ظهر صباح اليوم على الاعلام مشاركة القوات الجوية المصرية الأولى تاريخياً في مناورات البحرين مع كل دول الخليج –ودون قطر أسعدت إعلام مصر الفطحل- وبمشاركة –ليس بقيادة!!- أمريكا والناتو وبمراقبة تركيا –التي عدّت على إعلام مصر. وكنت قد ارتبت في مقالي السابق يزيارة مسئول المخابرات المصرية لواشنطن ثم بالافراج المفاجئ عن الأباتشي المسطو عليها ثمّ باختتام المسلسل بذهاب نبيل فهمي.
الوضع العالمي الآن يتمثل في توجهين لا ثالث لهما:
اتجاه تقوده أمريكا المتراجعة القدرة عن أي تأثير فعلي على بلوغ مخططات بدأتها لعكس النهايات التى قام المخطط لبلوغها، والاتجاه الثاني التقدم المتسارع في التقدم بالعالم نحو العودة لاحترام استقلال الدول.
وبدون العودة لنقطة بدء التراجع الأمريكي أختصر القول بأنه اتجاه متراجع وأن التحاق أي منظومة للمتراجع يلّون التراجع، أي يجرّه للتراجع حتماً. هل من المعقول أن محللي مصر الاستراتيجيين لم يلحظوا هذا التراجع الأمريكي؟ ربما أقول العكس أن الكثير من الفطاحل استعمل عبارة "طز بأمريكا" وعبارة "مساعدة أمريكا على الجزمة" وهؤلاء الفطاحل كرروا إذاعة أجزاء من خطابات عبد الناصر سواء الخاصة بحصار أمريكا لقمح خبز المصريين ثم برفض البنك الدولي لقرض السد ثم بالعدوان الثلاثي لاعادة السطو على قناة السويس.
ولا أظن أن فطاحل محللي مصر لم يقرأوا تقرير لجنة بسيوني –القانوني المصري- وتبويب نقاط حقوق الانسان المنتهكة بمملكة البحرين العظيمة ومدى حساسية حال شاذة أن يُحرم شيعة البحرين الذين يمثلون أكثر من 65% -على أقل تقدير- من التساوي مع السنّة في عدد الأصوات الناخبة والتمثيل الترشيحي لمجلس النواب وحجب الوظائف الكبرى وخلل عدالة الفرص وحظر الوظائف الأمنية والعسكرية عنهم، فالبحرين مثلا تستورد شرطة وجيش من باكستان والأردن وغيرهما، وأظن بالتالي أن يدركوا مدى المرارة التي يشعر بها الشيعة من سكوت دولة كمصر على هذا التمييز خاصة بعد نشر تقرير بسيوني، ومن المؤسف أن تطيح الدولة بمصر –كما الأزهر- بقضية السحل والتنكيل والإهانة والقتل للعلامة الشيعي المذهب الشيخ حسن شحادة وآخرين على الرغم من الصور والفيديوهات والتصريحات المسجلة لمن ارتكب هذا الجرم.
وكل فطاحل إعلام مصر يتذكر نظرية داوود أوغلو "صفر مشاكل مع الجيران" التي تهكموا على تحولها لصفر أصدقاء مع جيران تركيا، فالفطاحل كذلك توسعوا في شرح مشاكل مصر مع جوارها سواء الأمنية أو المائية وكأن مصر لم تشبع فتستورد مشكلة إضافية مع إيران، والمبهر أن تبدو مصر وكأنها تسير في ركاب من ينسى وجود إسرائيل ويحول –كما تريد إسرائيل- إيران إلى العدوِ الأوحد للعرب والمسلمين. لا زلت أتمنى ألا تعود مصر ثانية لمنحدر السادات-مبارك الذى أفقرها وأضاع مكانتها واستنزف ثرواتها وترك آلاف من شباب المصريين ليغرقوا.
كما أثار أسامة الدليل قضية انشاء إسرائيل لقاعدة بحرية على سواحل أريتريا وهي ذات إريتريا التي ساعدتها الجامعة العربية ودول الاعتدال –ومصر منهم- والأمة الاسلامية جمعاء، جوقة الندب والنواح- على الانفصال عن إثيوبيا –بلد منابع النيل وتابع كنيسة الاسكندرية- بل وعلى حرمانها من أي مخرج بحري ثمّ ذات الجوقة تلوم اثيوبيا –بل كل الأفارقة- على الاستهتار بمصالح مصر. *وسبحان الله أن يتشابه ضعف تأثير وهيبة مصر على إفريقيا مع ضياع تأثير وهيبة أمريكا على العالم.
أتنهد وأكتفي...
فايز انعيم