هناك إشارات قوية بأن عام 2014 هو عام إغلاق كثير من الملفات الملتهبة إعلاميا. هناك شرق أوسطياً الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في لبنان ومصر والجزائر والعراق وسوريا –أي والله سوريا- والاتفاق النهائي على النووي الإيراني وما سيترتب عليها من إعادة تمحور الكثير من الدول والمنظومات، وهناك فشل تمرير يهودية الدولة وكلها تتزاحم الحسم إبّان صيف هذا العام والمتوقع أن يكون ملتهباً مناخياً أيضاً، كما تدل الاشارات على تصاعد لهب أوكرانيا وكذلك تصاعد لهب الشرق الأقصى، باختصار شديد فقد أحاطت هذه الملتهبات دفعة واحدة بأمريكا التي أصابها بالدوار انعكاس تخطيطها ليس فقط بخسارتها معركة بل بخسارة استراتيجية أصابها بشلل الاختيارات.
عنوان المقال مقتبس من تقرير تلاه كيري في جلسة استماع للكونجرس الأمريكي التي انعقدت أمس والذي لم أختره –أقسم- لطرافته بل لانطباقه مع حالة شلل الاختيارات الذي لزم القيادة الأمريكية التي شبهها أحد قرّائي المصريين بـ "
سائق التوكتوك الباحث عن حقنة أفيون".
كنت قد أشرت إلى حقيقة تصاعد الدور الإيراني في أمن المنطقة وكنت قد تمنيت –وقت مناورات الإمارات- أن يكمل رحلته لزيارة طهران لكن مجاملة عناد منعتها، كما قد أسلّط الضوء على الدور المصري القائد –عتمت عليه أنتقالية مصر مجاملةً لطرف محدد- الذي أوقف هرولة العربان إلى خطيئة تسليم مقعد سوريا لما يُسمى الائتلاف فأسلط الضوء على ما يجري خلف الكواليس من مباحثات إيرانية-سعودية وعدم إتمام الزيارة إياها لطهران ستضع مصر في زمرة من يأخذ الإذن.
يقلقني إعلان مرتضى منصور الترشح لرئاسة مصر وما سيوفره لباسم يوسف من عودة لقفشات تضحك الناس فتنقذه من النضوب الحالي خاصة بعد أن بدأ يتحدث عن خطوط عريضة لبرنامجه التي ترتكز على تحريم ما حرّم الله مؤكدا –بالمناسبة- على مخالفته للاخوان، ويقلقني كذلك نية زيارة أشتون لمصر واجتماعها المتوقع مع مرشحي الرئاسة، كرامة مصر يامرشحين لا تسمح لكم بلقاء أشتون، رفقاً بكرامة مصر أرجوكم.
وقد يتلاشي قلقي من خبر عاجل -وصلني أثناء كتابة هذا المقال- يفيد بأن وفداً عسكرياً مكون من 15 شخصية عسكرية روسية سيزور مصر فأقول يامسهل.
فايز انعيم