ربما يكون مهماً تذكير من ينسى أن المصريين والشعب العربي أرجع عبد الناصر عن تنحيه وعاد لقيادة مسار "ما أُخذ بالقوة لا يُستردٌّ بغير القوة" والذي استلزم البدء بإعادة بناء الجيش وقياداته بدءً بتجميد عبد الحكيم عامر ورجاله ومخابراته التي تسببت بالنكسة. بعض نخبة مصر لم يدرك أن الـ 67 تستهدف دور وقيادة مصر العربية ممثلة بعبد الناصر وقد رأت إسرائيل ومعها كل الغرب أن النكسة وخاصة بعد قمة الخرطوم أن مكانة عبد الناصر لم تتأثر بالقدر الذي توقعوه بل وأن الحرب لم تتوقف خاصة بعد عمليتي رأس العش وإغراق إيلات وعمليات الصاعقة في سيناء، هذا الفشل حرّك ماكينة الغرب الإعلامية لاستهداف الجيش المصري والتشكيك في وطنيته وذكاءه والحاجة له ونشر سيل الصور والأفلام عن الانسحاب غير المنظم وكميات الدبابات التي استولى جيش إسرائيل عليها.
في ذاك الوقت -وكنا طلبة في الجامعة- لاحظنا تواتر نكات تمس كرامة جيش مصر بل وتعرض أفراده لاستهزاء الجهّال في المواصلات العامّة مما دفع قيادة الجيش لتعميم عدم ظهور الأفراد بلباس الجيش في الأماكن العامة بل وأن يعاتب عبد الناصر الشعب على تصرف مشين كهذا، فاكرين "يسقط حكم العسكر" التي سادت بعد 9 إبريل 2011؟
أذكِّر أن نجم والشيخ إمام شاركوا بحملة الاستهزاء بالجيش منضمين لجوقة بعض المثقفين، وأذكر كذلك أننا كطلبة ما دعوناهما لحفلات الجامعة في مناسباتنا الوطنية لكن على النقيض استردت الوطنية العربية الناصرية بعض من عارضوا ناصر وعلى رأسهم الخال الأبنودي الذي رأى عدو مصر والعرب الحقيقي، وأظن أن استشهاد عبد المنعم رياض أعاد الوعي لنجم وخاصة بعد ما رأي ما يحدث في مصر على يد السادات.
المهم ربما يكون الشبل من الأسد في نوارة التي تتبدل بتسرع قراءة لا تختلف عن تسرع والدها
فايز انعيم