الذين يصرحون هذه الليلة وقبل ساعات على بدء الاقتراع أن ما اطلعوا عليه حتى الآن يؤكد عجز حكوماتهم –كما قالوا- عن التشكيك بها.
فايز انعيم