خلط الأوراق ..

3
0

عادة –بل دائماً- ما ينتج عن الاصطدام بالطرق المسدودة أن يذهب أحد الاطراف إلى خلط الأوراق. خلط أوراق في أوكرانيا، وخلط أوراق أوربية وأمريكية أمام إسرائيل، وخلط أوراق بالخليج، وخلق أوراق بتركيا وخلط .. وخلط ... وخلط .. وأخص خلق الأوراق بغزة بإطلاق الجهاد الاسلامي صواريخ على إسرائيل والتهديد الاسرائيلي بالرد العنيف بل والتهديد بإعادة احتلال غزة في مقابل تحذير السلطة لإسرائيل من ضرب قطاع غزة.

ما يلفت الانتباه أن تحليلات أماني الخياط بخصوص صواريخ أطلقها الجهاد الاسلامي أمس على أطراف إسرائيل، فكان التحليل –على عكس ما كنت عادة أراه منها- أراها انطلقت من صورة مشوشة عن سيطرة حماس على غزة بنسبة 100% وأن كافة الأطراف الأخرى لا وزن لها وأن حماس تستطيع أن تهدد حدود مصر وأن حماس تكتفي باستقواءها بقطر وغير ذلك من تراكيب الصورة المشوشة، وكم أشرت في مقالات سابقة أن مصر أقوى وأمنع وأقدر مما يظن كثير من المصريين.

أركز على خلط أوراق الجهاد الاسلامي لا يستهدف إلا إسرائيل التي استغلت الغفلة العربية والصمت العربي لتمرير تصفية القضية الفلسطينية من الأساس والذي بدأ بالتسوير ثم بسياسات القدس وتفريغها من الفلسطينيين وهدم المسجد الأقصى وبرأيي أن رد فعل الجهاد الاسلامي على اغتيالات اسرائيل الأخيرة خَلَط أوراق إسرائيل التي رتبتها على انتهاكاتها للاتفاق الذي ضمنه مرسي الذي فرض على غزة موقف المتفرج من كل ما يحدث للقدس والحرم القدسي بل وكذلك عن تراحع إسرائيل عن كثير من بنود الاتفاق إياه فلا حافظت على المدى البحري للصيادين ولا سمحت للزراع أن يستفيدوا من مساحات التماس وكم قتلت منهم ولم تلق اسرائيل ناهرا ولا ناهيا لا من حماس التي فرضت الاتفاق على جميع الفصائل -و من ضمنها الجهاد- ولا من دول الاعتدال التي ارتمت هي في أحضانهم وأرخت ستر نكران الجميل الذي اتصفت به على بعض شعب غزة الذي انخدع بالشرعية والشرع وتهجم على مصر.

بدأت كتابة المقال بعد التاسعة صباحا بقليل بعد سماعي لتحليل أماني الخياط وتوقفت بطارئ بحيث عدت لاستكمال المقال بعد صلاة المغرب وقدّر الله أن أتابع أن رد اسرائيل كان محدودا للغاية وعلى عكس ما هدد نيتنياهو وليبرمان ثم بطلب اسرائيل وساطة مصر مع الجهاد الاسلامي لالتزام الهدوء وسارعت الجهاد للموافقة توافقا مع مصر الآن ومصر المستقبل.

الفرق واضح –أعتقد- بين خلط الأوراق لتغيير قواعد الاشتباك وبين إشغال مصر من غزة. ولكل حصان كبوة أماني وتبقين أوعى –رغم الكبوة- من الآخرين.

فايز انعيم

 

إضافة منذ 11 عام
Fayez Eneim
23327
غير محدد
تعديل منذ 11 عام
Fayez Eneim
23327

التعليقات

لا يوجد
zedony.com - A mmonem.com production. Privacy Policy