سأنتظر مع غيري أن تفلح أمريكا في تفادي الطرق المسدودة، عموماً نحن لا نعتقد أن أمريكا تختار السير على طريق وهي تتوقع أن يكون مسدوداً خاصة مع نظريات الصدمة والترويع التي حققت لها سرعة انهيار جيوش نظامية لدول تامية منتقاة. واضح أن أمريكا لم تتعلم من تجربة فيتنام أو تناستها بعد أن خدعها خنوع البترودولار العربي حتى وصل به الأمر لتمويل هدم ما تم تحقيقه خلال الستين سنة الأخيرة.
آخر الطرق التي سُدّت في وجه أمريكا طريق فرض تصفية قضية فلسطين فقد رفضت القيادة الفلسطينية مد التفاوض مع اسرائيل بعدما تنصلت من تعهداتها التي التزمت بها ووقعت عليها كتابة بل بوقاحة ربطت تنفيذها بشرط مدّ مدة التفاوض الذي يعطل رئيس السلطة عن تثبيت عضوية فلسطين بمنظمات الأمم المتحدة.
قد لا أكون مخطئاً في سيناريو استدعاء عباس لأمريكا –قبل انعقاد مؤتمر غمّة الكويت- لفتح فجوة في الطريق المسدود وهدده بالسعودية لو تعنت، فكأني أرى عباس يقول لأوباما ألا أحد يستطيع تقديم ما يطلبه. في قاعة الغمّة (القمة) خطب ولي العهد سلمان ووسط الخطاب وهنت سيطرته على الكلام وأصدر أصواتاً غير مفهومة فشل أغلب المجتمعين في تحويلها لمعاني. بهكذا سعودية أيقن عباس أن أوباما لن يستطيع أخذ شي من السعودية وأن أمريكا –وحدها- تتحمّل الاخفاق في كفّ إسرائيل عن الابتزاز بالتراجع عما تتفق عليه. لا أعتقد أن عباس غاب عنه طريق أوكرانيا الذي سُدَّ بصخرة القرم فتاه يبحث عن طريق فلسطين بجرعة تنفس للمتعب المخنوق. نعم عباس يستعيد لفلسطين قرارها ويحررها من الضغوط من أي مصدر كان.
ظهر الآن –وأنا أنهي هذا المقال- خبر جولة تميم قطر التي ستشمل السودان وتونس والجزائر، وأرى أن زيارة السودان لشراء مأوى للقرضاوي وإخوانه وتونس لشراء تصالح مع القوميين والجزائر لتمهيد وساطة مع سوريا ومصر.
انقلاب السلطة الفلسطينية على الاستسلام لقدري أمريكا وإسرائيل أقرأه مرتبطاً و(مع)زيارات تميم قطر. فايز انعيم