لم تتأخر هذه الاستقالة كما قد يظن البعض.
تقدّم بها الرجل بعد فشل ذريع طال تدخل الترك المباشر في ريفي حلب واللاذقية وكذلك بعد استكمال الجيش العربي السوري لجب الجندلي بحمص، وانتكاسات شراذم التكفير في إدلب ودير الزور وحماة ودرعا فيرى الرجل تسارع العمليات الميدانية مندهشاً –ككل أعداء سوريا- فظنّ –ككل أعداء سوريا- خيراً في تأثير أزمة أوكرانيا على مسار سورية فتفاجأ وكأن فخ أوكرانيا كان في الحقيقة صناعة سورية إيرانية روسية لمكاسب ميدانية للجيش العربي السوري بالتوازي مع مكاسب روسية في أوكرانيا والتي تتوازى مع القضاء المبرم على مهازل مسرح العرائس البترودولاري فتخرج أمريكا من الخليج تاركة أمنه بيد أنبوب غاز إيراني يمر تحت مضيق هرمز متشابكا مع سلطنة عمان وسيمتد –حسب ظني- لليمن ويقطع باب المندب ليصل سواحل إفريقيا.
ورأى الرجل طفولة غربية ساذجة تناور في عودة بلهاء لاتهام جديد بالكيماوي –قذائف الكلور- فكان الاهمال الاعلامي والذي ذكرني بإهمال الاعلام لمسرحيى جيش إسرائيل باكتشاف سفينة سلاح إيراني كانت متوجهة لغزة ففقد الرجل كل مصدر يعينه على استكمال لبننة سوريا أو عرقنتها.
كما لم يتأخر الأخضر باستقالته بعد أن تأكد من استقرار أجواء إجراء انتخابات الرئاسة السورية والتي تم فتح باب الترشح لها بعد أن صادق مجلس الشعب السوري بعد أن تطوّع باتهام إجراء ديموقراطي بحت كالانتخابات التعددية بأنها تعرقل طريق السلام المنشود لسوريا وكأنه نسي جنيفات سوريا التي من بنودها الهامة أن يُتاح للسوريين اختيار قيادتهم ونظامهم.
كما لم تتأخر استقالة الابراهيمي بعدما رأى انهيار، ليس آمال البترودولار بالحصول على ورقة تفاوض مع الأسد بل بانعطاف أحلافهم من أصدقاءهم تاركينهم في عراء كبير وهم يواجهون مظاهرات البحرين وهزيمة نكراء للجيش السعودي أمام بضع حوثيين وتغيير في الكراسي ثمَّ آخرها هروب كامل البعثة القطرية من ليبيا ولم يتركوا فيها سوى مليارات أهدرها القطريون وذهبت إلى جيوب ساركوزي وبرلسكوني وعملاء برنارد هنري ليفي.
قد تؤدي استقالة الابراهيمي إلى أن يفهم حزب "قتل شعبه" من إعلامي مصر –كالفطحل يسري فودة والفطحلة لميس الحديدي- والبترودولار، فلننتظر.
فايز انعيم